أختي الكريمة، إن أطفالك أمانة بين يديك وضعها الله عز وجل عندك وأنت المسؤولة عنهم حين تقفين بين يديه عز وجل فعليك غاليتي أن تعطيهم حقهم ولا تتواني عنهم قال الله تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ ( الكهف: 46 ) فهم نعمة أنعم الله بها علينا وعلينا أن نؤدي حق الشكر في هذه النعمة بأن نحسن الاعتناء بتربيتهم.
أخيتي أن شخصية الطفل تتشكل وهو صغير يحمل من هذه الشخصية الكثير من الصفات في مراحل عمره المتقدمة ومن خلال تربيتك تتشكل لديه الكثير من الصفات فإليك بعض الأمور التي يجب عليك أن تحرصي عليها لتنشئته نشأة طيبة: .
1- أولا: غاليتي عليك أن تعلميه أن دينه هو أول مرتبة في حياته قبل أي شيء حتى قبل أمه وأبيه وإخوانه، تعلميه أصول الولاء والبراء وعلى أي أساس يحب ويكره (فمن كان مؤمنا بالله ورسوله يسعى بالخير لهذا الدين وهذه الأمة فهو من نحب ونوالي ومن كان عدوا لله ورسوله ويؤذي المؤمنين ويعاون عليه أعداءهم فهو من نكره ونعادي) لا تقولي: إنه صغير ولن يفهم هذه الأمور بل على العكس سيفهما وسيطبقها أفضل بكثير من كبار يستطيعون التمييز بين الحق والباطل.
2- عليك غاليتي أن تعلميه إنكار المنكر والأمر بالمعروف وتشجعيه على ذلك وتفهميه أن ما يعتقده هو الحق، إليك مثالا على ذلك: الفتاة لوالدتها: أمي صاحب باص المدرسة يشغل الأغاني ونحن ذاهبون إلى المدرسة.
الأم: قولي له أن يغلقها .
الفتاة: أستحي أن أفعل ذلك.
الأم: لا يا ماما لا تستحي من ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يستحي بأن يأمر الناس بترك الحرام وأنت كلامك صح وليس فيه خطأ فقولي له أن لا يشغل الأغاني.
الفتاة: ماشي الحال.
في اليوم التالي وقبل ذهابها إلى المدرسة تذكرها أمها بأن لا تنسى أن تقول للسائق أن لا يشغل الأغاني.
دخلت الباص وعندما شغل السائق الأغاني أتعرفون ماذا قالت له: عمو لو سمحت أغلق الأغاني فنظر إليها مبتسما متعجبا لجرأتها فقالت له: إن لم تطفئ الأغاني سأنزل من الباص وهي تقصدها........... فلم يستطع السائق إلا أن يغلق المذياع.
أتعرفون كم عمر الفتاة ؟؟؟ لم تكمل السابعة من عمرها بعد.
فطفلك ينشأ على ما تربينه عليه أخيتي.......
3- عليك أن تغرسي في نفسه أن قدوته الأولى في حياته هو نبينا المصطفى عليه السلام... عندما يتعلم ذلك سيسألك عن أي فعل سيفعله هل كان النبي يفعل ذلك؟ وإذا مر في موقف ما سيسألك ماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المواقف وبهذا تعودينه أن يرد أي عمل سيقوم به إلى الله ورسوله وأن يتحرى هل ما سيفعله حرام أم حلال ؟ .
4- دعيه يقول رأيه ولا تضغطي عليه، يقول رأيه بصراحة ومع الأدب وليس بوقاحة فبهذا تعودينه أن لا يكون منافقا مجاملا متعودا الكذب ولو كان رأيه لا يعجبك أو يفيدك دعيه يقوله وإلا سيخرج طفلا انطوائيا لا تعرفين من نفسيته شيئا فكوني على اطلاع دائم لنفسية طفلك دعيه يعبر عما في داخله من فرح وحزن وإعجاب وعدم إعجاب وغضب أحيانا... هذا أفضل لك وله حتى لا يأتي يوم وتفاجئين بأنك لا تعرفين هذا الذي يقف أمامك... لا تعرفين طفلك وهذا يعوده على أن يكون جريئا في قول الحق ما دام متعودا على أن يقول رأيه دون خوف أو وجل. .
5- أنت غاليتي وأبوه مثله الأعلى يقلدكم في كثير من الأمور فعليك أن تحرصي أن لا يراك في موضع يكرهه الله عز وجل وتمسكي بالسنن حتى يتعلمها هو وراقبي صلاته لتصححي له أخطاءه فالصلاة هي عماد دينه ما دام محافظا عليها ما دام الخير فيه....
6- أنشئي في نفسه حب الجهاد والمجاهدين وأن لا يخاف صوت الرصاص أو يهاب منظر الدماء حتى يكبر شجاعا قويا لا يهاب الموت بل يسعى إليه واروي له قصص الصحابة الكرام والتابعين والشهداء المجاهدين كيف كانوا يدافعون ويذودون عن حياض الإسلام والمسلمين.
هذا ما أسعفني عقلي أن أطرحه في هذا الموضوع .
أسأل الله أن أكون قد أفدتك غاليتي ...
وفقك الله أخيتي ووفقنا إلى ما فيه خير لأبنائنا ولأمتنا....
أختكم أم الزهراء.