بتـــــاريخ : 7/29/2010 3:04:48 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1167 0


    الـفـصـل الـثـانـي

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : Jarjo | المصدر : www.olympic13.com

    كلمات مفتاحية  :
    الـفـصـل الـثـانـي هاملت المسرحيه
    الـفـصـل الـثـانـي
     
    الاشخاص : مجموعة رجال ونساء وأطفال -طفلة- صوت رجل - صوت أمراة- طفل - نانا - رجل -1 رجل2 - إمرأة 1- إمرأة 2- إمرأة 3- امرأة 4- الكهل - جنود - جلجامش- أنكيدو.‏
    الزمان : مرت عدة شهور.‏
    المكان : الساحة الرئيسية المذكورة سابقا في ف1 -م2- أمام منزل الكهل (قبل إشعال الأضواء وفتح الستارة ضربات إيقاع بطيئة ...تفتح الستارة.... الإضاءة تتدرج في الانخفاض من وسط المسرح... في المقدمة نحو الأطراف ..حتى تصبح حدود المشهد غير واضحة... المجموعة الكبيرة من الناس تتوزع على المسرح بين الوقوف والجلوس قرفصاء وبمجموعات صغيرة غير منتظمة)...‏
    المجموعة : شهر يمر (ضربة ايقاع) شهر..(ضربة) شهر ...(ضربة) اوروك تموت (ضربة) تموت (ضربة) تموت (ضربة).‏
    طفلة : (تتقدم حيث الإضاءة أقوى) ماتت أمي...مزقها جلجامش ...قولوا لي أرجوكم: لماذا ماتت أمي... لماذا اليوم صحوت... كان أبي يبكي.... كنت أظن أن الرجال لا يبكون... لكن أبي كان يبكي... ركضت أبحث عن أمي...ندهت في ارجاء البيت، أمي ...أمي ...أمي ...ازداد بكاء أبي... قال: مزقها جلجامش لأنها رقصت في معبد الاله آنو... أرجوكم ...أرجوكم.... أرجوكم قولوا لي ماذا يعني... جلجامش.... ما معنى مزقها... ما معنى معبد ..... ما معنى إله.... لكن لا تقولوا لي ما معنى أمي... إني أعرفها... لكني لا أجدها.... ماتت أمي... لا أجدها يعني ماتت... وأبي ما زال يبكي ...‏
    صوت رجل : (صرخة قوية) اوروك... أوروك...‏
    صوت إمرأة : (صرخة قوية) اوروك... اوروك...‏
    طفلة : (تتلفت ثم) من يذهب معي... سأذهب إلى النهر لأبكي هناك....‏
    المجموعة : (صرخة قوية جداً) اوروك (ضربة ايقاع) أوروك (ضربة) أوروك (ضربة) تموت (ضربة) (بهدوء) أوروك ( ضربة) تموت (ضربة)‏
    طفل : (يتكلم بصوت كالفحيح وهو يبكي) أبي أوصاني ألاّ أتكلم عن جلجامش أو أذكر اسمه.... لكني سأروي لكم همساً قصة مضحكة عنه... فقد رأيته دون ثياب... نعم رأيت الملك الإله دون ثياب... رأيت مؤخرته.... والمهم هل تدرون كيف...؟... يومها كنا في بيتنا أبي وأمي وأنا وأخوتي... وأبي يقول لأختي وهو يصرخ ويرتجف... هيا إهربي ..هيا إهربي... وعندما فتحت أختي الباب لتهرب ظهر في الباب رجل ضخم فصرخ أبي... جلجامش... وأراد أن يقف في طريقه... فرماه جلجامش على الأرض وداسه بقدمه ...ثم تقدم وحمل أختي إلى السرير مع أن الوقت كان نهارا... كنت أظن أن لا أحد ينام في النهار ثم مزق ثياب أختي... وخلع ثيابه.... و...و... رأيت مؤخرة الملك الإله...‏
    صوت امرأة : (صرخة قوية) اوروك..... أوروك....‏
    صوت رجل : ( صرخة قوية) اوروك..... أوروك....‏
    طفل : بعدها...... وحتى الان لا يزال أبي وأمي يبكيان وأختي تبكي... وأنا أبكي معهم أحيانا ولكن لا أعرف لماذا......‏
    المجموعة : (صرخة قوية) اوروك (ضربة) اوروك (ضربة) اوروك (ضربة) تموت (ضربة) (بهدوء) اوروك (ضربة) تموت (ضربة) تموت (نانا تظهر في المكان الأكثر إضاءة وهي تدور).‏
