بتـــــاريخ : 9/16/2010 1:06:26 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2196 0


    أهوال يوم القيامة دنو الشمس من العباد وعرقهم

    الناقل : SunSet | العمر :37 | المصدر : al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    من الأهوال العظيمة التي تحدث يوم القيامة دنو الشمس وقربها من العباد على قدر ميل، وسواء كان هذا الميل يراد به الميل الذي يقاس به المسافة، أو الميل الذي يراد تكحيل العين، فإنها تعتبر قريبة، وإذا كانت هذه حرارتها مع بعدها عن العباد في الدنيا، فكيف إذا كانت على الرؤوس بمقدار ميل ؟! .

    وقد ورد النص بذلك حيث روى الإمام مسلم: المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ) تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل (. قال سليم بن عامر فوالله ما أدرى ما يعنى بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذى تكتحل به العين. قال: ) فيكون الناس على قدر أعمالهم فى العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما (. قال: وأشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده إلى فيه.  ( رواه مسلم ) .

    وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ) يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم ( ( رواه البخاري. ) .

    قال النووي ( في شرح النووي على مسلم (9 / 245). : وسبب كثرة العرق تراكم الأهوال، ودنو الشمس من رءوسهم وزحمة بعضهم بعضا .

    وقال الحافظ ابن حجر ( في فتح الباري (18 / 378). ) : وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة في المصنف واللفظ له بسند جيد عن سلمان قال: "تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة ثم ترتفع حتى يغرغر الرجل"، زاد ابن المبارك في روايته: "ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة"، قال القرطبي: المراد من يكون كامل الإيمان، لما يدل عليه حديث المقداد وغيره أنهم يتفاوتون في ذلك بحسب أعمالهم، وفي حديث ابن مسعود عند الطبراني والبيهقي: "إن الرجل ليفيض عرقا حتى يسيح في الأرض قامة، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه"، وفي رواية عنه عند أبي يعلى وصححها ابن حبان: ) إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول: يا رب أرحني ولو إلى النار (، وللحاكم والبزار من حديث جابر نحوه، وهو كالصريح في أن ذلك كله في الموقف، وقد ورد أن التفصيل الذي في حديث عقبة والمقداد يقع مثله لمن يدخل النار، فأخرج مسلم أيضا من حديث سمرة رفعه: ) إن منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ( وفي رواية: ) إلى حقويه ومنهم من تأخذه إلى عنقه (، وهذا يحتمل أن يكون النار فيه مجازا عن شدة الكرب الناشئ عن العرق فيتحد الموردان، ويمكن أن يكون ورد في حق من يدخل النار من الموحدين. فإن أحوالهم في التعذيب تختلف بحسب أعمالهم، وأما الكفار فإنهم في الغمرات. قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: ظاهر الحديث تعميم الناس بذلك، ولكن دلت الأحاديث الأخرى على أنه مخصوص بالبعض وهم الأكثر، ويستثنى الأنبياء والشهداء ومن شاء الله، فأشدهم في العرق الكفار ثم أصحاب الكبائر ثم من بعدهم والمسلمون منهم قليل بالنسبة إلى الكفار كما تقدم تقريره في حديث بعث النار، قال: والظاهر أن المراد بالذراع في الحديث المتعارف، وقيل: هو الذراع الملكي .

    ومن تأمل الحالة المذكورة عرف عظم الهول فيها، وذلك أن النار تحف بأرض الموقف وتدنى الشمس من الرءوس قدر ميل، فكيف تكون حرارة تلك الأرض وماذا يرويها من العرق حتى يبلغ منها سبعين ذراعا مع أن كل واحد لا يجد إلا قدر موضع قدمه، فكيف تكون حالة هؤلاء في عرقهم مع تنوعهم فيه، إن هذا لمما يبهر العقول ويدل على عظيم القدرة ويقتضي الإيمان بأمور الآخرة أن ليس للعقل فيها مجال، ولا يعترض عليها بعقل ولا قياس ولا عادة، وإنما يؤخذ بالقبول ويدخل تحت الإيمان بالغيب، ومن توقف في ذلك دل على خسرانه وحرمانه .

    وفائدة الإخبار بذلك أن يتنبه السامع فيأخذ في الأسباب التي تخلصه من تلك الأهوال، ويبادر إلى التوبة من التبعات، ويلجأ إلى الكريم الوهاب في عونه على أسباب السلامة، ويتضرع إليه في سلامته من دار الهوان، وإدخاله دار الكرامة بمنه وكرمه .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()