- ص 43 - والذي يعرفك هذا جيدا : هو معرفة ضده ، وهو أن العلماء في زماننا يقولون : من قال : " لا إله إلا الله " فهو المسلم ، حرام المال والدم لا يُكَفّر ولا يقاتل ، حتى إنهم يصرحون بذلك في شأن البدو الذين يكذبون بالبعث . وينكرون الشرائع . ويزعمون أن شرعهم الباطل هو حق الله ، ولو طلب أحد منهم خصمه أن يخاصمه عند شرع الله لعدوه من أنكر المنكرات ، بل من حيث الجملة : إنهم يكفرون بالقرآن من أوله إلى آخره . ويكفرون بدين الرسول كله ، مع إقرارهم بذلك بألسنتهم ، وإقرارهم : أن شرعهم أحدثه آباؤهم لهم كفرًا بشرع الله . وعلماء الوقت يعترفون بهذا كله . ويقولون ما فيهم من الإسلام شعرة . وهذا القول تلقته العامة عن علمائهم ، وأنكروا به ما بينه الله ورسوله . بل كَفّروا من صدق الله ورسوله في هذه المسألة ، وقالوا : من كَفّر مسلما فقد كفر . والمسلم عندهم : الذي ليس معه من الإسلام شعرة ، إلا أنه يقول بلسانه : " لا إله إلا الله " وهو أبعد الناس عن فهمها وتحقيق مطلوبها علما وعقيدة وعملا . . . . . . . . . . . فاعلم - رحمك الله - أن هذه المسألة : أهم الأشياء كلها عليك . لأنها هي الكفر والإسلام . فإن صدقتهم فقد كفرت بما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا لك من القرآن الكريم والسنة والإجماع . وإن صدقت الله ورسوله عادوك وكفروك . وهذا الكفر الصريح بالقرآن والرسول في هذه المسألة : قد اشتهر في الأرض مشرقها ومغربها . ولم يسلم منه إلا أقل القليل . - ص 44 - فإن رجوت الجنة ، وخفت من النار : فاطلب هذه المسألة وادرسها من الكتاب والسنة ، وحررها ، ولا تقصر في طلبها ، لأجل شدة الحاجة إليها ، ولأنها الإسلام والكفر . وقل : اللهم ألهمني رشدي ، وفهمني عنك ، وعلمني منك ، وأعذني من مضلات الفتن ما أحييتني . وأكثر الدعاء بالدعاء الذي صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو به في الصلاة . وهو مسلم صلاة المسافرين وقصرها (770) ، الترمذي الدعوات (3420) ، النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1625) ، أبو داود الصلاة (767) ، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1357) ، أحمد (6/156). اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اخْتُلِفَ فيه من الحق بإذنك . إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم الحديث رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . . . . . . . . . . . . ونزيد المسألة إيضاحا ودلائل لشدة الحاجة إليها ، فنقول : ليفطن العاقل لقصة واحدة منها . وهي أن بني حنيفة أشهر أهل الردة ، وهم الذين يعرفهم العامة من أهل الردة . وهم عند الناس أقبح أهل الردة . وأعظمهم كفرا . وهم - مع هذا - يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويؤذنون ويصلون ، ومع هذا فإن أكثرهم يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بذلك ، لأجل الشهود الذين شهدوا مع الرَّجال . والذي يعرف هذا - ولا يشك فيه - يقول : من قال " لا إله إلا الله " فهو المسلم ، ولو لم يكن معه من الإسلام شعرة ، بل قد تركه واستهزأ به متعمدًا . فسبحان الله مقلب القلوب كيف يشاء !! كيف يجتمع في قلب من له عقل - ولو كان من أجهل الناس - أنه يعرف أن بني حنيفة كفروا ، - ص 45 - مع أن حالهم ما ذكرنا . وأن البدو إسلام . ولو تركوا الإسلام كله ، وأنكروه ، واستهزءوا به على عمد . لأنهم يقولون : " لا إله إلا الله " لكن أشهد أن الله على كل