لا شك ان صفة الكبرياء من اسوء الصفات الخلقية ، لأنها تعوق صاحبها عن كل فضيلة ، لتقوده الى كل رذيلة ، وتسوقه الى الخزي والعار فهي اساس لأكثر الشرور والجرائم . :«كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار» (1) . ومما تؤثره عبادة الصلاة في المسلم اقتلاع صفة الكبرياء ن نفسه ، وهي بذلك تقتلع الشر من اساسه ، وتأصله من جذوره . فان المسلم بسجوده الى ربه واضعا اشرف عضو من جسده على الصعيد يصل بذلك الى ارفع مراتب الخشوع والتذلل والعبودية حيث يسجل ضعفه وضئالته امام خالقه ، وبعد هذا : فهل يبقى للكبرياء والتعاظم اثر في نفسه ؟ كلا لا يمكن ان يبقى في نفسه اثر للكبرياء ، ما دام يفترش وجهه ، متذللا مبتهلا الى ربه ، طالبا من الرحمة والمغفرة ، واقفا ـ مهما كانت منزلته الاجتماعية والمادية ـ الى جنب اخيه الفقير او الضعيف متحدا معه في الاتجاه ، والقيام ، والقعود ، والذكر والركوع والسجود ، والقصد ، والقبلة ، اقول : لا يمكن ان يكون في نفسه اثر للكبرياء ، اللهم الا ان تكون صلاته من الاعمال الشكلية ، التي تفقد حقائقها ، وينعدم جوهرها ، وتلك في الحق ليست بصلاة . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة غافر ، آية : 35 . المصدر : كتاب / تعاليم اسلامية / الشيخ عبد الامير الجمري