شبكة النبأ: جزمت دراسة حديثة تناولت الأدوية المضادة للاكتئاب التي يصفها الأطباء لمئات لملايين حول العالم وخاصة في ظل الأزمة المالية الحالية، بأن تأثيراتها الفعلية محدودة ولا يمكن لها أن تساعد إلا المرضى من ذوي الحالات البسيطة.
وفي غضون ذلك أكدت دراسة اخرى بأن مرضى القلب المصابين بالاكتئاب هم أقل ممارسة للرياضة من غيرهم، الأمر الذي يرفع من خطورة حدوث مضاعفات قلبية لديهم، مثل الذبحة الصدرية، وقصور القلب والجلطات.
الاكتئاب والقلق يسبّبان حب الشباب
أظهرت دراسة حديثة أجريت في النرويج، أن الاكتئاب والقلق يسببان الالتهاب الجلدي، المعروف باسم حب الشاب، إذ تبين أن التوتر الذهني قد يكون له ضرر كبير على جلد الإنسان وصحته.
وبينت في الدراسة، التي نشرت الأسبوع الماضي بمجلة "BMC Public Health"، أن درجة الاضطراب العقلي عند الشباب الصغار الذين شملتهم عينة البحث، كانت مرتبطة بدرجة انتشار حب الشباب على أجسامهم، بصرف النظر عن غذائهم أو نمط حياتهم، مثل ميلهم للتدخين أو شرب الكحول.
وظهر في الدراسة أن 19 في المائة من المراهقين المصابين بحب الشباب يعانون من اضطرابات نفسية، مقابل 12 في المائة أنكروا وجود أي اضطراب لديهم.
وتبين في حالة الذكور، وتحديدا ممن ذكروا بالفعل أنهم يعانون من اضطرابات نفسية، فهم أكثر عرضة بنسبة 68 في المائة للإصابة بحب الشباب، مقارنة بالأفراد العاديين.
بينما كانت البنات اللواتي يعانين من الاكتئاب أو القلق معرضات بنسبة تبلغ ضعف قريناتهن الطبيعيات للإصابة بنفس المرض. بحسب سي ان ان.
وبالتالي كشفت الدراسة لأول مرة علاقة مباشرة بين مزاج الإنسان وحب الشباب، فكلما كان الإنسان أكثر اكتئابا، كلما كانت الحبوب على جلده أكثر انتشارا وسوءا.
وحول سبب تأثير الصحة النفسية على الجلد وحب الشباب، رأى باحثون أنه من الممكن أن يكون الاكتئاب سببا يدفع الشباب إلى أن يتناولوا الكثير من الطعام والوجبات السريعة، وهو الأمر الذي يسبب انتشار الالتهابات الجلدية والبثور.
إلا أن الدراسة أثبتت أن هذا الرأي غير دقيق، إذ أن الرابط الوحيد الذي تم اكتشافه هو أن الفتيات اللواتي كن يأكلن كميات أقل من الخضروات، كن أكثر عرضة لأن يصبن بحب الشباب من غيرهن، بينما لم يظهر أي شيء من هذا القبيل عند الذكور.
الاضطراب والخمر يدفعان المكتئب للانتحار
أفادت دراسة جديدة أن الرجال الذين يعانون اكتئابا حادا أكثر عرضة للإقدام على الانتحار إذا ما أفرطوا في احتساء الخمور وإذا كانوا يعانون الاضطرابات الشخصية المرتبطة بارتكاب سلوكيات تتميز بالاندفاع والعدوانية. فقد قام باحثون أمريكيون بتحليل العوامل النفسية لرجال يعانون اضطرابات ناجمة عن الاكتئاب الحاد من بينهم 104 أقدموا على الانتحار و74 لا يزالون على قيد الحياة. وتم تحديد الاضطرابات النفسية باستخدام المقابلات بالوكالة للأقارب والأصدقاء أو أشخاص آخرين يتمتعون بأهمية لدى المريض. وتتطابق المجموعتان في تصنيفات السن والحالة الاجتماعية وحالة الأبوين ومستوى التعليم والجنس والدين. وتزداد بنحو 17 مرة حالات الإقدام على الانتحار لدى الأشخاص الذين يعانون اضطرابات شخصية تظهر فيها سمات اندفاعية أو عدوانية تميز الشخصية مثل كون الشخص متذبذبا أو غير اجتماعي.
