بتـــــاريخ : 8/19/2010 1:14:20 AM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1279 0


    الخائفون من جثمان حسن البنا

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : نعم الباز | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    الخائفون جثمان حسن البنا

    مسلسل الجماعة أثار لدىّ ذكريات كثيرة مليئة بالتناقضات من شجن وألم إلى كفاح ونضال.. أحداث عاصرتها ونقشها الزمن على جدار ذاكرتى، ولم تطمسها أى أحداث أخرى.. كنا فى الحلمية.. وكان سكان الحلمية فى أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات يعتبرون يوم الثلاثاء يوماً لمصر كلها وليس لهم، حيث تفترش الجماهير الشوارع المحيطة بالمركز العام للإخوان المسلمين حتى شارع محمد على وعند المساء يتوقف الترام تماماً لأن ناس مصر أغلقوا المكان وافترشوا الأرض، أتى الإخوان من كل مكان يستمعون إلى المرشد العام حسن البنا ولم أكن أعلم أن الرجل فى الأربعينيات من العمر، فقد كانت صوره وقورة وعيناه نافذتين تتناغم فيهما القوة بالحنان.

    وكان أبى صديقاً لمعظم أعضاء مكتب الإرشاد ولكنه لم يكن إخوانياً فكان التزامه بالإسلام المستنير.. أبى علمنا أن تكون مصر هى الأساس حتى لا تأخذنا عصبية الالتزام بتنظيم معين أو حزب معين وتضيع طاقتنا فى الدفاع عن مبادئ الحزب أو التنظيم. فقط نلتزم بأخلاقيات الفرسان وتعميق حب الوطن ليس بالأغانى، ولكن بتهيئة أنفسنا لنشارك فى البنيان ونؤكد أننا أصحاب الوطن، ولأنه كان كذلك فقد اكتفى بصداقتهم ومساعدة أسرهم أثناء اعتقالهم.. لهذا كان فى بيتنا أيام الاعتقالات زوجات وأبناء الكثيرين من أقطاب الإخوان وأعضاء مكتب الإرشاد.

    وكنت صغيرة فى الرابعة عشرة من عمرى حينما اغتيل حسن البنا وقد وصل الخبر إلى بيتنا فور وصول جثمانه إلى منزله بالحلمية وفوجئنا عند الفجر بمجىء سيدة فاضلة هى حرم عضو مكتب الإرشاد الأستاذ عبدالحليم الوشاحى جاءت تحمل رسالة من والد حسن البنا إلى والدى، بالتوجه فوراً إلى مسجد قيسون بشارع محمد على حتى يجتمع للصلاة على جثمان الشيخ حسن البنا وحتى يكتمل العدد إلى عشرين رجلاً وهو الحد الأدنى لصلاة الجنازة وكان هذا عرفاً!

    وأذكر أنها قالت ليلتها وهى تغالب البكاء والنحيب.

    - لقد جاءوا بالجثة إلى البيت وقالوا لوالده: (ادفنه قبل أن يظهر النهار!!!) وتم غسل الجثمان بسرعة ونزلوا بالعربة وأرسل والده بعض السيدات ليخبرن أعضاء مكتب الإرشاد الذين بقوا خارج المعتقلات بحضور صلاة الجنازة ونزل أبى ومعه شقيقاى جمال طالب الطب فى ذلك الحين ومأمون طالب الحقوق.

    وبكت أمى وسألت هل يمكن أن تصلى النساء، ولكن الوالد رفض وقال لها اقرئى يس والرحمن والواقعة، وعاد أبى بعد الصلاة مع أخوى على جثمان الشهيد حسن البنا وحكى لنا كيف أن المسجد كان محاطاً بالجنود وكبار الضباط وكأنهم مقبلون على معركة كبرى من معارك الأمن

    ترى هل يحقق مسلسل الجماعة هذه الجزئية؟

    لا أعتقد فمازالت الجماعة تحوى الهلع للنظام رغم افتقارها لرجل مثل حسن البنا الذى كان يمضى الصيف فى مدينة دراو بأسوان فى درجة حرارة تصل إلى خمسين درجة.

    رجل استطاع أن يحدث تغييراً من خلال التمسك بالعقيدة، واستطاع أن يكتشف بعينى جواهرجى مجموعة من الرجال كانت تقضى حياتها فى المعتقلات حتى الرمق الأخير.. رجل تعيش الجماعة على كفاحه وسيرته.

    فكرت أن أحكى هذه الحكاية للكاتب العظيم وحيد حامد ولكن مثل حياتنا كلنا الآن تضيع منا أهم التفاصيل فى تأمل أحوالنا التى تنحدر نحو مصب لا نعرفه ولكنه حتماً مخيف.

    قبل الطبع

    ضاعت منى حلاوة تمثيل الفنانة صابرين فى أسئلة الشابات المحجبات التى انهالت علىّ، كل منهن تريد أن تعلم تلك الفتوى الرائعة التى تسمح للمحجبة بوضع باروكة بقصة وضفاير، ومعظمهن قصيرات الشعر والبعض شعره أكرت.. أهنئك بالدور أمام غول الكاميرا الرقيق يحيى الفخرانى، ومصرة على معرفة الفتوى لما ينفع الفتيات المحجبات لكى يزددن جمالاً بحجاب الباروكة!!

    كلمات مفتاحية  :
    الخائفون جثمان حسن البنا

    تعليقات الزوار ()