بتـــــاريخ : 9/17/2010 4:41:20 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1088 0


    إخوان القردة والخنازير

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : الشيخ الدكتور عائض بن عبد الله القرنى | المصدر : alislamnet.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    قال الله سبحانه وتعالى: ((قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)).
    قال
    أنس رضي الله عنه: أتى عبد الله بن سلام اليهودي الذي أسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة فقال: (يا رسول الله! إني أسألك عن ثلاث لا يعلمها إلاّ نبي.
    قال: ما هي؟
    قال: ما هو أول أشراط الساعة؟
    وما هو أول طعام أهل الجنة؟
    ولماذا يشبه الولد أمه أو أباه؟
    فقال صلى الله عليه وسلم وهو يجيب على هذه الأسئلة الثلاثة العويصة المشكلة، التي لا تُعْلم إلا بوحي من فوق سبع سماوات.. قال: أخبرني بهنّ
    جبريل آنفاً.
    قال
    ابن سلام : جبريل عدو اليهود من الملائكة.
    فقال صلى الله عليه وسلم: أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد الحوت.
    وأما أن الابن يشبه أمه أو أباه، فإذا سبق ماء الرجل أشبه أباه، وإذا سبق ماء المرأة أشبه أمه.
    قال
    عبد الله : صدقت بأبي وأمي والله ما علمها إلا نبي، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، يا رسول الله! إن اليهود قوم بُهت يبهتون (أي: أهل زور وافتراء) فاسألهم عني.
    فجعله صلى الله عليه وسلم في مشربة (وهي الغرفة الصغيرة)، وجمع أحبار
    اليهود وقال: كيف ابن سلام فيكم؟
    فقالوا: سيدنا وابن سيدنا، فقيهنا وابن فقيهنا، خيرنا وابن خيرنا.
    قال: أفرأيتم إن أسلم.
    قالوا: أعاذه الله من ذلك.
    فرد عليهم
    ابن سلام ، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.
    فانخنسوا، وقالوا: شرنا وابن شرنا، وسيئنا وابن سيئنا، وخبيثنا وابن خبيثنا)
    (1) .
    ساق الإمام
    البخاري هذا الحديث على هذه الآية؛ لأنه يريد أن يفسر كل آية تفسيراً صحيحاً بسنده؛ لأنه اشترط الصحة حتى في التفسير.
    والشاهد في الحديث: أن
    اليهود يعادون جبريل .
    فلما قال صلى الله عليه وسلم: (
    إن جبريل أخبرني بها آنفاً، قال ابن سلام : ذلك عدو اليهود من الملائكة).
    ولماذا عادى
    اليهود -عليهم اللعنة- جبريل عليه السلام؟
    لثلاثة أسباب قالها أهل العلم:
    الأول: أنه نقل الرسالة منهم إلى غيرهم، فظنوا أن عندهم صكاً شرعياً على الرسالة لا تنزل إلا فيهم، فغضبوا لذلك وعادوه.
    الثاني: لأنه ينزل بالخسف والتدمير، فالله عزَّ وجلَّ إذا أراد أن يدمر أمة أرسل إليهم
    جبريل ، وله ستمائة جناح، ومن ذلك أنه دمّر قرى قوم لوط عليه السلام، وكانت أربع قرى، وفيها أربعمائة ألف، وقيل: ثمانمائة، فرفعها في الجو إلى السماء حتى سمع الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم، ثم أنزلها على وجهها في الأرض.
    فهم يقولون: إنه ليس مثل
    ميكائيل ، يأتي بالنبات والمطر والغيث في تؤدة وسكينة.
    الثالث: أنه فضح مفترياتهم وأخبر بأباطيلهم، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأسرارهم من تحريف للكتاب وقتل للأنبياء.
    والآن لنقرأ القرآن والحديث النبوي، وهما يتحدثان عن بني إسرائيل، وأول سورة في القرآن ذكر فيها هؤلاء الخبثاء هي سورة البقرة التي من قرأها ظن أنها عن بني إسرائيل.
    ولا بد من معرفة صفات هؤلاء الأعداء الماكرين؛ لأنه من أعظم الأشياء التي تُبصر المسلم والمؤمن بألاعيبهم الحديثة التي لا تتبدل عن القديمة، وتكشف له عن المزيد من خططهم وكيدهم.
    وهي تزيد المؤمن يقيناً بالله سبحانه وتعالى وبهذا الدين.
    قال تعالى: ((
    وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)).
    ولذلك من عرف الجاهلية، أو مسالك المفسدين كان أشد تمسكاً بهذا الدين القويم، بخلاف من لم يعرف إلا الإسلام.
    قال
    عمر رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام أناس ما عرفوا الجاهلية.
    ولذلك كان الصحابة من أشد الناس إيماناً؛ لأنهم عرفوا مسالك الجاهلية ومفاسدها.
    وقبل أن نتعرف على صفات أحفاد القردة والخنازير، لا بد أن نلم بسبب هذا الحديث السابق.
    لقد هاجر صلى الله عليه وسلم من
    مكة إلى المدينة ، فأمست مكة في ثوب حزن وفي حداد من مفارقة الحبيب، وبكى عليه الغار الذي صاحبه أيام الشباب.
    فانطلق صلى الله عليه وسلم إلى
    المدينة ، وكانت في جاهلية جهلاء، فلما قدم عليها:

    استفاقت على أذان جديد ملء آذانها أذان بلال


    فكان
    عبد الله بن سلام الحبر اليهودي من الذين أبصروه صلى الله عليه وسلم عند مجيئه، وعبد الله بن سلام هذا هو الذي نزل فيه قوله تعالى: ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ)).
    فذهب
    عبد الله لما رأى الناس يجتمعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فنظرت في وجهه فإذا هو ليس بوجه كذاب؛ لأن وجه الكذاب يعرف بالنظر إليه، وأما الصادق فنظراته صادقة ولمحاته صادقة.

    لو لم تكن فيه آيات مبينة لكان منظره ينبيك بالخبر


    قال
    ابن سلام : فسمعته يتكلم صلى الله عليه وسلم، واسمع إلى الكلمات التي كأنها الدر أو الجواهر، بل أغلى من الجواهر.

    بالله لفظك هذا سال من عسلٍ أم قد صببت على أفواهنا العسلا


    أم المعاني اللواتي قد أتيت بها أرى بها الدر والياقوت متصلا


    لو ذاقها مدنف قامت حشاشَتهُ ولو رآها غريب داره لسلا


    قال صلى الله عليه وسلم: (
    أيها الناس! أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام) (1) ، فلما سمع عبد الله هذا الكلام آمن.
    قال صلى الله عليه وسلم: (
    لو آمن بي عشرة من أحبار اليهود لآمن بي اليهود) (1)
    ؛ لكنهم لم يكملوا عشرة؛ لأن الله كتب عليهم اللعنة.


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()