أما في حالة الإفراط في احتساء الخمور أو الاعتماد عليها في آخر ستة أشهر من عمر المريض فمخاطر الانتحار تبلغ أربعة أمثالها. وخلص فريق البحث إلى أن هذه الملاحظات تظهر أن المستويات المرتفعة من السلوك المندفع الذي يتسم بالعدوانية المصحوب بعدم إحداث كبح سلوكي، وهو الذي يسهله تناول بعض المواد المخدرة ربما يشكل عاملا وسيطا يؤدي إلى الانتحار بالنسبة للمرضى المصابين باضطرابات ناجمة عن الاكتئاب الحاد. ولفت إلى أنه كلما كان الشخص المصاب بالاكتئاب صغيرا في السن ازداد احتمال إقدامه على الانتحار. وأوصى فريق البحث بالقيام بمزيد من الدراسات للتحقق من صحة هذه النتائج على الصعيد الخارجي خاصة بين النساء أو في فئات يتم تشخيصها وتأتي مصاحبة للانتحار مثل انفصام الشخصية.
هل تعلم أن الاكتئاب يضعف القلب؟
ثمة دراسة حديثة تؤكد أن مرضى القلب المصابين بالاكتئاب، هم أقل ممارسة للرياضة من غيرهم، الأمر الذي يرفع من خطورة حدوث مضاعفات قلبية لديهم، مثل الذبحة الصدرية، وقصور القلب والجلطات.
وقد أشارت الدراسة التي تم نشرها في The Journal of The American Medical Association أن نسبة الخطورة العالية قد يكون سببها العادات اليومية، خاصة مستوى النشاط الفيزيائي للجسم.
والدراسة شملت 1017 مريض بالقلب، وتمت متابعة حالاتهم في عيادة بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الامريكية، مابين عامي 2000-2008 ، حيث طلب من كل واحد منهم أن يجيب عن أسئلة تهدف إلى معرفة ما إذا كان هناك إصابة بالاكتئاب أم لا.
ومن ضمن هذه المجموعة، اتضح إصابة 199 شخصا بالاكتئاب، حيث أبدوا ميلا كبيرا للتدخين، وعدم الالتزام بتناول الادوية، وقلة النشاط الحركي الفيزيائي لديهم.
وخلال فترة الدراسة، أصيب حوالي 10 بالمائة من بين هؤلاء بأمراض قلبية، بينما لم تتعدى هذه النسبة 6.7 بالمائة، لدى الاشخاص غير المكتئبين. وقد تضمنت هذه الامراض القلبية قصور القلب، ذبحة صدرية، جلطة، حوادث نقص تروية وعائية، ووفاة. بحسب سي ان ان.
ولم يتضح وجود اختلاف كبير بين نمط حياة مجموعة مرضى الاكتئاب والمجموعة الثانية، إلا أنه في نهاية الأمر وجد الباحثون أن قلة النشاط الفيزيائي وحده يتسبب بالإصابة القلبية بنسبة تصل إلى 44 بالمائة لدى مجمل المرضى.
أدوية الاكتئاب ليست "حبوب سعادة" للكثير من المرضى
جزمت دراسة حديثة تناولت الأدوية المضادة للاكتئاب التي يصفها الأطباء لمئات لملايين حول العالم، وخاصة في ظل الأزمة المالية الحالية، بأن تأثيراتها الفعلية محدودة، ولا يمكن لها أن تساعد إلا المرضى من ذوي الحالات البسيطة.
ولفتت الدراسة، التي نشرت على موقع مجلة "علم النفس" الأمريكية الإلكتروني إلى أن هذه الأدوية لن تنفع أولئك الذين يعانون الاكتئاب جراء حالات معقدة، ما يعني أن ما بين 45 إلى 60 في المائة ممن يتناولونها لن يحصلوا على النتائج المتوخاة منها.
