كلنا تتمنى أن يحوي صدرها كتاب الله,،،
وأن تكون كلماته هي أنيسها في وحدتها وشغلها الشاغل, لكن من التي تقف مع نفسها وقفة مخلصة لتتأمل ما حققت من إنجازات في سنوات عمرها, ولتدرك ما فات. بتوفيق من الله , ثم بإرادة تتحطم فوقها الصخور وعزيمة نادرة وطول نفس, استطاعت (أم عبد الملك ) طالبة في إحدى الكليات أن تحفظ كتاب الله.. وأجري معها هذا الحوار:
*الاسم والدراسة؟
_أم عبد الملك_ طالبة في قسم الدراسات الإسلامية والقرآن وعلومه في كلية التربية للبنات.
*كم استغرق حفظك لكتاب الله؟
- عشرة أشهر تقريباً.
*ما الذي أشعل الحماس في نفسك وحفزك على الحفظ؟
- القراءة في سير الصحابة , وما كان عليه سلف الأمة في حفظهم لكتاب الله أكبر حافز دفعني إلى الحفظ.
*كيف كانت طريقتك في الحفظ؟
- كنت أحدد مقاطع من القرآن في كل يوم وبعد حفظها أكررها في الصلاة وخارج الصلاة ثم أجعل وقتاً للحفظ والمراجعة.
*ما الصعوبات التي واجهتك أثناء الحفظ؟
- لم تواجهني صعوبات أثناء الحفظ ولله الحمد.
*كثير من الأخوات يصعب عليهن تذكر نهاية الآية مثل:(السميع العليم, أو الغفور الرحيم..) كيف تغلبت على هذه المشكلة؟
- بمعرفة تفسير الآية بمعناها وربط أولها بآخرها.
*وبعد إتمامه كيف تحافظين عليه من النسيان (طريقة المراجعة)؟
- أفضل طريقة للمراجعة هي تجزئة القرآن , فكنت أجزئ القرآن حتى أنهي ختمه في أقل من شهر , ولتثبيت الحفظ, والسور التي أجد ضعفاً في حفظها أكررها في الصلوات.
*هل وجدت صعوبة في التوفيق بين دراستك وحفظك وبيتك؟
- لم أجد صعوبة في التوفيق بينهما لأن الحفظ له وقت معين والدراسة لها وقتها.
*ما أفضل أوقات الحفظ في رأيك ؟
- أفضلها هي أوقات السحر وبعد الفجر حيث يكون الذهن صافياً.
*هل كان لك نشاطات بالنسبة للحافظات غيرك ؟
- كان لي بعض النشاطات لمساعدة غيري على حفظ القرآن , فكنت أحثهن على الحفظ وأراجع معهن.
*هل لمدارس التحفيظ دور في حثك على الحفظ؟
- لم ألتحق بدور التحفيظ أثناء حفظي للقرآن لكن بعدما حفظت التحقت بها لدراسة التجويد.
*توصيات للمبتدئة في الحفظ؟
- أوصيها بتقوى الله عز وجل وإخلاص النية لله وكثرة الدعاء بأن يسهل الله لها طريق الخير ويعينها على حفظ كتابه.
*ماذا تقولين لكل من :
ا- ابتدأت بحماس ثم فترت وتركت الحفظ؟
- أنت على خير عظيم فلا تجعلي للشيطان عليك سبيلا, ليثبط من همتك أو يثني عزيمتك اعلمي أن فتورك عن فعل الخير إنما هو لنقص فيك , فتعاهدي كتاب الله بالمراجعة وتعاهدي نفسك وحاسبيها حتى تنالي رضا الله عز وجل.
ب- حفظت ثم لم تحافظ ونسيت؟
- إن حفظ القرآن أكبر نعمة منّ الله بها عليك والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه أشد تفلتاً من الإبل في عقلها, فحافظي على كتاب الله , وبإذن الله ستجدين ثمرة جهدك.
ج- جعلت حفظها فاتحة لتحفيظ أخواتها:
- أوصي أخواتي بالحرص على كتاب الله وعلى حفظه والعمل بما فيه فقد أثنى الله سبحانه على حملة القرآن في كتابه ووصفهم بالعلم فقال: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) *العنكبوت:49* فاحرصي أخيتي على حفظ القرآن , فإن كنت ممن منّ الله عليهم بحفظه , فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وإن كنت لم تحفظيه فبادري إلى حفظه واغتنمي أوقاتك وسنين عمرك, فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اغتنم خمساً قبل خمس وذكر منها.. شبابك قبل هرمك وفراغك قبل شغلك وحياتك فبل موتك )
د- بعد حفظك للقرآن هل تشجعت على حفظ المتون ؟
- بعد أن يسر الله لي حفظ القرآن حرصت على حفظ الحديث , فبدأت بحفظ رياض الصالحين وبعد أن أنهيته بدأت بصحيح البخاري.
وأسأل الله لنا ولكن الإعانة والتوفيق وصالح القول والعمل وأن يخلص الله نياتنا ويتقبل منا صالح الأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه ... آمين, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجلة الدعوة - العدد 1717-