إلى... شاغلتي المشغولة
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
جاسم سليمان الفهيد
| المصدر :
www.hdrmut.net
أيَـا مَشغولـةً عنّـي فِداكِ الرُّوحُ والشِّعـرُ
إلامَ البُعـدُ مُعرِضـةً؟ أطابَ لقلبكِ الهجـرُ؟
كأنـي نَبتَـةٌ ظَمْـأى تَجافَى دربَهـا النَّهـرُ
وشمسُ القيظِ تَلْفَحُهـا فـلا ظِـلٌّ ولا سَتْـرُ
تُقلّبُها سَمـومُ لَظَـىً كـأنّ تُرابَهـا جَمـرُ
على الآلامِ قد صُلِبـتْ وعافَ لِقاءَها القَطْـرُ
ألا غَيـثٌ؟ألا وَصْـلٌ؟ وأينُ اليُسرُ يا عُسْـرُ؟!
يَضيقُ الكونُ إنْ هجرَتْ كـأنّ فضـاءَه قبـرُ
وهل تزهو سَمـاواتٌ إذا لـم يَعْلُهـا بـدرُ؟
وكيف تفوحُ أزهـارٌ وما غنّى لهـا الطَّيـرُ؟
أمَا يكفيكِ ما فعلـتْ بِنـا أيّامُنـا الحُـمْـرُ
تلاعَبُ بي رياحُ نـوىً فيعصِفُ بالجَوَى بَحْـرُ
كبيتِ الشِّعْرِ قد كنّـا لها شَطرٌ.. ولي شطـرُ
وقد كانت لنا روضًـا ونغمُ كلامِهـا العِطـرُ
إذا ابتسمتْ بَدَا قمـرٌ يُنيرُ خُـدودَه الزَّهْـرُ
وإن قَفَّـتْ مـودِّعـةً سَبَاكَ بغُنجِـهِ الخِصـرُ
وكانت جنّة المَهْـوَى حَوى فَيْحَاءَها الصَّـدْرُ
وقد كانتْ ..فلا تسألْ أعِشقٌ ذاكَ أم سِحْـرُ؟
تذكّرْ!كيفَمـا تهـوى فما يُغني لـكَ الذِّكـرُ
تَغيبُ به عـنِ الدُّنيـا كما يُردِي الحِجَا سُكْرُ!
وتصحو بعدَه تشكُـو وما يُصغي لكَ الدَّهـرُ
فكَفْكِفْ دَمعةً تجـري وصِحْ بالصبرِ:يا صبـرُ!
مـع الأيـامِ تَسلوهـا ويَسهلُ عنـدَك الأمـرُ
فمَنْ باعتَكَ مُرخِصـةً ففي تَذكارِها الخُسْـرُ!