واعتمدت الدراسة على مسح أجرته الحكومة الأمريكية حول العقاقير البديلة لمواجه الكآبة، وقد قام المسح بجمع بيانات لأكثر من 41 مركزا صحيا يعنى بالأمراض النفسية في الولايات المتحدة بين عامي 2001 و2004، وتعتبر قاعدة البيانات التي وفرها هذا البحث الأكبر من نوعها في أمريكا لأنها ضمت كل حالات الاكتئاب المتقدمة تقريباً.
ويضم الفريق الذي عمل على الدراسة 11 باحثاً، يقودهم ستيفن وسناوسكي، المتخصص في علم الأمراض الاجتماعية من جامعة بيترسبورغ، وقد اكتشف أن معظم المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المصاحب لحالات مرضية واختلالات نفسية أخرى غالباً ما يتم استبعادهم من الاختبارات الحكومية التي تجيز استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.
ووجد الفريق أن 22 في المائة فقط من مرضى الاكتئاب يمكن تصنيفهم ضمن الشريحة التي يحق لها المشاركة في تلك الاختبارات، وبالتالي الشريحة التي يمكن أن يكون للأدوية مفعول مؤكد حيال أمراضها، وفق مجلة "تايم."
وبدراسة تلك الشريحة، تمكن الفريق من إثبات أن تناول دواء "سيليكسا" مثلاً نجح في معالجة 52 في المائة من الحالات، في حين أن الشريحة الثانية التي يعاني أفرادها أكثر من عارض نفسي، إلى جانب الكآبة، فلم تتجاوز نسب النجاح فيها 40 في المائة، كما احتاج المرضى إلى جرعات أكبر على فترات زمنية أطول.
علاقة محتملة بين الاكتئاب والوفاة عند المصابين بالسرطان
اوضحت مجموعة من علماءالنفس ان المصابين بالاكتئاب والسرطان في ان معا معرضون للوفاة بالمرض اكثر من سواهم الاصحاء على المستوى النفسي، على ما جاء في مجلة "كانسر"العلمية.
وتشير الدراسة الى ان نسبة الوفيات من جراء السرطان ترتفع اكثر من 25 بالمئة عندما تبدو بعض عوارض الاكتئاب على المريض، وتصل الى 39% عندما تشخص اصابتهم بالاكتئاب البسيط او المتقدم، حسبما جاء في المجلة التي تصدرهاالجمعيةالاميركية للسرطان.
وقالت المشرفة على الدراسة جيليان ساتين من جامعة "بريتيش كولومبيا" (غرب) لوكالة فرانس برس "يمكن ان نتوقع الوفاة لدى هاتين الفئتين".
واضافت ساتين ان العلماء في المحصلة يشددون على ضرورة اكمال البحث في شأن الصلات بين السرطان وصحة المريض العقلية، بينما اظهرت النتائج منذ الان ان علمي الاورام والنفس على صلة وثيقة.
وتابعت "اعتقد انه يجب اخذ الاكتئاب على محمل الجد دائما واتمنى ان يؤدي هذا النوع من الابحاث الى اضافة المزيد من العلاجات النفسيةالاجتماعية الى علاج السرطان التقليدي".
والدراسةالتي انجزتها ساتين بالتعاون مع وولفغانغ ليندين وميلاني جاي فيليبس، تحليل شامل ل26 دراسة مستقلة حول تأثير الاكتئاب على تقدم السرطان واحتمالات بقاء 9417 مريضا على قيد الحياة.
ووفق جيليان ساتين، درس فريق الباحثين امكان ان يعاني المرضى من الاكتئاب بسبب اصابتهم بالسرطان. كما توقفوا عند احتمال ان يؤدي السرطان الى الموت بنسب اعلى عندما يترافق مع حالة من الاكتئاب.
ولاحظت الاكاديمية الكندية "ان هذه المسألة على اهمية كبيرة". واضافت "قد لا نتمكن من اعطاء اجابة محددة بشأنها لكن العلاقة بين اليأس ونسب الوفاة واضحة".
واضافت الباحثة محذرة "لم نبرهن على ان الاكتئاب يتسبب بالموت، غير ان الدراسة تفترض ذلك". لكن ساتين تريد تجنب تأكيد صلة مباشرة بين احتمالات وفاة مريض ما ونتائج الدراسة التي تشير الى ان احتمال وفاة هذا المريض بالسرطان اكبر ب39% عندما يعاني من الاكتئاب.