اثرياء الصين يهرولون الى الغرب
يتزايد عدد الاغنياء الصينيين الذين يتقدمون بطلبات الحصول على الاقامة الدائمة في الدول الغربية ضمن برامج تسمح للمستثمرين الاثرياء "بشراء" الجنسية.وفي العامين الاخيرين تضاعف عدد المستثمرين الصينيين الذين حصلوا على
الاقامة الدائمة في كندا.واوقفت اوتاوا الان تلقي الطلبات ضمن البرنامج الفيدرالي لهجرة المستثمرين فيما تدرس خططا لمضاعفة الاموال المطلوبة للحصول على الاقامة.الا انه لا يزال مسموحا بالتقدم بطلبات ضمن برنامج مماثل في اقليم كيوبك الكندي.وفي مؤتمرات لشركات التاشيرات في الصين ينصح المستشارون الناس بسرعة التقدم بطلبات في كيوبك قبل ان تضاعف هي الاخرى الاموال التي تؤهل صحبها للحصول على الاقامة اسوة بالحكومة الفيدرالية.ويعد ظهر يوم سبت ممطر تجمع اكثر من 30 من "المستثمرين راغبي التقدم بطلبات التاشيرة" في قاعة بفندق خمس نجوم في شنغهاي ليسمعوا شرحا عن كيفية ان يقايضوا اموالهم بجواز سفر اجنبي.واغلب هؤلاء في الثلاثينات من العمر ومعظمهم مهنيون، ويبدو عليهم انهم من مختلف تكوينات الطبقة المتوسطة في شنغهاي التي اثرت مؤخرا.ويعرض عليهم شريط فيديو اعدته شركة التاشيرات يروج لكندا وهيئة اصدار التاشيرات فيها.ويقول التعليق المصاحب للفيديو " لاتقلق بشان الاندماج ... ولست بحاجة حتى لان تتكلم الانجليزية؟.ثم يشرح المستشارون العملية.ومن المطالب التي يشترطها برنامج كيوبك ان تكون ثروة المتقدم 800 الف دولار كندي (776 الف دولار اميركي) على ان يستثمر 400 الف دولار كندي.وعلى المتقدم كذلك ان يثبت انه امضى عامين في دور في الادارة العليا.ويشير هؤلاء الى ان ذلك ارخص كثيرا من بريطانيا التي تطلب من المستثمر ان يستثمر مليون جنيه استرليني (1.5 مليون دولار) في خمس سنوات.وهناك مزايا وعيوب في برنامج كل بلد.فالطلب في كندا يستغرق عامين ونصف العام لكن متطلباته المالية هي الاقل في العالم.وفي الولايات المتحدة يحتاج المتقدم لاستثمار مليون دولار في مشروع يوفر على الاقل 10 فرص عمل جديدة.والاجراءات في بريطانيا هي الاسرع، اذ تتم في غضون ثلاثة اشهر وبدون الحاجة لمقابلة كما يقول مستشارو التاشيرات، لكنها الاكثر كلفة.يقول احد المستشارين فينسنت تشن: "عادة يكون المتقدمون من رجال الاعمال او المديرين الكبار، ومتوسط العمر ما بين 40 و45 عاما".ولم تغير كندا قواعد وشروط برنامج "المهاجر المستثمر" منذ عام 1991.ويقول تشن: "في ذلك الوقت كان مبلغ 800 الف دولار كندي مبلغا كبيرا من المال، اما الان ومع زيادة اسعار العقارات في بلد مثل شنغهاي لا يرى الناس انه صعب الحصول عليه".واضاف: "لذلك تجد ان عدد من حصلوا على الاقامة الدائمة قد تضاعف".وهناك عوامل اخرى تلعب دورا، فعدد كبير ممن حضروا المؤتمر لهم معارف هاجروا بالفعل.فقد جاء ديفيد لو، المدير في شركة اتصالات وعمره 38 عاما، الى المؤتمر ليتعرف على كيفية الانتقال الى كندا.وبنهاية الجلسة كان يملأ الاستمارات بشغف، ولا غرو في ذلك فبعض اقاربه يعيشون في كندا ولدى زيارته لهم في اجازات تمتع بانخفاض معدل التلوث.ويقول ايضا انه وجد الكنديين "اكثر هدوءا" من الصينيين.وهناك اسباب اخرى تدعوه للذهاب الى كندا: "الناس تكرهك (هنا) اذا كان لديك مال كثير والغني يستغل الفقير".ويضيف: "السبب الاخر هو الرعاية الصحية. لا اظن ان اي شخص مهتم بالانتقال الى الخارج سيهتم بالتكلفة، فما نريده هو الرعاية الطبية الجيدة لديهم".ويخشى بعض الاكاديميين الصينيين من ان الصين تفقد اكثر مواطنيها مهارة وذكاء بالاضافة الى كثير من الاموال.فقد حصل 1823 مستثمر صيني على الجنسية الكندية العام الماضي ضمن برنامج المستثمر المهاجر.وحتى اذا كان هؤلاء استثمروا الحد الادنى المطلوب للاقامة فيعني ذلك استنزاف 700 مليون دولار الى خارج الصين.يقول المدير العام لمركز الصين والعولمة د. وانغ هوياو: "تفقد الصين الموهبة التي تحتاجها. فمع محاولة الصين تطوير اقتصادها وتحويله من ’صنع في الصين‘ الى ’ابتكر في الصين‘ فهي بحاجة الى هؤلاء الناس لبناء البلد".ويعتقد د. وانغ ان كثيرا من الناس يريدون جواز سفر اجنبي لصعوبة السفر بحرية حول العالم باوراق صينية.ولدى دبلوماسي غربي في شنغهاي تفسير اخر لزيادة الطلب على تلك التاشيرات، هو الانترنت.يقول الدبلوماسي ان الانترنت تجعلك تعيش في الخارج دون ان تغادر الصين ابدا.ويضيف: "يمكنك تصفح جريدة الشعب اليوم على الافطار عبر الانترنت وتتعامل في الاسهم في بورصة شنغهاي بضغطة زر، وتتحدث طوال اليوم مع الاقارب مجانا عبر سكايب او تدير عملك عن بعد".