لأنهم عرفوا أنها ومثيلاتها غيرن ومازلن يغيرن مجرى التأريخ , بتوفيق من الله -تعالى -لهن ..
لأنهم عرفوا أنها الأساس لصلاح كل مجتمع ..
لأنهم عرفوا أنها مربية الأجيال وصانعة الأبطال !!
لأنهم عرفوا أن لها شأناً في دينها , وكلمة مسموعة , ورفعة مشهودة !!
فهي الأم التي أوصى ببرها - الباري جل شأنه - في كتابه ,
وهي الزوجة التي - حفظ الله تعالى - حقوقها ,
وهي الابنة التي أوجب الإسلام رعايتها وصيانتها أيما رعاية ,
وهي الأخت التي أعلى مكانتها في شرعه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-,
فهي باختصار :
أخت الرجال بلا شقاق أو جدال ***وحقيقة ليس تهدم باحتيال..
قد جاء دين الله يعلي شأنها *** ويعزها قرآنه مثل الرجال ..
عرفوا مكانتها الرفيعة في الإسلام !
وقدرتها على التأثير - بتوفيق من الله تعالى - في الكبير والصغير!!
بالتربية الصالحة , بالإعداد لقهر العدو , بالدعوات !
فحاولوا إفسادها بشتى الطرق ,
وبذلوا الأسباب , وكرسوا الجهود , ففكروا , ودبروا , واجتهدوا , وخططوا , ونفذوا !
ولكن هيهات ..هيهات !!
فلقد وجدوا أمامهم سداً عالياً , وحصناً منيعاً , لا تزيده المحن إلا صموداً , وأنفة , وعزة وثباتاً !
وجدوا أمامهم أم نضال , ووجدوا أمامهم ميرفت طه , ووجدوا أمامهم آيات الأخرس , ووجدوا أمامهم أحلام التميمي , ووجدوا أمامهم وردة بكراوي , ووجدوا أمامهم حواء براييف !!
( وغيرهن من النساء الصادقات -نحسبهن كذلك والله حسيبهن ولا نزكي على الله أحدا - اللاتي أنرن لنا الطريق , وأشعلن لنا السرج بقوة عزمهن , ومضاء فعالهن , وصدق دعوتهن , وسلامة معتقدهن ) .
فهذه - والله - سلسلة من القدوات التي تسبك بالذهب وتكتب بمداده !!
نسوة بألف والألف فيهن قليل !!
فلله درهن من باسلات , دخلن التأريخ من أوسع أبوابه !!
بواسل رفعوا للمجد هامته *** وسطر الدهر من أمجادهم ذكرى
بواسل حطموا قيد الهوان بنا***وابدعوا في مدى مأساتنا الفجر
بواسل ما حنوا رأساً لطاغية *** وما مضوا في سراديب الهوى سكرى
فما عسى أحرفي أن تكتب فيكن , يا من علمتننا معنى العزة والإباء ؟!!
فيامن علمتننا الشموخ في زمن المذلة والعار ؟!!
عرف مكانتكن وقدركن الأعادي ..فأعدوا العدد المادية والمعنوية ليحطموا هذا الحصن المنيع ..
فلم يفلحوا ولن يفلحوا - بإذن الله تعالى - مادامت العقيدة الصحيحة معتقدكن , والجهاد طريقكن وطريق أولادكن , لنيل عزة هذا الدين , واستعادة أمجاده
ولكن - ومع هذه المفاخر العظام وهذه المكائد من لدن الأعداء - نقول وبملئ الأفواه : للأسف أن بني قومنا في سبات عميق !!!
لم يعرفوكن حق المعرفة !
ولم يدركوا فيكن ما أدركه أعداء الملة والدين و (( الشرف )) وما فطنوا له
قومنا يا - كريمات - يحفظون أسماء الممثلات والمغنيات !!
بل وأصبحوا يسموهن مجاهدات !! , وفي سبيل من ؟ في ما يسمونه بالفن ! بل زاد الأمر فأصبحت الهالكة منهن تسمى (( شهيدة )) !!! وما أشبه الليلة بالبارحة !!
هم في فؤاد الأمة الغراء آ***لام وفي وجه الكرامة كالبثور
حقيقة مرة نعترف بها وأمام العالم أجمع : ( أعداؤنا أعرف بنقاط القوة في مجتمعاتنا من أهلها ) !!!
ففتراهم كرسوا الجهود , وبذلوا الغالي والنفيس , لإفساد مركز القوة في مجتمعاتنا , وأساسه وهو :
المرأة المسلمة المعتزة بدينها المنقادة لأوامره , المنتهية بنواهيه .
وهنا نعلنها صراحة :
أن هذه المرأة هي قلب الأمة النابض وسيفها القاطع ..تلك هي ابنة الخنساء وأسماء وأم عمارة .. - رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن - .....
وكأنها تقول :
سأحمل روحي على راحتي *** وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق *** وإما ممات ييغيض العدا
مرفت عبد الجبار .