بتـــــاريخ : 9/24/2010 8:07:49 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1022 0


    1- هل صحيح أنّ محمّدا ادّعى النّبوّة ؟

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : عامر أبو سميّة | المصدر : www.allahway.com

    كلمات مفتاحية  :

     
     
    سنردّ بالعقل والمنطق : لو قارنّا بين نوعيّة الحياة التي كان محمّد صلّى الله عليه وسلّم يحياها قبل النّبوّة وبعدها ، لَما شككنا لحظة واحدة أنّه نبيّ .
     
     
     
     
     
    فبالرّغم من أنه عاش يَتيم الأبَوين ، إلاّ أنه قضّى طفولَته وشبابَه في كفالة عمّه أبي طالب ، سيّد قريش آنذاك ، الذي غمَره بعطفه وعوّضَه حنانَ الأب والأمّ . ولَمّا بلغ سنّ الخامسة والعشرين ، تزوّج من السّيّدة خديجة ، أشْرف نساء مكّة آنذاك وأكثرهنّ مالاً ، وذلك بعد أن رأتْ من أمانته وصدْقه ما رغّبها في الزّواج منه .
     
     
     
     
     
    فكان النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم حتّى سنّ الأربعين يعيشُ حياة هادئة ، وكان يتعبّدُ كما يشاء على شَرْع إبراهيم عليه السّلام . وبالإضافة إلى ذلك ، كان يتمتّع بحُبّ وتقدير جميع قَوْمه صغيرهم وكبيرهم لشَرف نسَبه وحُسْن أخلاقه .
    فلم يكُن هناك إذا أيّ سَبب منطقي يدفعُه بعد ذلك أن يدّعي النّبوّة ،  لأنّه لم يكن يفتقدُ لأيّ شيء من هَناء العيش . ولَو فرضْنا جدَلاً أنّه كان يَبْتغي من وراء هذا الأمر السّلطةَ والجاهَ والمالَ ، لَكَانتْ هذه النّوايَا برزَتْ في طباعه وسُلُوكه منذ شبابه ، ولَمَا خَفيَ ذلك على قَوْمه . ثمّ إنّه كان يستطيعُ أن يحصُل على كلّ ذلك دون الحاجة لادّعاء النّبوّة ، لأنّه كما ذكَرْنا سابقا ، كان من عائلة ذات شَرف وسيادة ، وكان محبوبًا في قَوْمه .
    هذا ما يقوله العقلُ والمنطق .
     
     
     
     
     
    أمّا واقعيّا ، فكُتُبُ التّاريخ تشهدُ أنّ النّبيّ محمّدًا صلى الله عليه وسلم كان أبعد ما يكُون عن التّفكير في المال والجاه والسّلطة . وقد كان سادات قريش عرضُوا عليْه في بداية نُبُوّته أن يتَخَلّى عن الدّعوة إلى الإسلام مُقابل أن يجمعُوا له من المال ما يشاء ويجعلُوه ملكًا وسيّدًا عليهم ، فرفضَ هذه الاغراءات وأجابَهُم بأنّه فعْلاً رسولٌ من عند الله .
    فعند ذلك عَادَوْه وآذوْه وحاولُوا قتلَه ، فهاجر إلى المدينة التي تبعد عن مكّة حوالي 450 كلم ، وأصبح له أتباعٌ كثيرون ، وكوّنَ دولة إسلاميّة . وعاد بعد ذلك منتصرًا إلى مكّة، ودخل الآلافُ من العرب في الإسلام ، وأصبح محمّد صلى الله عليه وسلّم حاكمًا على ما يُعرَف اليوم بالسّعوديّة . وكان بإمكانه وَقتَئذ ، لو كانت له فعْلاً نوايَا من وراء النّبوّة ، أن يسكن القصور وتَخدُمه الجواري والعبيد، كما كان سائدًا في ذلك العصر .
     
     
     
     
     
    لكنّه فعلَ عكس ذلك تمامًا ! بل إنّه ، منذ شرّفه الله تعالى بالنّبوّة في سنّ الأربعين وحتّى وفاته في سنّ الثّالثة والسّتّين ، كان أزهد الناس في الدّنيا وأكثرهم طاعة لله .
     
     
    فقد روى ابن ماجه في سُننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : دخلْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير . فجلسْتُ ، فإذا عليه إزارٌ وليسَ عليه غيْرُه ، وإذا الحصيرُ قد أثر في جَنْبه ، وإذا أنا بقَبْضَة من شعير نحو الصّاع وقرظ في ناحيَة في الغرفة ، وإذا إهابٌ مُعَلَّق . فابْتَدرتْ عَيْناي (أي دمعَتْ) ، فقال : ما يُبْكيكَ  يا ابنَ الخطاب ؟ فقلتُ : يا نبيّ الله ، وما لي لا أبكي وهذا الحصيرُ قد أثر في جَنْبك ، وهذه خزانتكَ لا أرى فيها إلاّ ما أرى ، وذلكَ كسْرَى (ملك الفُرس) وقَيْصَر (ملك الرّوم) في الثمار والأنهار ، وأنتَ نبيّ الله وصَفوَته وهذه خزانتك !  فقال : يا ابنَ الخطاب ، ألا ترضَى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدّنيا ؟! قلتُ : بلى ! (سنن ابن ماجة - الجزء 2 - ص 1390 - رقم الحديث 4153) . 
     
