سئلت الأستاذة بسمة السعدي احدى المستشارات في موقع لها أون لاين هذا السؤال:
ما هي الطريقة المثلى لنصح المرأة المتبرجة في الأسواق؟ وكيف ابتدئ بنصحها؟ وكيف ستقبل نصيحتي؟
الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله الكريم أن يجعلك مفتاح خير على أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذه الأمة منصورة طالما قامت بالفريضة المنسية اليوم وهي الأمر بالمعروف، ولابد من أدائها لهذا الواجب أن نتذكر {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}(الأعراف/164)، ونحن نأمل تغيير القائم بالمنكر وإلا فنحقق العذر حين السؤال يوم الهول العظيم!!
أما عن الطريقة المثلى لنصح كل عاص هو ما سلكه نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمره ونهيه "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
ولك في نصح تلك المرأة عدة وسائل:
الكلام اللين الرحيم.
الوعظ.
الحجة والبرهان وبيان الدليل.
الحوار العقلي.
الإهداء الدعوي.
ولتقريب المطلوب أقسم لك الطريقة الدعوية إلى قسمين:
1- الطريقة ذات الوقت الطويل:
أقصد بها التي تستطيعين الكلام والجلوس مع أختك المتبرجة، فهذه تحاور حواراً عقلياً إلى أن نصل معها أن الجواب النافع هو تسترها.
2- الطريقة الطارئة:
وهي التي لا تستطيعين حتى إلقاء كلمة وتوجيه نصح وبيان طرق الشيطان عليها؛ لضيق الوقت، فهذه جميل منا لو صنعنا إهداءً دعوياً مرفقاً معه بطاقة جميلة رقيقة مؤثرة فيها موعظة وبيان ضرورة الحجاب والتستر لها قبل أن يكون للمجتمع.
وأذكر لك مثلاً واحداً لعدم الإطالة:
هناك طالبات رغبن في نصح الفتيات المتبرجات، فقمن بعمل ظرف صغير رسمت عليه نقوش ناعمة ملفتة للنظر، كتبن عليه: لأننا نحبك! فكان لها الأثر الكبير في عودة الكثيرات إلى اللباس الشرعي، كما يمكنك الاستفادة من التقنيات الحديثة.
أما كيفية البدء بالنصح، فهناك العديد من التعبيرات، منها:
* بيان الحرص على المدعوة وعدم التعالي عليها.
* التذكير بنعم الله التي يجب أن تُقابل بالشكر.
* البدء بذكر محاسن المدعوة.
* الأسلوب اللطيف، ويمكن النهل من معين نهج الأنبياء صلى الله عليه وسلم، فهذا إبراهيم عليه السلام يقول لأبيه: يا أبت، وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: يا غلام!!
وبالنسبة لكيف تقبل نصيحتك، فنحن نجتهد بالعمل لذلك وعلينا هداية البيان والدلالة. وهداية التوفيق على من خلقنا سبحانه.
وستقبل كل مدعوة نصحك ـ يا همسة ـ إن كنت تهمسين لها بالطيب، وقبلك يرحم خطأها ويتمنى انكفافها عنه.
ستقبل نصيحتك إذا سألت الله أن يجعلك ممن يعيد للإسلام رايته، وللحق صولته، وأن يهديك ويهدي بك "فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيراً لك من حمر النعم".
ستقبل نصيحتك حينما تخلصين لله وتنهجين نهج المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دعوته.
ستقبل نصيحتك حينما تستلذين الأذى في سبيل الله، فنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم ينصح فقط، بل أوذي ونصح!!
ستقبل نصيحتك حينما تعلم علم اليقين بأنك أخت الإسلام التي تسد الخلل وتستر الزلل ولا يعرف لها طريقاً للملل.
ولو أن كل متبرجة وجدت قلباً كهمسة لم تتبرج لنا أخت في الإسلام..
بارك الله فيك وبارك في همسات دعوتك، وأكرم به من قلب أراد النصح.
والله أسأل أن يبارك فيك علماً وعملاً ودعوةً ويقيناً وقبولاً، وإلى الطريقة المثلى للنصح، وفقك الله المولى يا أخية.
كان هذا جواب الأستاذة جزاها الله خيرا وما نستغني عن إضافاتكم المتميزة..
نقلته أم الوليد شبكة الفوائد
|