    نانا : كفاكم أيها الجبناء ...تستحقون أكثر من ذلك....‏
    رجل 1 : (غير واضح بين المجموعة) ماذا نستطيع أن نفعل.... إنه قدرنا.....‏
    نانا : كذب ...الكهنة هم الذين أقنعوكم بذلك..... جعلوكم تستسلمون....‏
    رجل 2 : (غير واضح بين المجموعة) على أي حال جلجامش أقوى من أن يقاوم فلنصمت...‏
    نانا : لا شيء في الدنيا لا يقاوم....‏
    امرأة 1 : (غير واضحة) هل تريدين تقتيل كل الرجال...‏
    امرأة 2 : (غير واضحة) كفانا موتى دون فائدة...‏
    نانا : لانهم ماتوا دون قتال... ماتوا دون فائدة‏
    امرأة 3 : (غير واضحة) لأنك لا تملكين زوجا أو إبنا تتبجحين بمثل هذه الأحاديث‏
    امرأة 4 : (غير واضحة) ثم ماذا فعلت أنت- أو فعل أبوك أو أخوك- حتى تسمحين لنفسك بالكلام بهذه القسوة....؟....‏
    صوت رجل : نعم ماذا فعلت...؟.....‏
    صوت امرأة : نعم ماذا فعلت ....؟......‏
    المجموعة : (أصوات متداخلة) ماذا فعلت...تتكلم مثل أبيها... ماذا فعلت.... لا شيء.... إنها مجنونة ....لأنها لا تملك شيئاً تريد أن تضحي بكل شيء .....إنها مجنونة..... ماذا فعلت غير الكلام...(تدور وهي تنظر في وجوه المجموعة فينخفض صوتهم ثم)‏
    نانا : تريدون أن تعرفوا ماذا أفعل ..؟.... حسنا ..... لم أعمر حجرا في يوم من الايام ...هذا صحيح... لكنني أحاول أن أهدم في نفسي وفي نفوسكم الاساسات القديمة العفنة... ليأتي من يعمر على أساسات جديدة ...قوية ...... حاولت أن أكون.....‏
    (يدخل الكهل والد نانا مسرعا وبلهفة)‏
    الكهل : نانا... نانا... إهربي بسرعة... هيا ..... اهربي بسرعة ..بسرعة..... (تحدق في عينيه بهدوء) أرجوك اهربي... ماذا تنتظرين.... هيا بسرعة.....‏
    نانا : ماذا تنتظر أنت يا أبي...؟... هل حقا تنتظر مني أن أهرب...؟‏
    الكهل : أرجوك لا وقت للجدال الآن... إنه قادم إلى هنا... فاسرعي... لقد جاء دورك بين عذراوات اوروك... فهيا بسرعة أرجوك.....‏
    نانا : لا ...لن أهرب...‏
    الكهل : أتوسل إليك... أتوسل إليك...فلن أستطيع تحمل ما سيحدث....‏
    نانا : إذن إهرب أنت... أما أنا...... فإني أتحمله ولن أتراجع....‏
    الكهل : لم تعامليني بهذه القسوة... لا أطلب منك إلا أن ترحمي الأيام القليلة الباقية من عمري...‏
    نانا : لم يخطر لي أن أقسو عليك يا أبي... ولكني أتساءل عن الايام الباقية من عمري... ماذا أفعل بها..؟ هل أقضيها بالهروب‏
    الكهل : حسنا...إهربي الآن بينما يصل أنكيدو ..لقد أرسلت وراءه وسيصل قريبا.‏
    نانا : إذن سأبقى..... حتى يصل أنكيدو... لا بد لأحد أن يملأ الفراغ حتى يصل الآخر... فالزمن لا يتحمل الفراغ....‏
    الكهل : نانا....‏
    نانا : أبي... يبدو أن كل ما تقوله يقنعني أكثر بالبقاء ....‏
    الكهل : (بالحاح) نانا.....‏
    نانا : أنت تعلم أكثر من كل الناس أن ثمن الهروب غال ومهدور... ومهما يكن ...لن أهرب...فماذا يستطيع ذلك الوحش....؟.... يسحق أوصالي...؟... فليسحقها... سيقهر جسدي..... فليقهره...... ولكني وأنا أسلم جسدي له.... سأحدق في عينيه... سأسحق نفسه المغرورة... أليس فخرا لك يا أبي... أن أول من سيرفع رأسه لينظر في عيني جلجامش... سيكون ابنتك... أليست هذه أفضل خاتمة... لأيامك القليلة الباقية... إني على ثقة أنك عندها ترحل مبتسما فرحا.. كشجرة تأكلها النار.... لكن بعد أن أثمرت... وتركت بذورا ستنبت في الأيام القادمة...(صمت.... يحدق في عينيها وكأنه يودعها... ثم يلتفت ويخطو عدة خطوات) أبي ...ارجوك أن تبقى ...يجب أن تحضر قطف الثمار...أبي مهما اختلفت عنك...فإنني منك...ألا تعتقد يا أبي أنني جزء منك...ولكنه الجزء المقهور في داخلك... والذي كنت تتمنى إظهاره... ولكنك لم تسطع ذلك...‏