شيء قدير . نسأله أن يثبت قلوبنا على دينه ، ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وأن يهب لنا منه رحمة . إنه هو الوهاب . - ص 46 - الدليل الثاني قصة أخرى وقعت في زمن الخلفاء الراشدين وهي أن بقايا من بني حنيفة ، لما رجعوا إلى الإسلام وتبرءوا من مسيلمة ، وأقروا بكذبه : كبر ذنبهم عند أنفسهم ، وتحملوا بأهليهم إلى الثغر لأجل الجهاد في سبيل الله لعل ذلك يمحو عنهم آثار تلك الردة لأن الله تعالى يقول : إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ من آية 70 سورة الفرقان . ويقول : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى آية 82 سورة طه . فنزلوا الكوفة . وصار لهم بها محلة معروفة ، فيها مسجد يسمى مسجد بني حنيفة ، فمر بعض المسلمين على مسجدهم بين المغرب والعشاء . فسمعوا منهم كلاما معناه : أن مسيلمة كان على حق وهم جماعة كثيرون ، لكن الذي لم يقله لم ينكره على مَن قاله . فرفعوا أمرهم إلى عبد الله بن مسعود ، فجمع مَن عنده من الصحابة واستشارهم : هل يقتلهم وإن تابوا ، أو يستتيبهم ؟ فأشار بعضهم بقتلهم من غير استتابة . وأشار بعضهم باستتابتهم ، فاستتاب بعضهم ، وقتل بعضهم ، ولم يستتبه . فتأمل - رحمك الله - إذا كانوا قد أظهروا من الأعمال الصالحة الشاقة ما أظهروا ، لما تبرءوا من الكفر ، وعادوا إلى الإسلام . ولم يظهر منهم إلا كلمة أخفوها في مدح مسيلمة ، لكن سمعها بعض المسلمين . ومع هذا - ص 47 - لم يتوقف أحد في كفرهم كلهم - المتكلم والحاضر الذي لم ينكر - ولكن اختلفوا : هل تقبل توبتهم أو لا ؟ والقصة في صحيح البخاري . فأين هذا من كلام مَن يزعم أنه من العلماء ويقول : البدو ما معهم من الإسلام شعرة ، إلا أنهم يقولون : " لا إله إلا الله " ومع ذلك يحكم بإسلامهم بذلك ؟ أين هذا مما أجمع عليه الصحابة : فيمن قال تلك الكلمة ، أو حضرها ولم ينكر ؟ سارت مشرقة وسرت مغربا شـتان بيـن مشـرق ومغرب ربنا إني أعوذ بك أن أكون ممن قلت فيهم : فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ من الآية 17 مع الآية 18 سورة البقرة . ولا ممن قلت فيهم : إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ آية 22 من سورة الأنفال . . - ص 48 - الدليل الثالث ما وقع في زمان الخلفاء الراشدين قصة أصحاب علي بن أبي طالب - لما اعتقدوا فيه الإلهية التي تُعْتقَد اليوم في أناس من أكفر بني آدم وأفسقهم - فدعاهم إلى التوبة فأبوا . فخدَّ لهم الأخاديد وملأها حطبًا . وأضرم فيها النار . وقذفهم فيها وهم أحياء . ومعلوم أن الكافر - مثل اليهودي والنصراني - إذا أمر الله بقتله لا يجوز إحراقه بالنار فعلم أنهم أغلظ كفرًا من اليهود والنصارى . هذا ، وهم يقومون الليل ويصومون النهار ويقرءون القرآن ، آخذين له عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما غلوا في علي ذلك الغلو : أحرقهم في النار وهم أحياء . وأجمع الصحابة وأهل العلم كلهم على كفرهم . فأين هذا ممن يقول في البدو تلك المقالة ، مع اعترافه بهذه القصة وأمثالها ، واعترافه : أن البدو كفروا بالإسلام كله ، إلا أنهم يقولون لا إله إلا الله ! واعلم أن جناية هؤلاء إنما هي على الألوهية ، وما علمنا فيهم جناية على النبوة ، والذين قبلهم جنايتهم على النبوة ، ما علمنا لهم جناية على الإلهية . وهذا مما يبين لك شيئا من معنى الشهادتين اللتين هما أصل الإسلام . - ص 49 - الدليل الرابع ما وقع في زمن الصحابة أيضا وهي قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي . وهو رجل من التابعين ، مصاهر لعبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه ، مظهر للصلاح . فظهر في العراق يطلب بدم الحسين وأهل بيته ، فقتل ابن زياد ، ومال إليه من مال لطلبه دم أهل البيت ممن ظلمهم ابن زياد . فاستولى على العراق ، وأظهر شرائع الإسلام ، ونصب القضاة والأئمة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه وكان هو الذي يصلي بالناس الجمعة والجماعة ، لكن في آخر أمره زعم أنه يوحى إليه . فسّير إليه عبد الله بن الزبير جيشا ، فهزموا جيشه وقتلوه ، وأمير الجيش مصعب بن الزبير ، وتحته امرأة أبوها أحد الصحابة ، فدعاها مصعب إلى تكفيره فأبت . فكتب إلى أخيه عبد الله يستفتيه فيها ، فكتب إليه : إن لم تبرأ منه فاقتلها . فامتنعت ، فقتلها مصعب . وأجمع العلماء كلهم على كفر المختار - مع إقامته شعائر الإسلام - لما جنى على النبوة . وإذا كان الصحابة قتلوا المرأة التي هي من بنات الصحابة لما امتنعت من تكفيره ، فكيف بمن لم يكفر البدو مع إقراره بحالهم ؟ فكيف بمن زعم أنهم هم أهل الإسلام ، ومن دعاهم إلى الإسلام هو الكافر ؟ يا ربنا نسألك العفو والعافية . - ص 50 - الدليل الخامس ما وقع في زمن التابعين وذلك قصة الجعد بن درهم ، وكان من أشهر الناس بالعلم والعبادة . فلما جحد شيئا من صفات الله - مع كونها مقالة خفية عند الأكثر - ضحى به خالد بن عبد الله القسري يوم الأضحى ، فقال : يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم ، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ، ولم يكلم موسى تكليما . ثم نزل فذبحه ، ولم يعلم أن أحدا من العلماء أنكر ذلك عليه . بل ذكر ابن القيم إجماعهم على استحسانه ، فقال : شـكر الضحية كل صاحب سنة للـــه درك مـــن أخـــي قربـــان فإذا كان رجل من أشهر الناس بالعلم والعبادة ، أخذ العلم عن الصحابة ، أجمعوا على استحسان قتله ، فأين هذا من اعتقاد أعداء الله في البدو ؟ - ص 51 - الدليل السادس قصة بني عبيد القداح فإنهم ظهروا على رأس المائة الثالثة . فادعى عبيد الله أنه من آل علي بن أبي طالب من ذرية فاطمة ، وتزيا بزي أهل الطاعة والجهاد في سبيل الله . فتبعه أقوام من البربر من أهل المغرب . وصار له دولة كبيرة في المغرب ولأولاده من بعده . ثم ملكوا مصر والشام ، وأظهروا شرائع الإسلام وإقامة الجمعة والجماعة . ونصبوا القضاة والمفتين . لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة ، وظهر منهم ما يدل على نفاقهم وشدة كفرهم . فأجمع أهل العلم : أنهم كفار ، وأن دارهم دار حرب ، مع إظهارهم شعائر الإسلام . وفي مصر من العلماء والعباد أناس كثير ، وأكثر أهل مصر لم يدخل معهم فيما أحدثوا من الكفر . ومع ذلك أجمع العلماء على ما ذكرناه ، حتى إن بعض أكابر أهل العلم المعروفين بالصلاح قال لو أن معي عشرة أسهم لرميت بواحد منها النصارى المحاربين . ورميت بالتسعة بني عبيد . ولما كان زمان السلطان محمود بن زَنْكي أرسل إليهم جيشا عظيما بقيادة صلاح الدين . فأخذوا مصر من أيديهم . ولم يتركوا جهادهم بمصر لأجل من فيها من الصالحين . فلما فتحها السلطان محمود فرح المسلمون بذلك أشد الفرح . وصنف ابن الجوزي في ذلك كتابا سماه " النصر على مصر " . - ص 52 - وأكثر علماء التصنيف والكلام في كفرهم مع ما ذكرنا من إظهارهم شرائع الإسلام الظاهرة . فانظر ما بين هذا وبين ديننا الأول يقصد الشيخ رحمه الله ما كانت عليه نجد من