بتـــــاريخ : 7/24/2010 8:15:24 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1360 0


    أسباب سقوط الدولة الأموية

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : راغب السرجاني | المصدر : www.altareekh.com

    كلمات مفتاحية  :
    أسباب سقوط الدولة الأموية تاريخ

     
    قال الله تعالى: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"..{آل عمران:26}.
     
    حقًا.. لكل أمة أجل، ولكل أجل كتاب.. والمُلك بيد الله تعالى.. يقلب الليل والنهار، فيعزُّ من يشاء بتوفيقه، ويذل من يشاء بخذلانه.. ويرفع من يشاء بقدرته، ويخفض من يشاء بحكمته.
     
    ومن حكمة الله أنه إذا جَارَ الملوك على الرعية، فجار القوي على الضعيف، ولم يؤخذ للمظلوم حقه من ظالمه سلط الله على الملوك من يفعل بهم كفعلهم برعاياهم وضعفائهم سواء بسواء.. وهذه سُنَّةُ الله تعالى منذ قامت الدنيا إلى أن تزول..
     
    فلما قدَّر الله وشاء زوال ملك بني أمية.. هيَّأ لذلك أسبابه، وإذا قدَّر الله أمرًا فلا مردَّ له، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا..
     
    اختلفت كلمة بني أمية، وسارع الناس واجتمعوا على الخليفة العباسي فكان انقراض ملك بني أمية، وبدأ مُلك بني العباس.. ولكن يبقى التساؤل: ما جوانب التقصير التي طرأت على الأمويين فأدت إلى زوال دولتهم؟
     
    وعندما ننظر إلى حقبة الخلافة الأموية نجد أن جميع خلفائهم من لدن معاوية ـ رضي الله عنه ـ إلى آخرهم.. لم يتجاوزوا أربعة عشرة رجلاً..
     
    وعندما نستعرض سير وأدوار حياتهم نجد عدة أسباب اجتمعت عندهم كانت هي الأسباب الحقيقية لسقوط دولة بني أمية وزوال عزهم ومجدهم..
     
    فسقوط دولة الخلافة الأموية هو أمر طبيعي إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الدول كالأفراد والكائنات الحية تمر في أدوار ومراحل مختلفة من نمو وقوة وضعف ثم فناء، وإنما كل دولة تُذكر بمآثرها وبما تتركه من آثار إيجابية..
     
    ومما لا شك فيه أن هذه الدولة الأموية تركت مآثر جليلة تُذكر لها منها:
     
    أنها زادت في مساحة الدولة الإسلامية فامتدت من أواسط آسيا شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، وصبغت هذه المساحة الشاسعة من الأراضي بالصبغة العربية عن طريق تشجيع هجرة القبائل من الجزيرة العربية إلى البلاد المفتوحة حيث استقرت واختلطت بالسكان المحليين، فنتج عن هذا الانتشار العربي نشر اللغة العربية في أنحاء البلاد المفتوحة باعتبارها لغة القرآن ، وكان من عوامل انتشار العربية تعريب الدواوين وضرب النقود العربية الإسلامية..
     
    كما اهتمت بتدوين الحديث النبوي الشريف الذي بدأ في عهد عمر بن عبد العزيز الأمر الذي ساعد على انتشار اللغة العربية بين المسلمين على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم..
     
    هذا وقد سُئِلَ بعضُ شيوخ بني أمية ومحصِّليها عقب زوال الملك عنهم إلى بني العباس: "ما كان سبب زوال ملككم؟
     
     قال: إنا شُغِلْنا بلذاتنا عن تفقُّدِ ما كان تفقدُه يلزمنا فظلمنا رعيتنا فيئسوا من إنصافنا، وتمنوا الراحة منا، وتحومل على أهل خراجنا فتخلَّوا عنا، وخرُبت ضياعُنا فخَلَتْ بيوتُ أموالنا، ووثقنا بوزرائنا فآثروا مرافقهم على منافعنا ، وأمضوا أمورًا دوننا أخفوا علمها عنا، وتأخر عطاء جندنا فزالت طاعتهم لنا، واستدعاهم أعادينا فتضافروا معهم على حربنا، وطلبنا أعداؤنا فعجزنا عنهم لقلة أنصارنا، وكان استتار الأخبار عنا من أَوْكَد أسباب زوال ملكنا"..
     
    الواضح أن التماسك كان لا يزال باديًا على دولة الخلافة الأموية حتى عهد هشام بن عبد الملك، فقد أضاع الأمويون بعد وفاته في عام 125هـ / 743م كل شيء بعدما فقدوا تماسكهم، وكان عهد الوليد الثاني وما اكتنفه من عبث.. إلى جانب الحروب الأهلية التي حدثت بعد مقتله... كل ذلك ساعد في تحطيم ما كان من هيبة للأمويين في قلوب الناس..
     
