د.محمد بديع مرشد الإخوان
بعد أكثر من أسبوع على دعوة القس الأمريكى لحرق المصحف وهجوم كنائس أمريكية وأوروبية ضد الإسلام والقرآن بمناسبة ذكرى أحداث 11 سبتمبر، دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى الغضب لمقدساتهم ومعاقبة من يتطاول عليها بالوسائل السلمية المشروعة، ودعوا حكام المسلمين إلى التدخل لدى حكام الغرب لوقف هذه الاستفزازات، وحماية مشاعر المسلمين وحقوقهم فى الشرق والغرب، مشددين على ضرورة تمسك المسلمين بقرآنهم وتطبيقه والعيش فى ظلاله ردا على أى دعوات مضادة أو تهدف الى الإساءة للقرآن.
قالت الجماعة فى بيان لها بشأن "جريمة حرق المصحف الشريف" إن الإسلام يتعرض لحملة شعواء فى أمريكا وأوروبا بكاملها تقريباً وذلك - حسب البيان - لقوة الإسلام الذاتية، فهو صوت الفطرة وغذاء العقل والروح ورعايته للبدن، فهو دين الدنيا والآخرة والأفراد والمجتمعات، وينظم الحياة ويحترم الإنسانية ويحافظ على البيئة ويحافظ على الحياة بسلام واستقرار، لذلك كان عدد الذين يؤمنون به فى زيادة مضطردة رغم ضعف المسلمين وتخلفهم فى العالم.
وأكد الإخوان فى بيانهم أنهم وجميع المسلمين يحترمون الكتب المقدسة لغير المسلمين رغم ما بها، مما ننكره ولا نسمح لأحد أن يحرقها أو يهينها، معلنين استنكارهم لجريمة حرق المصحف ومطالبين بالتجريم القانونى لكل من يعتدى على المقدسات، وإلا ستظل مثل هذه الأفعال سبباً فى تكريس كراهية المسلمين للغرب ولأمريكا على وجه الخصوص لانتهاك حرمة مقدساتهم، ومقدمة لإعادة الحروب الدينية بين الشعوب.
وأضاف البيان أن القرآن كتاب الله ورسالته الأخيرة إلى البشرية وإلى يوم القيامة، أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، وتكفل بحفظه، وبهذا يؤمن مليار ونصف مليار مسلم فى العالم ويقدسون هذا الكتاب ويفتدونه بالغالى والنفيس ويحيطونه بعناية لم يحظ بها كتاب آخر فى العالم، فحفظه منهم الملايين عن ظهر قلب، ويتقرب المسلمون إلى الله بتلاوته فى الصلاة وفى غير الصلاة وشرحه مئات الآلاف عبر القرون، وطبعوا منه مليارات النسخ وترجموه إلى كافة اللغات .
وذكر بيان الإخوان أن باباوات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فى العصور الوسطى ظلوا يهاجمون الإسلام والقرآن، وينسبون إليهما ما ليس فيهما بغية صرف أتباعهم عنهما وإثارة الكراهية والحقد عليهما، وذلك نتيجة لزوال سلطان الكنيسة السياسى والدينى عن الشام ومصر ودول شمال أفريقيا، ودخول أهل هذه البلاد فى دين الله أفواجا ورغبة فى إثارة الحماس لدى الجماهير لشن الحروب الصليبية التى استمرت عدة قرون، وأعقب هؤلاء الباباوات فى الافتراء على الإسلام والقرآن كبار المستشرقين الأوائل، وهى الأمور التى أورثت أجيال المسيحيين الغربيين كراهية الإسلام .
وأضاف البيان أن قسيساً فى أمريكا ومن بعده بعض القساوسة يشرعون فى حرق المصحف الكريم بمناسبة ذكرى أحداث 11 سبتمبر، وهى التى لم يجر تحقيق نزيه أو محايد بشأنها حتى الآن، وحتى بافتراض صحة ما نسب إلى تنظيم القاعدة فهم أفراد يُعدون على أصابع الأيدى، بينما استنكر الحادث المليار ونصف المليار مسلم فى العالم، والمثير للسخرية أن هؤلاء الذين شرعوا ونفذوا هذه الفعلة النكراء أكدوا أنهم لم يقرأون القرآن، وهذا يدل على جهل وحقد وتعصب أعمى كنا نظن أن الغرب شفى منه.
واختتم البيان بأن العالم قامت قيامته يوم هدم الأفغان تمثالى بوذا، لكنه لم يحرك ساكناً يوم العدوان على المصحف الشريف.