بتـــــاريخ : 9/23/2010 9:35:18 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2037 0


    6- ماذا لو سقطت السّماء على الأرض ؟

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : عامر أبو سميّة | المصدر : www.allahway.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    طمئنّ أيّها الزّائر الكريم ! فلن يحدث هذا الأمر طالَما لم تَحِنْ نهايةُ العالَم . إنَّ الذي خلَق هذا الكونَ سَنَّ فيه قوانينَ دقيقة تكفي وحدها للتَّدليل على وجود هذا الخالق وعلى عظمته المطلقة !
     

    من بين هذه القوانين : قانون الجاذبيَّة الذي اكتشفه وصاغَه عالِمُ الرّياضيَّات والفيزياء الإنجليزي Isaac Newton . وقصّة هذا العالم مشهورة ، وهي أنَّه كان يومًا مستلقيًا تحت شجرة تفّاح ، فسقطت تفَّاحة على الأرض ، فتساءل في نفسه : لماذا نزلت التُّفَّاحة إلى الأسفل ولم تصعد إلى فوق؟ ثمَّ قام ببحوث واكتشف قانون الجاذبيَّة .

     

    وقد استنتج الكثير من النَّاس من هذه القصَّة أنَّ الجاذبيَّة هي من خاصّيَّات الأرض فقط. لكنَّ الحقيقة هي غير ذلك. فكلُّ الأجرام السَّماويَّة لها جاذبيَّة ، وكلُّها تتجاذب فيما بينها ، غير أنّ هذه الجاذبيّة تختلف قوَّتُها من جِرْم  لآخر .

     

    ولم يكن Newton  لِيَستطيع أن يَصوغ قانون الجاذبيَّة بسهولة ودقَّة ، لو اقتصر في حساباته على الأرض فقط . لذلك اعتمد في بحوثه على ما وصل إليه مَن سَبقه من علماء الفلك ، مثل الألمانيJohannes Kepler  الذي صاغ القوانين التي تحكُم دوران الكواكب حول الشَّمس . وبذلك تَوَصَّلNewton  إلى اكتشاف قانون الجاذبيّة الشّامل الذي نشره في كتاب له سنة 1687 م .

     

    وهنا لا بُدَّ من ملاحظة شيء هامّ : وهو أنَّ علماء الفلَك قد اكتشفوا منذ بداية القرن السَّادس عشر أنَّ النُّجوم والكواكب في السَّماء ، بالرَّغم من عددها الذي لا يُحصى ، وبالرَّغم من المسافات الخياليَّة التي تفصل بينها ، إلاَّ أنَّها في الأخير تخضع كلُّها لِقَوانين وسُنَن واحدة !

     

    وهذا ما ساعدَهم في الوصول ببحوثهم إلى ما وصلوا إليه اليوم . وأصبح عالِمُ الفلَك في عصرنا هذا يحسِبُ حركةَ الأجرام السَّماويَّة على الوَرق ، بناءً على القوانين التي وقعَتْ صياغتها ، ثمَّ يَطلُعُ علينا ليقول أنّه بعد ثلاثين سنة مثلاً ، في يوم كذا على السّاعة كذا ، سيحدث كسوفٌ للشَّمس . وتَمُرُّ السّنين ، ويأتي اليوم الموعود ، ويحدث الكسوف فعلاً ! فيكون ذلك دليلاً قاطعًا على صحَّة القوانين التي اعتمدها في حساباته .

     

    وقد ذكَر الدّكتور أحمد زكي في كتابه القيّم : " مع الله في السّماء " ، قصَّة طريفة في هذا المجال ، مُلَخَّصها أنَّه سنة 1781 م ، بينما الفلكي الإنجليزي William Herschel يَرصد جانبًا من السَّماء بمرصده ، إذ به يكتشف كوكبًا جديدًا في المجموعة الشَّمسيَّة ، فأسماه العلماء أورانس  Uranus . وحسبُوا حركتَه ومدارَه معتمدين على قوانين الحركة والجاذبيَّة ، ولكنَّهم حارُوا في أمرهم : إنَّ مَداره المرصود بالعين ليس كمداره المحسوب على الورق ! فأعادُوا حساباتهم بالاعتماد على قوَّة جاذبيَّة الشَّمس وقوَّة جاذبيَّة الكواكب الأخرى لهذا الكوكب الجديد . غير أنَّ المدار الواقعي والمدار المحسوب لم يتطابقَا .

     

    وهنا ، بما أنَّ قوانينَهم صحيحة ، افترض عالم الفلَك الفرنسيUrbain Le Verrier  أنَّه لا بُدَّ أن تكون هناك قوَّة جاذبيَّة أخرى آتية من كوكب آخر أَبْعد . إنَّ أحدًا لم يَرَ هذا الكوكب ، ولكن كان لا بُدَّ من وجوده إذا ما صدق قانونُ الجاذبيَّة ! وما أسرع ما كشف عنهLe Verrier  بالحساب سنة 1846 م . وكتب إلى العاملين بمرصد برلين يخبرهم بذلك . فوَجَّهوا مراصدهم إلى الموضع المحدَّد ، ورأوا الكوكب الذي يبحثون عنه رأي العين ، كشَف عنه عالم الفلك الألمانيJohann Galle ، وسمّوه نبتيون Neptune .

     

    وبَقي اختلاف صغير في مدار أورانس ، فافترض العلماء من جديد أنَّه لا بُدَّ أن يكون هناك كوكب آخر أبعد من نبتيون مختبئ في السَّماء ! وأطلقوا وراءه مراصدهم تبحث ، وما كان أبعده ، ومع هذا اكتشفوه أخيرًا سنة 1930 م ، اكتشفهُ عالم الفلك الأمريكيWilliam Tombaugh ، وأسموه بلوتو Pluton .

     

    فهل تريد دليلاً أقوى من هذا على أنَّ هذا الكون ، بالرَّغم من اتّساعه الهائل ، يَسير وفْق نظام واحد ، سطَّره خالق واحد ؟! وهل بعد هذا مبرّرٌ للحديث عن الصُّدفة في خلق السَّماوات والأرض ؟! (يتبع ...) 

     

    أخوكم عامر أبو سميّة

     

    موقع الطريق إلى الله

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()