    وعلى الرغم من أن مروان الثاني كان مقاتلاً شجاعً ، وقائدًا ممتازًا.. إلا أن فرص الإصلاح كانت قد تبدَّدت ، ولم يستطع لمّ شعث الأمويين.. فتفرقوا وذهبت ريحهم..
     
    ويبدو أن لهذا الانحلال الذي سرى في جسم الدولة أسبابًا خاصة ترجع إلى الظروف التي قامت في ظلها، وإلى الآثار الدينية والمعنوية التي أثارتها السياسة الأموية بالإضافة إلى أسباب عامة تكمن في التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي برزت نتيجة التوسع في الفتوحات والاحتكاكات مع الشعوب المجاورة عسكريًا وحضاريًا..
     
    والواقع أن سقوط دولة الخلافة الأموية لا يمكن أن يُعزَى إلى حادث منفرد؛ فلا بد أن تكون هناك جملة أسباب أدت إلى هذه النهاية المحتومة كان من بينها:
     
    تولية العهد لاثنين في وقت واحد!! :
     
    من الأسباب التي أضعفت البيت الأموي وآذَنَتْ بذهاب ريحه تولية العهد لاثنين يلي أحدهما الآخر.. ويبدو أن ما دفع بعض الخلفاء أن يسلكوا هذا المسلك لم يكن إلا تفاديًا لنشوب الحروب الأهلية بعد وفاة الخليفة!.. وقد بذر هذا النهج بذور الشقاق والمنافسة بين أفراد ذلك البيت ، وأورثهم الحقد والبغضاء ، ولا غرو.. فما كان يتم الأمر لأول الأميرين حتى يعمل على إقصاء الثاني من ولاية العهد ، بل تعداهم إلى القواد والعمال.. فإنه لم يكد يتم الأمر لثانيهما حتى ينكل بمن ظاهر خصمه، وساعده على إقصائه من ولاية العهد..
     
    وأول من سَنَّ هذه السنة مروان بن الحكم ، فقد ولى عهده ابنيه عبد الملك ثم عبد العزيز، ولم يأبه بما كان في مؤتمر الجابية حيث بايعوا عبد الملك ثم خالد بن يزيد وعمرو بن سعيد بن العاص ، وكان من أثر ذلك أن خرج عمر بن سعيد على عبد الملك..
     
    سار عبد الملك على سنة أبيه مروان، فقد فكر في خلع أخيه عبد العزيز من ولاة العهد وتولية ابنيه الوليد ثم سليمان، إلا أن وفاة عبد العزيز دون ما كانت تحدثه به نفسه من خلعه، ولم يمنعه ذلك من ارتكاب تلك الغلطة التي أورثت البغض والعداوة بين الأخوين، بل تعدتهما إلى القواد والعمال ، فإن الوليد بن عبد الملك لما ولي الخلافة عمل على خلع أخيه سليمان من ولايته للعهد وجعلها في ابنه عبد العزيز، وكتب بذلك إلى العمال فأجابه الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق، وقتيبة بن مسلم والي خراسان، ومحمد بن القاسم والي السند، وأجزل الوليد العطاء للشعراء للإشادة بفضل عبد العزيز مما أثار روح الكراهية والبغضاء بينه وبين أخيه، فلما ولى سليمان الخلافة بعد وفاة أخيه الوليد انتقم ممن كان لهم يد في خلعه..
     
    وهكذا تطورت المنافسة بين أفراد البيت المالك تطورًا غريبًا ، وأضحت خطرًا على الدولة الأموية ، فقد كان الخليفة ينتقم من القواد والعمال لمجرد اتهامهم بممالأة الخليفة السابق على خلعه..
     
    هكذا بدأ سليمان عهده بالانتقام من كبار القواد وخيرة العمال والتشفي منهم، وكان من حسن حظ الحجاج أن مات قبل الوليد. على أن ذلك لم يصرف سليمان عن الانتقام من أهل بيته ، فقد أمر يزيد بن المهلب وكان عدو الحجاج الألد، وصالح بن عبد الرحمن أن يذيقا آل الحجاج أشد صنوف العذاب، كذلك انتقم سليمان من محمد بن القاسم ذلك القائد العظيم الذي بسط نفوذ الدولة على الهند والسند، وكذلك كان نصيب قتيبة بن مسلم الذي بسط نفوذ الدولة في بلاد ما وراء النهر..
     
