الحمد لله ،الحمد لله ثم الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.......
أيها المسلمون،والمسلمات
لازلنا نعيش أجواء أفضل أيام السنة: العشر من ذي الحجة والتي اجتمعت فيها أمهات الطاعة لله رب العالمين: الصلاة والصيام والحج والصدقات، وفي هذه الأيام، يومكم هذا يوم عرفة حيث قال عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :\" خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيئون قبلي يوم عرفة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير\".
فماذا يفعل المسلم غير الحاج في هذا اليوم؟
قال صلى الله عليه وسلم :\" صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والسنة الآتية ... أما الحاج فلا يصوم لأنه في موقف يذكرنا بيوم الحشر\" في ذكر وابتهال وتواصل مع الله
أيها المسلمون،
إن ما يشغل بال أهل العبادة وأهل العادة في هذه الأيام المباركة \"أضحية العيد\" فما أكثر ما نسمع في مجالسنا : لن أترك الدراري بلا عيد. أي بلا كبش...إن الأضحية سنة إبراهيم عليه السلام، وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام... وهي عبادة قديمة تعبد الله بها الأمم من قبلنا *ولكل أمة جعلنا منسكا * (أي شريعة في الذبح) ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام * فالأضحية ليست لحما يعطى للدراري وخير لحمها ما تصدقت به على إخوانك من ذوي الحاجة - إنها عبادة لله يتقرب بها المسلم إلى الله * قل إن صلاتي و نسكي ومحيياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين*- ولا تكون قربى لله تعالى إلا إذا ذبحت بعد صلاة العيد * فصل لربك وانحر *وفي فضلها وثوابها يقول رسول الله صلى الله عله وسلم:\" ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم ؛ وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من اله بمكان قبل أن يقع على الأرض،فطيبوا بها نفسا\".وقال زيد بن أرقم : يا رسول الله؟ ما هذه الأضاحي؛ قال:\"سنة أبيكم إبراهيم\"، قال: مالنا منها؛ قال صلى الله عليه وسلم:\" بكل صوفة حسنة \". و في هذا إرشاد لنا لتربية أبنائنا وتعليمهم فضائل هذا العيد، وأحكام الأضحية فيه. إنها أيا المسلمون عبادة وليست عادة وجدنا عليها آباءنا، إنها عبادة لله وطاعة تقربنا إلى الله،مخالفة لمن يريقون الدماء لغير الله من القبور والأضرحة؛ لقد رفع رسول الله عليه أزكى الصلاة والسلام من شأن هذه الأضحية وعظمها لأنها من شعائر الله. كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى يوم النحر دعا بكبشين أملحين أقرنين- قال أنس: فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما : يسمي ويكبر، ثم ذبحهما بيده صلى اله عليه وسلم.
وهي سنة مؤكدة لمن وجد ثمنها.لا لمن يلجأ إلى السلف المحرم، أو بيع أثاث وهو في أشد الحاجة إليه في بيته لاقتنائها. ولا ينبغي التباهي والتفاخر على الجيران بحجمها أوثمنها. بل ينبغي أن يتبادل الناس التهاني ويشارك بعضهم البعض فرحة هذا اليوم، ويذكر بعضهم بعضا أن الذبح لكبش العيد عبادة وطاعة لله عز وجل، فالله تعالى يقول:*لن ينا الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم>* واعلموا أيها المسلمون أن وقت الذبح أربعة أيام لا يجوز التقدم عنها ولا التأخر، قال صلى الله عليه وسلم:\" إن أول شيء نبدأ به في يومنا أن نصلي ثم نرجع فننحر. فمن ذبح على ذلك فقد أصاب، ومن ذبح قبل ذلك، فهو لحم لأهله\". فكلوا واشربوا واذكروا الله كثيرا أيها المسلمون. وأهدوا وأطعموا. وصلوا أقرباءكم- فإن المناسبات فرص ...فاغتنموها.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم.وكلام سيد المرسلين ،ويغفر الله لعبد قال آمين....
الخطبة الثانية
أيها المسلمون
إن الله تعالى إذا أمرنا يشيء يكون حسنا وفيه صلاحنا؛ وإذا نهانا عن شيء يكون قبيحا وفيه مفسدتنا
وهو سبحانه الذي يبيح ما يشاء ويحرم ما يشاء، فقد أباح لنا أن نذبح بعض البهائم ونستمتع بها.....
أما الأمر الذي أوحى الله به لإبراهيم عليه السلام فهو :أن يذبح ولده إسماعيل
إن هذا الأمر أيها المومنون فيه حكمة وهي؛ إظهار كمال الطاعة والانقياد للوالد إبراهيم والولد إسماعيل لله رب العالمين- فبعد ست وثمانين سنة رزق إبراهيم بغلام حليم؛- فلما بلغ معه السعي وصار شابا رأى الأب في المنام أمر الله بذبح إسماعيل، فسارع الخليل لتنفيذ أمر الله، فقال لابنه وفلذة كبده \" يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟\"، فبادر إسماعيل عيه السلام يقينا بأمر الله\" يا أبتي افعل ما تومر ستجدني إن شاء الله من الصابرين\"، وأراد أن يخفف عن أبيه ويرشده إلى أقرب السبل لتحقيق قصده فقال لأبيه- يا أبت اجعل لي وثاقا، واحكم رباطي حتى لا أضطرب؛ واكفف عني ثوبك حتى لا يمسه دمي فتراه أمي فتحزن ،وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي ، فإذا ما أتيت أمي فأقرأ عليها مني السلام ... فأقبل عليه إبراهيم برأفة وحنان الأب ،يقبله ويبكي ويقول : نعم العون أنت لي يا بني على أمر الله عز وجل قال تعالى : فلما أسلما وتله للجبين*قيل ،أراد ابراهيم أن يذبحه من قفاه كي لا يشاهده في حال الذبح –وأمر السكين على رقبة ولده اسماعيل فلم تقطع شيئا؛...هنا نقف أيها المومنون أمام قدرة الله خالق السكين وخالق القطع * الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل*وقد سبق أن نجح ابراهيم في امتحان نجاه الله فيه من الإحراق فكانت النار عليه بردا وسلاما ...وها هو الإبن الصالح ينجوح فينال مع الأب المطيع لأمر ربه جائزة .....*..أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * أتدرون ما الجائزة؟:انه كبش عظيم – قيل أنه رعى في الجنة أربعين سنة –قال تعالى :*وفديناه بذبح عظيم * هكذا كانت سنة أبينا ابراهيم عليه السلام والتي أوصانا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ...فاللهم يسر لنا تنفيد أوامرك ووفقنا لذكرك وشكرك وحسن عبادتك ...الدعاء
أ-ح/مسجد الأمنية