|
وفي بيت العنكبوت آية
الناقل :
SunSet
| العمر :37
| الكاتب الأصلى :
عامر أبو سميّة
| المصدر :
www.allahway.com
يقول الله تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ الله أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ 41 } (29- العنكبوت 41) .
اكتشفَ علماء العصر الحديث حقائقَ غريبة جدّا عن العنكبوت . من ذلك أنَّ الأنثى هي وحدها التي تبني بَيْتها ، ولا يتدخَّلُ الذَّكَرُ في هذا الأمر من قريب ولا من بعيد !
فهل تُرى لهذا السَّبب قال تعالى : { كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا } ، ولم يقل : اتَّخذ بيتًا ؟ أم أنَّ هذا التَّخصيص كان من قَبيل الصُّدفة ؟!
ومن ذلك أيضًا أنَّ خُيوط بيت العنكبوت مَتينةٌ ، وليسَتْ واهيَة كما يظنُّ أغلبُ النَّاسُ اليوم ! نعم ، ولو قارَنَّا هذه الخيُوط بمثلها من الحديد ، في مثل طولها ودقَّتها ، لَوَجدْنَاها أمْتَن من خُيوط الحديد بأربعة أضعاف أو أكثر !
فهل تُرى لهذا السَّبب قال تعالى : { وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ } ، ولم يقل : وإنَّ أوْهَنَ الخيُوط لَخَيْطُ بَيْت العَنْكَبُوت ؟ أم أنَّ هذا التَّحديد كان أيضًا من قَبيل الصُّدفة ؟!
أبدًا ، لَم يكُن من قَبيل الصُّدفة ، وإنَّ بُيُوتَ العَنْكَبُوت هي فعلاً أوْهَن البُيُوت ، كما أشارت إليه الآية الكريمة .
لِنستَمعْ لِما يقوله العلماء في هذا الشَّأن : تقوم أنْثَى العَنْكَبُوت ليلة زفافها باسْتدْراج الذَّكَر حتَّى يُلَقّحها . فلمَّا يَنْتَهي من ذلك ، تنقضُّ عليه وتأكُله ! نعم ، تأكلُ الأنثَى الذَّكَر ، وتنتهي الحياةُ الزَّوجيَّة من أوَّل يوم ! والعلَّة في ذلك أنَّ لَحْم الذَّكَر ضروري للأنثَى، لأنَّه يتحوَّل إلى موادَّ بروتينيَّة لازمة لتَكْوين البَيْض في بَطْنها .
ثمَّ تبيضُ العنكبوت ، ولكن ما أن يفقس بيضُها ويخرج صغارُها إلى الدُّنيا ، حتَّى تُسارع بالْتهَام ما تستطيع منهم ! وعندما تَرَى العناكبُ الصَّغيرة هذا المشهد ، تبدأ بدَوْرها في أكْل بعْضها البعض ! وفي النّهاية ، لا ينجُو من هذه المجزرة العائليَّة إلاَّ القليل !
فبالله عليك أيّها الضّيف الكريم، هل سمعتَ في حياتك بأُسْرة أشدّ تفكُّكًا من هذه الأسْرَة أو بيْت أوْهَن من هذا البيْت ؟!
وإذا كانت هذه هي حالُ بيت العَنْكَبُوت ، فإنَّ حال بُيوت الذين يعبُدون غيرَ الله ، أو يطلبُون العَوْن مِن سواه ، شبيهةٌ جدّا بها ، ولكنَّ أكثر النَّاس عن الحقّ غافلون !
أخوكم عامر أبو سميّة
موقع الطريق إلى الله
|