    الكهل : نانا ...حاولي أن تنتصري ...حاولي أن تستشهدي لا أن تنتحري......‏
    (تتقدم منه... يضع يده على راسها...)‏
    نانا : (وبعض الدموع القسرية) أبي أرجوك.... لا تسامحني... لا تسامحني... إني أكره هذا ...‏
    (موسيقا تبدأ بضربة قوية... يظهر عدة جنود.... يظهر جلجامش ...الجميع بما فيهم الجنود يبتعدون حتى أطراف المسرح مع إضاءة خافتة جدا... ليشكلوا لوحة من العيون كخلفية للمشهد)‏
    جلجامش : (يتقدم ونانا تحدق في عينيه.... يصل قريبا جدا منها) من علمك أيتها الفتاة- التحديق في عيون الملوك...؟...‏
    نانا : هل تظن أيها الملك العظيم ..أني لا أدفع عمري...ثمنا لنظرة في عيني ...أقوى رجال اوروك..‏
    جلجامش : هل تعرفين أيتها الفتاة...لماذا أتيت إلى هنا...؟...‏
    نانا : ألا تراني أنتظرك....؟,...‏
    جلجامش : إذن تعرفين...‏
    نانا : نعم.‏
    جلجامش : ولم تحاولي الهرب ..‏
    نانا : وهل يراني الاله المقدس.... مجنونة إلى هذا الحد..... حتى أهرب من هذا اللقاء... بل اسمح لي أن أخبرك أنني كنت أستعجل هذا اللقاء....‏
    جلجامش : بدأت تثيرين إعجابي بجرأتك أيتها الفتاة.....‏
    نانا : هذا شرف لن أنساه..... وسأذكر دائما مصدره...‏
    جلجامش : إذن هل تخبرينني لماذا كانت باقي الفتيات يهربن...؟‏
    نانا : ( صمت قصير) هل تحب الضعيف أيها الملك المقدس ...؟‏
    جلجامش : لا... بل أكرهه وأمقته...‏
    نانا : والضعيف يكره القوى ويمقته... ولكن الفرق بينهما... ان القوى لا يمتنع عن لقاء الضعيف كي يسحقه...أما الضعيف فيهرب من وجه القوى.....‏
    جلجامش : ماذا تقولين أيتها المجنونة..إذن لم تهربي لأنك ترين في نفسك القوة كي تواجهيني... بدأت أفهم مقاصدك ايتها الفتاة اللعينة....‏
    نانا : إذن إنظر في عيني أكثر حتى تفهم أكثر...‏
    جلجامش : إخرسي أيتها القذرة...‏
    نانا : ها هي نفسك بدأت تتزعزع من نظرة الاحتقار في عيني....‏
    جلجامش : ستموتين أبشع ميتة شهدتها اوروك...‏
    نانا : لماذا ترتعد أيها الاله... لا تخشَ شيئا... لن أؤذيك...فقط أحاول أن أعيدك إلى حجمك الطبيعي.‏
    جلجامش : إخرسي...‏
    نانا : (تضحك) أنظروا... أنظروا أيها الناس إلى إلهكم كيف بدأ ينهار...‏
    جلجامش : إخرسي...‏
    نانا : أنظروا إليه ...ألا تروه قزما صغيرا...؟‏
    جلجامش : (يحاول استعادة توازنه وهدوئه).... مجنونة...مجنونة... سوف أقطعك إلى قطع بعدد الكلمات السخيفة التي نطقت بها...‏
    نانا : إذن حفظت عدد كلماتي أيها الإله المسكين....‏
    جلجامش : نعم حفظتها.... كما سيحفظ الناس عدد القطع التي سيتناثر بها جسدك اللعين...‏
    نانا : (تتصنع الخوف) هكذا سأموت...؟‏
    جلجامش : (بوحشية) نعم وبيدي بالذات...‏
    نانا : (بهدوء) أما أنت أيها الملك الإله... هل فكرت كيف ستموت... وبيد من ستموت....؟‏
    جلجامش : أنا...؟‏
    نانا : نعم أنت بالذات...‏
    جلجامش : (يضحك بقوة) أتظنين أن من بين هؤلاء الناس من هو قادر على قتلي...؟...‏