    ظهور روح العصبية:
     
    ظهرت روح العصبية بين القبائل العربية عقب وفاة يزيد بن معاوية غير أنها لم تكن من الشدة بحيث تؤثر في انحلال الحزب الأموي الذي ظل حافظًا لكيانه كحزب سياسي يناضل خصومه من الأحزاب الأخرى إلى أن كانت خلافة عمر بن عبد العزيز التي تعتبر فترة انتقال بين حال القوة والتماسك وحال الضعف والتفكك الذي اعترى ذلك الحزب ، فقد كان عمر صالحًا عادلاً قضى فترة خلافته في إصلاح ما أفسده من سبقه من خلفاء بني أمية حتى نال رضاه جميع العناصر الثورية ، فلم يتعصب لقبيلة دون أخرى ، ولم يوِّل واليًا إلا لكفايته وعدالته، سواء أكان من كلب أو من قيس، فسكنت في عهده الفتن التي كانت تنتاب الدولة وتكاد أن تذهب بريحها..
     
    فلما توفى عمر بن عبد العزيز خلفه يزيد بن عبد الملك، فاستقبل بخلافته فتنة كان لها أسوأ الأثر في حزب بني أمية، وكانت هذه الفتنة في الواقع نزاعًا بين عرب الشمال وعرب الجنوب أو بين مضر واليمن، ولما كان الخليفة من عرب الشمال لم يتورع عن خوض غمار تلك الفتنة..
     
    وكانت هذه الفتنة سببًا في القضاء على أفراد بيت المهلب بن أبي صفرة، فقد قُتِلَ بعضُهم في الحرب، وحمل بعضهم في الأغلال إلى يزيد بن عبد الملك فأمر بهم فقتلوا جميعًا..
     
    وقد أخلصت أسرة المهلب في خدمة بني أمية، فأبلى هو وأبناؤه في حرب الأزارقة من الخوارج بلاءً حسنًا، كما حارب أهل خراسان والخزر والترك، وخلفه أبناؤه فكانوا مثله في الشجاعة والنُّبل والفضل ، فمدحهم الشعراء ، وتغنَّى بفضلهم الركبان، وقصدهم الشعراء وذوو الحاجات، فأجزلوا لهم العطاء، ووصلوهم بالصلات الجمَّة، فعظم أمرهم ، وبعد صيتهم ، ونبه شأنهم ، فكانوا غُرَّة في جبين الدولة الأموية ، كما كان البرامكة في دولة بني العباس؛ لذلك لا ندهش إذا انحاز إليهم العنصر اليمني الذي أصبح منذ ذلك الحين خطرًا يهدد كيان حزب بني أمية، وقد زَجَّ يزيد بنفسه في تلك العصبية التي عادت سيرتها الأولى يوم مرج راهط، وأخذ الخلفاء يعملون على توسيع مسافة الخلاف بين هذين العنصرين اللذين كانا عصب دولتهم ومصدر قوتهم، فنراهم ينضمون إلى القيسية حينًا وإلى اليمنية حينًا آخر..
     
    كان طبيعيًا بعد هذه الحاثة أن يأخذ يزيد جانب القيسيين، فولَّى أخاه مسلمة -الذي قضى على ثورة يزيد بن المهلب- على المشرق، ثم ولى عمر بن هبيرة وهو قيسي واصطبغت الدولة كلها بالصبغة القيسية المضرية ، وأصبح العنصر اليمني ضعيفًا لا يملك من الأمر شيئًا..
     
    ولما توفي يزيد بن عبد الملك وخلفه أخوه هشام، رأى أن القيسية قد علت كلمته، فخاف ازدياد نفوذها على الدولة، فعمل على التخلص منهم والانحياز إلى اليمنية ليعيد التوازن بين العنصرين: اليمني والقيسي، فعزل العمال المضريين وولى مكانهم بعض اليمنين؛ فولى خالد بن عبد الله القسري على العراق، وولى أخاه أسدًا على خراسان؛ وبذلك أخذ العنصر اليمني يستعيد قوته ، وأخذ العنصر القيسي في الضعف، وتعصب خالد وأخوه لليمنية فأخذوا ينتقمون من المضريين..
     
    على أن هشامًا لم يتبع سياسة ثابتة بإزاء القبائل المختلفة، فإنه بعد أن انحاز إلى جانب اليمنيين لم يلبث أن تحول عنهم إلى المضريين وولى منهم العمال؛ فولى يوسف بن عمر الثقفي العراق، ونصر بن يسار خراسان، وكذلك فعل في بلاد الأندلس..
     
