الأب والأم، فقد جعل الله سبحانه وتعالى حقهما مع حقّه تبارك وتعالى حيث قال: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً))
فالوالد والأُم حقهما قرنه الله بحقِّه لعظم حقهما في الإسلام.
يقول صلى الله عليه وسلم ما معناه: (كان فيمن كان قبلكم ثلاثة نفر ذهبوا في الصحراء فآواهم المبيت إلى غار في الجبل. فانطبقت عليهم صخرة فأصبحوا في ظلام موحش مقفر لا أنيس فيه إلا الله، ولا قريب إلا الله، ولا سامع إلا الله، ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)).
فقالوا لبعضهم: والله لا ينجيكم إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم.
فقال أولهم: اللهم إنك تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق (1)
قبلهما ولا أقدّم عليهما أهلاً ولا مالاً.
وإنه قد نأى (1)
بي طلب الشجر يوماً من الأيام فلم آتهما إلا بعد أن ناما.
فحلبت اللبن ثم أتيت به لأقدّمه لوالديّ فوجدتهما قد ناما وأبنائي يتضاغون (1)
من الجوع ومن التعب ومن الظمأ عند رِجْلَي، فلم أَسقِ أبنائي ولم أوقظ والدي حتى برق الفجر.
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرّج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج من هذا المكان..).
إلى آخر القصة (1) .
وهذا يدل على فضل بر الوالدين.
ويوم يسعد الوالدان بولدهما حينها يرضى الله من فوق سبع سموات.
والله لا يُدْخل الجنة قاطع رحم لا سيما إذا كان أباه أو أمه.
ولقد تعلقت الرحم بالعرش وقالت لله: هذا مقام العائذ بك من القطيعة.
قال: (ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟
.
قالت: بلى.
قال: فذلك لك) (1)
فأنزلها الله في الأرض، فمن وصلها وصله، ومن قطعها قطعه.
ومن القضايا المهمة: