مجاهدات خلف القضبان !!
مرفت عبد الجبار
لأنهم عرفوا أنها ومثيلاتها غيرن ومازلن يغيرن مجرى التأريخ , بتوفيق من الله -تعالى -لهن .. لأنهم عرفوا أنها الأساس لصلاح كل مجتمع .. لأنهم عرفوا أنها مربية الأجيال وصانعة الأبطال !! لأنهم عرفوا أن لها شأناً في دينها , وكلمة مسموعة , ورفعة مشهودة !! فهي الأم التي أوصى ببرها - الباري جل شأنه - في كتابه , وهي الزوجة التي - حفظ الله تعالى - حقوقها , وهي الابنة التي أوجب الإسلام رعايتها وصيانتها أيما رعاية , وهي الأخت التي أعلى مكانتها في شرعه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-, فهي باختصار :
أخت الرجال بلا شقاق أو جدال ***وحقيقة ليس تهدم باحتيال.. قد جاء دين الله يعلي شأنها *** ويعزها قرآنه مثل الرجال ..
عرفوا مكانتها الرفيعة في الإسلام ! وقدرتها على التأثير - بتوفيق من الله تعالى - في الكبير والصغير!! بالتربية الصالحة , بالإعداد لقهر العدو , بالدعوات ! فحاولوا إفسادها بشتى الطرق , وبذلوا الأسباب , وكرسوا الجهود , ففكروا , ودبروا , واجتهدوا , وخططوا , ونفذوا ! ولكن هيهات ..هيهات !! فلقد وجدوا أمامهم سداً عالياً , وحصناً منيعاً , لا تزيده المحن إلا صموداً , وأنفة , وعزة وثباتاً ! وجدوا أمامهم أم نضال , ووجدوا أمامهم ميرفت طه , ووجدوا أمامهم آيات الأخرس , ووجدوا أمامهم أحلام التميمي , ووجدوا أمامهم وردة بكراوي , ووجدوا أمامهم حواء براييف !! ( وغيرهن من النساء الصادقات -نحسبهن كذلك والله حسيبهن ولا نزكي على الله أحدا - اللاتي أنرن لنا الطريق , وأشعلن لنا السرج بقوة عزمهن , ومضاء فعالهن , وصدق دعوتهن , وسلامة معتقدهن ) . فهذه - والله - سلسلة من القدوات التي تسبك بالذهب وتكتب بمداده !! نسوة بألف والألف فيهن قليل !! فلله درهن من باسلات , دخلن التأريخ من أوسع أبوابه !!
بواسل رفعوا للمجد هامته *** وسطر الدهر من أمجادهم ذكرى بواسل حطموا قيد الهوان بنا***وابدعوا في مدى مأساتنا الفجر بواسل ما حنوا رأساً لطاغية *** وما مضوا في سراديب الهوى سكرى
فما عسى أحرفي أن تكتب فيكن , يا من علمتننا معنى العزة والإباء ؟!! فيامن علمتننا الشموخ في زمن المذلة والعار ؟!! عرف مكانتكن وقدركن الأعادي ..فأعدوا العدد المادية والمعنوية ليحطموا هذا الحصن المنيع .. فلم يفلحوا ولن يفلحوا - بإذن الله تعالى - مادامت العقيدة الصحيحة معتقدكن , والجهاد طريقكن وطريق أولادكن , لنيل عزة هذا الدين , واستعادة أمجاده ولكن - ومع هذه المفاخر العظام وهذه المكائد من لدن الأعداء - نقول وبملئ الأفواه : للأسف أن بني قومنا في سبات عميق !!! لم يعرفوكن حق المعرفة ! ولم يدركوا فيكن ما أدركه أعداء الملة والدين و (( الشرف )) وما فطنوا له قومنا يا - كريمات - يحفظون أسماء الممثلات والمغنيات !! بل وأصبحوا يسموهن مجاهدات !! , وفي سبيل من ؟ في ما يسمونه بالفن ! بل زاد الأمر فأصبحت الهالكة منهن تسمى (( شهيدة )) !!! وما أشبه الليلة بالبارحة !!
هم في فؤاد الأمة الغراء آ***لام وفي وجه الكرامة كالبثور
حقيقة مرة نعترف بها وأمام العالم أجمع : ( أعداؤنا أعرف بنقاط القوة في مجتمعاتنا من أهلها ) !!! ففتراهم كرسوا الجهود , وبذلوا الغالي والنفيس , لإفساد مركز القوة في مجتمعاتنا , وأساسه وهو : المرأة المسلمة المعتزة بدينها المنقادة لأوامره , المنتهية بنواهيه . وهنا نعلنها صراحة : أن هذه المرأة هي قلب الأمة النابض وسيفها القاطع ..تلك هي ابنة الخنساء وأسماء وأم عمارة .. - رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن - ..... وكأنها تقول :
سأحمل روحي على راحتي *** وألقي بها في مهاوي الردى فإما حياة تسر الصديق *** وإما ممات ييغيض العدا