إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهد الله فلا مُضِل له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)). ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)). ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)). * أما بعد: فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وأحسنَ الهَديِ هَديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثة بِدعةٌ، وكل بِدعة ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار. * أيها الناس! فلنستمع إلى القرآن وهو يواصل معنا عرض قصة يوسف عليه السلام، في إبداع عجيب، وفي تصوير مُشرِق رائع، بعد أن تركناه في الجب وحيداً؛ ولكن الله معه، غريباً؛ ولكن الله يؤنسه، فالله سبحانه وتعالى يقول: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني) (1) . فمَن ذكره فهو معه سبحانه وتعالى، كما قال: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)).
اذكرونا مثل ذِكرانا لكم رُب ذكرى قَربت مَن نَزَحَ
بك أستجير ومَن يُجير سِواك فأجِر غريباً يحتمي بحِماكَ
إني ضعيفٌ أستعينُ على قِوى جهلي ومَعصِيتي ببعضِ قِواكَ
ومما زادني شرفاً وفخراً وكدتُ بأخمصي أطأُ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً
عجبت لمصر تَهضمُ الليثَ حقهُ وتفخَرُ بالسنورِ ويحَكِ يا مصرُ!!
سلام على الدنيا سلام على الورى إذا ارتفع العصفورُ وانخَفَضَ النسرُ
وإذا خلوتَ بريبةِ في ظُلمةِ والنفسُ داعية إلى الطغيانِ
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلامَ يراني
يا مَن سترت مثالبِي ومعايبي وجعلتَ كل الناسِ كالإخوانِ
والله لو عَلموا قبيحَ سريرتي لأبى السلامَ علي مَن يلقاني
يا واهِب الآمال أنـ ـت حَفِظتني فَمَنَعتَني
وعَدَا الظلومُ علي كي يجتَاحَني فَمَنَعتَني
فانقاد لي متخشعاً لما رآك نَصَرتَني