الجاهلية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب . أن البدو إسلام ، مع معرفتنا بما هم عليه من البراءة من الإسلام كله ، إلا قول " لا إله إلا الله " ولا تظن أن أحدا منهم لا يكفر إلا إن انتقل يهوديا أو نصرانيا . فإن آمنت بما ذكر الله ورسوله ، وبما أجمع عليه العلماء ، وتبرأت من دين آبائك في هذه المسألة ، وقلت : آمنت بالله وبما أنزل الله ، وتبرأت مما خالفه باطنا وظاهرا ، مخلصا لله الدين في ذلك . وعلم الله ذلك من قلبك ، فأبشر . ولكن اسأل الله التثبيت . واعرف أنه مقلب القلوب . - ص 53 - الدليل السابع قصة التتار وذلك أنهم بعد ما فعلوا بالمسلمين ما فعلوا ، وسكنوا بلاد المسلمين ، وعرفوا دين الإسلام : استحسنوه وأسلموا . لكن لم يعملوا بما يجب عليهم من شرائعه . وأظهروا أشياء من الخروج عن الشريعة ، لكنهم كانوا يتلفظون بالشهادتين ، ويصلون الصلوات الخمس والجمعة والجماعة . وليسوا كالبدو ، ومع هذا كفرهم العلماء ، وقاتلوهم وغزوهم . حتى أزالهم الله عن بلدان المسلمين . وفيما ذكرنا كفاية لمن هداه الله . وأما من أراد الله فتنته : فلو تناطحت الجبال بين يديه لم ينفعه ذلك . ولو ذكرنا ما جرى من السلاطين والقضاة ، من قتل من أتى بأمور يكفر بها - ولو كان يظهر شعائر الإسلام - وقامت عليه البينة باستحقاقه للقتل ، مع أن في هؤلاء المقتولين من كان من أعلم الناس وأزهدهم وأعبدهم في الظاهر ، مثل الحلاج وأمثاله ، ومن هو من الفقهاء المصنفين ، كالفقيه عمارة . فلو ذكرنا قصص هؤلاء لاحتمل مجلدات . ولا نعرف فيهم رجلا واحدا بلغ كفره كفر البدو الذين يقول عنهم - من يزعم إسلامهم - : إنه ليس معهم من الإسلام شعرة إلا قول : " لا إله إلا الله " ولكن من يهد الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا . - ص 54 - والعجب أن الكتب التي بأيديهم ، والتي يزعمون أنهم يعرفونها ويعملون بها : فيها مسائل الردة . وتمام العجب : أنهم يعرفون بعض ذلك ويقرون به ، ويقولون : من أنكر البعث كفر . ومن شك فيه كفر . ومن سب الشرع كفر . ومن أنكر فرعا مجمعًا عليه كفر . كل هذا يقولونه بألسنتهم . فإذا كان من أنكر الأكل باليمين ، أو أنكر النهي عن إسبال الثياب ، أو أنكر سنة الفجر أو الوتر : فهو كافر . ويصرحون أن من أنكر الإسلام كله وكَذّب به ، واستهزأ بمن صدقه : فهو أخوك المسلم ، حرام الدم والمال ، ما دام يقول : " لا إله إلا الله " ثم يكفروننا ، ويستحلون دماءنا وأموالنا ، مع أنا نقول : " لا إله إلا الله " فإذا سئلوا عن ذلك قالوا : من كفر مسلما فقد كفر . تم لم يكفهم ذلك حتى أفتوا لمن عاهدنا بعهد الله ورسوله أن ينقض العهد وله في ذلك ثواب عظيم ، ويفتون مَنْ عنده أمانة لنا ، أو مال يتيم : أنه يجوز له أكل أمانتنا . ولو كانت مال يتيم ، بضاعة عنده أو وديعة ، بل يرسلون الرسائل لِدَهام بن دَوَّاس وأمثاله : إذا حاربوا التوحيد ونصروا عبادة الأصنام ، يقولون : أنت يا فلان قمت مقام الأنبياء . مع إقرارهم أن التوحيد - الذي ندعو إليه ، وكفروا به وصدوا الناس عنه - هو دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأن الشرك - الذي نهينا الناس عنه ، ورغبوهم فيه ، وأمروهم بالصبر على آلهتهم - أنه الشرك الذي نهى عنه الأنبياء . ولكن هذه من أكبر آيات الله ، فمن لم يفهمها فليبك على نفسه . والله سبحانه وتعالى أعلم .
- ص 43 -
- ص 44 -
- ص 45 -
- ص 46 -
- ص 47 -
- ص 48 -
- ص 49 -
- ص 50 -
- ص 51 -
- ص 52 -
- ص 53 -
- ص 54 -