الخير في الكون مصدره الإيمان
إن المؤمن قدوة فلا يسب لا يسرق لا ينافق لا يتعالى على ضعيف لا يتجبر على مظلوم... إذن.. فخير الذي يسير على الهدى ليس مقصورا على نفسه فقط، و لكنه خير ممتد و منتشر لمن حوله. لماذا؟ لأن الذي يأخذ الهدى من منهج الله..فهو يأخذ السلوك الذي يقرره الله الباقي. و يأخذ الحكمة من الحكيم المطلق. إنه يتبع منهج الله ليصل بسلوكه إلى الانسجام من كل ما خلق الله. فلا مطلوب من العبد لذات الرب. إنما المطلوب هو لصالح الإنسان في الكون. إن الذي يعوق حركة الحياة هو أن يأتي متغير إنساني، ليغير أو يقنن لمتغير مثله.. مثل ذلك الأمر لا يعصم الإنسان من استغلال أحد أو ظلم أحد. إننا في الحياة نرى نماذج كثيرة من الاستغلال و الظلم الواقع على البشر.. و نرى الحياة لا استقرار فيها و لا أمن و يسود الاضطراب و يعم القلق. يحدث ذلك لأننا نخالف قوله الحق: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )) هذا القول الفصل يوضح أن الطريق الذي اختاره الله للبشرية هو (الكتاب الهادي) الذي يوصلهم إلى دين الحق. إن الذين يسيرون على منهج الحق لا يرهقون أنفسهم و لا يرهقون الأحياء بظلم ما. إذن.. فالنهي عن اتباع الهدى، و هو المنهج الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه و سلم اضلال للبشرية و اغراق لها في الضياع. من كتاب من هو محمد صلى الله عليه و سلم محمد متولى الشعراوي