     
    وروى التّرمذي في سُننه عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه ، قال : نام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على حصير ، فقام وقد أثّر في جَنْبه . فقلنا : يا رسولَ الله ، لَو اتّخَذنا لك وطاء ؟ فقال : ما لي وما للدّنيا ، ما أنا في الدّنيا إلاّ كَراكب اسْتَظلَّ تحت شجرة ثمّ راح وتَركَها . (الجامع الصّحيح سنن التّرمذي - الجزء 4 - ص 588 - رقم الحديث 2377) .
     
     
    وروى الإمام البخاري في صحيحه عن عروة (بن الزّبير) رضي الله عنه ، أنَّ عائشة (زوجة النبيّ) رضي الله عنها قالتْ له : واللهِ يا ابنَ أختي إنْ كُنّا لَننظرُ إلى الهلال ثمّ الهلال، ثلاثة أهلّة في شَهْرَيْن، وما أوقدَتْ في أبْيات (أو بيوت) رسول الله صلى الله عليه وسلّم نارٌ (أي للطّبخ) . فقلتُ : يا خالَة ، ما كان يعيشُكُم ؟! قالتْ : الأسْوَدان : التّمر والماء ، إلاّ أنّه قد كان لرسُول الله صلّى الله عليه وسلّم جيرانٌ من الأنصار كانتْ لهم مَنائح ، وكانوا يَمنحُون رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم من ألبانها فيَسْقينا . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 2 - ص 907 - رقم الحديث 2428) .
     
     
    وعن كثرة صلاته ، روى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها ، قالتْ : كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا صَلّى (أي صلاة النّافلة) ، قامَ حتّى تفطر رجْلاه (أي تَنتفخ وتتوَرّم) . فقلتُ له : أتَصْنعُ هذا وقد غُفر لَكَ ما تَقَدّم منْ ذنْبكَ ومَا تَأخّر ؟! فقال : يا عائشة ، أفلاَ أكونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟! (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 2172 - رقم الحديث 2820) .
     
     
    وعن بساطته في العيش ، روى ابن حبّان في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها ، أنّها سُئلَتْ : ما كان النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يَعْملُ في بَيْته ؟ فقالتْ : كان يَخيطُ ثوبَه ويخصفُ نَعْلَه ويعملُ ما يعملُ الرّجالُ في بُيُوتهم . (صحيح ابن حبّان - الجزء 12 - ص 490 - رقم الحديث 5677) .
     
     
    وعن الأملاك التي تركَها بعد موته ، وقد كان وَقتَها يحكم ما يُعرَف اليوم بالسّعوديّة كما ذكَرْنا ، روى الإمام البخاري في صحيحه عن عمرو بن الحارث رضي الله عنه ، قال : ما تركَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عندَ مَوْته دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا أمَة ، إلاّ بَغْلَتَه البَيْضاء التي كان يَرْكَبُها وسلاحَه، وأرضًا جعَلَها لابْن السّبيل صَدَقة . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 4 - ص 1619 - رقم الحديث 4192) .
     
     
    وعن تواضُعه ، روى أبو داود في سُننه عن أبي أمامة رضي الله عنه ، قال : خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم مُتوَكّئًا على عَصا ، فقُمْنَا إليه (أي وقَفنَا له) ، فقال : لا تقومُوا كما تقُوم الأعاجم، يُعظّمُ بعضُهم بعضًا . (سنن أبي دواد - الجزء 4 - ص 358 - رقم الحديث 5230) .
    وروى أبو داود أيضًا في سُننه عن أبي مجلز رضي الله عنه قال : خرجَ معاوية على ابن الزّبَيْر وابن عامر ، فقام ابنُ عامر وجلسَ ابنُ الزّبَيْر . فقال مُعاوية لابن عامر : اجْلسْ ، فإنّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : مَنْ أحَبَّ أن يَمْثُلَ له الرّجالُ قيَامًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه من النّار ! (سنن أبي داود - الجزء 4 - ص 358 - رقم الحديث 5229) .
     
     
     
     
     
    نختم بالقول بأنّه لو كان محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم يَبْتغي الشّهرة والسّلطة من وراء النّبوّة ، لَكان ادّعى أنّه ابنُ الله أو شريكُه أو غير ذلك ! حاشَى له ولغيره من الأنبياء أن يدّعُوا ذلك ! كلّهم كانُوا يُنزّهون اللهَ تعالى أن يكُون له ولدٌ أو زوجة أو شبيه ، وكلّهم كانُوا يعتزُّون أنّهم عبادٌ لله ، ويطلُبون من أتباعهم ألاَّ يَرفعوهم فوق هذه الدَّرجة .
    فقد روى النّسائي في السّنن الكبرى عن أنَس رضي الله عنه أنّ ناسًا قالُوا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا خيرنا وابن خيرنا ويا سيّدنا وابن سيّدنا . فقال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم : يا أيّها النّاس ، علَيْكُم بقَوْلكُم ولا يَسْتَهْويَنَّكُم الشّيْطان ، إنّي لا أريدُ أن ترفعُوني فوقَ مَنْزلَتي التي أنْزَلَنيها الله تعالَى ، أنا مُحمّد بن عبد الله ، عبدُهُ ورسُولُه . (السّنن الكبرى - الجزء 6 - ص 71 - رقم الحديث 10078)
     .
     
     
    أخوكم عامر أبو سميّة
     
     
    موقع الطريق إلى الله

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()