أيَـا مَشغولـةً عنّـي فِداكِ الرُّوحُ والشِّعـرُ
|
إلامَ البُعـدُ مُعرِضـةً؟ أطابَ لقلبكِ الهجـرُ؟
|
كأنـي نَبتَـةٌ ظَمْـأى تَجافَى دربَهـا النَّهـرُ
|
وشمسُ القيظِ تَلْفَحُهـا فـلا ظِـلٌّ ولا سَتْـرُ
|
تُقلّبُها سَمـومُ لَظَـىً كـأنّ تُرابَهـا جَمـرُ
|
على الآلامِ قد صُلِبـتْ وعافَ لِقاءَها القَطْـرُ
|
ألا غَيـثٌ؟ألا وَصْـلٌ؟ وأينُ اليُسرُ يا عُسْـرُ؟!
|
يَضيقُ الكونُ إنْ هجرَتْ كـأنّ فضـاءَه قبـرُ
|
وهل تزهو سَمـاواتٌ إذا لـم يَعْلُهـا بـدرُ؟
|
وكيف تفوحُ أزهـارٌ وما غنّى لهـا الطَّيـرُ؟
|
أمَا يكفيكِ ما فعلـتْ بِنـا أيّامُنـا الحُـمْـرُ
|
تلاعَبُ بي رياحُ نـوىً فيعصِفُ بالجَوَى بَحْـرُ
|
كبيتِ الشِّعْرِ قد كنّـا لها شَطرٌ.. ولي شطـرُ
|
وقد كانت لنا روضًـا ونغمُ كلامِهـا العِطـرُ
|
إذا ابتسمتْ بَدَا قمـرٌ يُنيرُ خُـدودَه الزَّهْـرُ
|
وإن قَفَّـتْ مـودِّعـةً سَبَاكَ بغُنجِـهِ الخِصـرُ
|
وكانت جنّة المَهْـوَى حَوى فَيْحَاءَها الصَّـدْرُ
|
وقد كانتْ ..فلا تسألْ أعِشقٌ ذاكَ أم سِحْـرُ؟
|
تذكّرْ!كيفَمـا تهـوى فما يُغني لـكَ الذِّكـرُ
|
تَغيبُ به عـنِ الدُّنيـا كما يُردِي الحِجَا سُكْرُ!
|
وتصحو بعدَه تشكُـو وما يُصغي لكَ الدَّهـرُ
|
فكَفْكِفْ دَمعةً تجـري وصِحْ بالصبرِ:يا صبـرُ!
|
مـع الأيـامِ تَسلوهـا ويَسهلُ عنـدَك الأمـرُ
|
فمَنْ باعتَكَ مُرخِصـةً ففي تَذكارِها الخُسْـرُ!
|