|
بِقلبيَ مَـن أُخفِـي هَواهـا ولا أُبـدِي
وأكتُمُ عنها الشَّوْقَ مِن خشيـةِ الصَّـدِّ
|
سقتَني بكـأسٍ مـا دَريـتُ مِزاجهـا
فبِتُّ أسيـرَ الطَّـرْفِ والجِيـدِ والخـدِّ
|
وحلّتْ بقلبٍ ما وعَـى الحُـبَّ قبلَهـا
فما سال في (سلوى) ولا هانَ في (هندِ)
|
غَزانـي هَواهـا بَغتـةً دونَ مَـوعِـدٍ
وخيرُ الهوى ما جاء عفوًا بـلا قصـدِ
|
وبـرّح بـي شـوقٌ تعـدّى تَمـامَـهُ
فما غَاضَ من قُربٍ ولا فاضَ في بُعـدِ
|
حَـوى خَلْقُهـا سِحـرَ الأنوثـةِ فاتنـا
وأخلاقُها نافـتْ علـى رِقّـةِ الـوَردِ
|
إذا استيقظتْ مِن نومِها ساعةَ الضُّحـى
ففي الثَّغرِ تُجنَى نَكْهةُ العُـودِ والرَّنـدِ
|
ولـو جَمَـعَ الغـاداتِ عِقـدٌ مُنَضَّـدٌ
فمَهواي -لا عُدوانَ- واسِطـةُ العِقـدِ
|
يَلومُوننـي إذ لـم يَذوقـوا شَمِيمَـهـا
فخَلُّـوا مَلامـي فالمَلامـةُ لا تُجـدي
|
وكنتُ فتىً صَدْيـانَ غايـةُ مَقصِـدي
صُبابةُ عشقٍ تُطفـئ الوَجْـدَ بالوَجْـدِ
|
أضِـنُّ بحبّـي أنْ يَـحُـلّ بِمَهْـمَـهٍ
وأمضي على الرَّمضاء مُرتحِلا وحدي
|
وكـم عَـنَّ لـي آلٌ يَـغُـرُّ بريـقُـهُ
يَلوحُ كسَيفٍ سُلَّ مِـن غَيهـبِ الغِمـدِ
|
فلـم أرمِ بالطَّـرْفِ الحَسيـرِ تِجَاهَـهُ
ولم أسألِ الرُّكبانَ عَن مُرشـدٍ يَهـدي
|
فلمّـا رأيـتُ الحُسـنَ أشـرقَ بَـدرُهُ
صرَخْتُ بقلبي:ها هنا أعـذبُ الـوِردِ
|
فكانـتْ لِرُوحـي مَنـهـلاً لا تَمَـلُّـهُ
وكانتْ لشِعري قُـرَّةَ العيـنِ والسَّعْـدِ
|
أُسائلُهـا :مِــن أيِّ أرضٍ أتيتِـنـي
وفي أيِّ دَرْبٍ سِرْتِ مِن قبلُ يا بَعدي؟
|
فقالـتْ وقـد حَنَّـتْ عَلـيَّ بِبَسمـةٍ :
أتُنبِتُ هذا الحُسنَ دارٌ سـوى نجـدِ؟!
|