    نانا : لك الحق في أن تضحك ...فهؤلاء الناس لا يموتون ولا يميتون فهم في الاصل أموات...‏
    جلجامش : (يصرخ بقوة) إذن.... من قادر على قتلي من ...أنت...؟..‏
    نانا : (نصرخ أقوى منه) نعم أنا...(تحدق إليه فترة ثم تصرخ من جديد) من أنت ...من أنت ...؟ من أنت...؟ هذا السؤال هو قاتلك أن لم تعرف جوابه الحقيقي... وان عرفت جوابه الحقيقي فإنك تموت كما يموت كل البشر...‏
    جلجامش : (يصرخ عاليا) أنا الإله جلجامش ابن الإلهة ننسون....‏
    نانا : (أقوى منه) كذب... كذب... أقنعوك بذلك لأنك ابتعدت عنا... أقنعوك بذلك لكي تفتك بنا ثم تفتك بنفسك....‏
    جلجامش : إنك تستعجلين موتك أيتها المتمردة القذرة...‏
    نانا : أقتلني ...أقتلني وأقتل من الناس من تشاء... إفعل ما تريد. إمنع الهواء عن الناس... جفف ماء الأرض... ..إحبس شمس السماء... ولكن السؤال سيطاردك إلى حافة القبر وكلما هربت من السؤال أبعد ذهبت في موتك أبعد...كلما كذبت في الجواب أكثر إقتربت من نهايتك أكثر... في عز نومك يأتيك السؤال... فتنهض مذعورا وتصرخ من أنا... من أنا ...؟ من أنا.....؟ (بغيظ وهدوء)... أيها الملك لأنك لم تعرف في الماضي من أنت ...فإني أسامحك ولأنك لا تعرف الآن... فإني أسامحك.... ولأنك لن تعرف في المستقبل فإني أسامحك ولكن لأنك لا تريد أن تعرف من أنت...(تبصق عليه) (جلجامش يمتشق خنجره... ينقض ليطعن نانا... فيقف الكهل بينهما رافعا يديه فيرميه جلجامش على الأرض بدفعة قوية من يده... يدخل أنكيدو)....‏
    أنكيدو : جلجامش ...(يتوقف جلجامش...نانا تهتم بوالدها) أبي ...أبي.,... (يلتفت إلى جلجامش) جلجامش إني أتحداك فأرني قوتك أيها الإله... (يرمي جلجامش خنجره باحتقار ويتقدم من أنكيدو ...يتماسكان... ويحاول كل مهما أن يحني ظهر الآخر... (يجري الصراع مع ضربات طبول منتظمة... تمر فترات من التعب يجري خلالها حديث بين أنكيدو وجلجامش) (بعد فترة من العراك.... يدخل أحد رجال الدين).‏
    أنكيدو : أرني قوتك أكثر أيها الإله.‏
    جلجامش : سترى..سترى... عندما أسحقك بقدميَّ أيها العبد الذليل....‏
    (بعد فترة لا بأس بها.. وهما يلهثان...)‏
    أنكيدو : ثق أني سأؤ من أنك إله أن جعلت ظهري ينحني...‏
    جلجامش : لن تتمكن من الايمان لأن موتك سيكون الاسبق( بعد فترة... وبإزدياد التعب....)‏
    أنكيدو : أعترف أن قواى بدأت تخور... ولكن قواك أيضا ليست بأفضل (صمت) (بعد فترة يسقطان على ركبتيهما). أعترف أيضا أنك قوي جدا... ولكن ألا تعترف مع أني إنسان أستطيع مقارعة قوة الآلهة.( بعد فترة تنهار قواهما ويدفع كل منهما الآخر ويسقطان على الأرض... يحدقان ببعضهما... ثم يقترب عدد من الجنود ويرفعون جلجامش عن الأرض... بينما يتقدم أحدهم ليطعن أنكيدو)‏
    جلجامش : توقف أيها الجبان... إنه أقوى من كل الرجال... ولن يموت بيدك أنت... (يفكر) المهم... المهم أن هناك من يجب أن يموت قبله... أو.. أو اكتشف السر...‏
    (يخرج جلجامش وجنوده... ثم يخرج وبشكل ظاهر رجل الدين الذي دخل أثناء العراك.... يزحف أنكيدو باتجاه أبيه.. ويتجمع أهل المدينة ترحيبا به).‏
    إظلام‏

    __________________
    نحن نصنع من أرواحنا خبزاً يأكله الجميع ؛ وبقايا الأيام نقتسمها معاً!!.


    كلمات مفتاحية  :
    الـفـصـل الـثـانـي هاملت المسرحيه

    تعليقات الزوار ()