    وكان مقتل خالد بن عبد الله القسري زعيم اليمنية من أقوى الأسباب التي عجَّلت بسقوط حزب بني أمية، فإن اليمنية الذين لم ينسوا للدولة قضاءها على آل المهلب فُوجِئوا بقتل زعيمهم خالد بن عبد الله لاتهامه بممالأة العلويين وإغداقه عليهم حتى خرج زيد بن علي زين العابدين، كما اتهم بالزندقة والإلحاد فعادت القلاقل سيرتها الأولى، وعمل اليمنية على التخلص من سيادة الأمويين..
     
    ولزم الوليد بن يزيد بن عبد الملك جانب المضريين لأن أمه كانت منهم ، وأقصى العنصر اليمني، فأثار ذلك عوامل السخط والغضب في نفوس اليمنية عليه بعد أن قتل زعيمهم وأقصاهم من مناصب الدولة؛ فأخذوا يدبرون المكائد لقتله وسخط عليه عامة الناس، فانتهز اليمنيون هذه الفرصة وثاروا عليه، وانضم إليهم يزيد بن الوليد بن عبد الملك الذي كان يُظهِر التنسك والتواضع، فقتلوه في جمادى الآخرة 126هـ وبايعوا يزيد..
     
    ولم يضع قتل الوليد حدًا للنزاع الذي قام بين أفراد البيت الأموي ، وظهر بين العنصرين اليمني والمضري ، بل ساعد على تفاقم ذلك النزاع؛ فإن يزيد لم يكد يعتلي عرش الخلافة حتى أخذ بسيرة أسلافه فانضم إلى اليمنيين ولزم جانبهم، وأخذ يولي العمال منهم لأنهم ساعدوه على الوصول إلى الخلافة..
     
    وأطلق اليمنيون يدهم في الإساءة إلى المضريين الذين ثارت ثائرتهم، فأشعلوا نار الثورة في حمص، وانضم إليهم يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية وغيره من أفراد البيت الأموي، كما ثاروا في فلسطين بزعامة يزيد بن سليمان بن عبد الملك، وحذا أهل الأردن حذوهم بزعامة محمد بن عبد الملك ، غير أن يزيد بن الوليد استطاع بمساعدة اليمنيين أن يتغلب على هؤلاء جميعًا فأخضعهم ، وزج بزعمائهم من أهل بيته في أعماق السجون..
     
    ثم توفي يزيد بعد أن حكم ستة أشهر (126 هـ) فولي الخلافة بعده أخوه إبراهيم، وكان يزيد قد عهد إليه بالخلافة التي فقدت ما كان لها من هيبة في نفوس المسلمين، ولم يلقَ إبراهيم الاحترام الذي كان لمن سبقه من الخلفاء ، حتى كان الناس يسلمون عليه بالخلافة تارة وبالإمارة تارة أخرى، وطورًا لا يسلمون عليه بواحدة منهما..
     
    سار مروان بجنوده من الجزيرة يريد الشام مطالبًا بدم الوليد بن يزيد، وتظاهر بعزمه على إعادة الخلافة إلى ابنه إبراهيم وسرعان ما انضمت إليه القيسية لمناهضة اليمنية التي دبرت مؤامرة لقتل الوليد، فأخذ إبراهيم يحشد الجيوش لقتال مروان بن محمد عامل الجزيرة وأرمينية ، ولكن مروان كان قائدًا شجاعًا حنكته الحروب مع الخزر والترك فاستطاع أن يتغلب على جنود إبراهيم ، وهزمهم شر هزيمة ودخل الشام ، وفرَّ إبراهيم وكثير من أنصاره..
     
    وكان مروان يريد أن تكون الخلافة في وَلَدِ الوليد، ولكن اليمنيين عمدوا إلى ابني الوليد فقتلوهما في السجن خوفًا من أن يليا الخلافة فيقتصا منهم، وشهد محمد السفياني بأنهما جعلا الخلافة من بعدهما لمروان، ثم قال السفياني لمروان: ابسط يدك أبايعك، فبايعه وتبعه أهل الشام، وبذلك أصبح مروان خليفة المسلمين عام 127 هـ وفي عهده ثارت روح العصبية في جميع أنحاء الدولة الأموية ، وتقوَّض بناء البيت الأموي وأَشْرَفَ على الزوال.
     
    على أن مروان سار سيرة سلفه فتعصب للقيسية ، وطالب اليمنية بدم الوليد الذي قتلوه انتقامًا لخالد بن عبد الله القسري فانتفض أهل حمص بزعامة ثابت بن نعيم ، وانضم إليهم أهل تدمر برئاسة الأصبغ بن ذؤالة الكلبي غير أن مروان استطاع أن يتغلب عليهم ويهزمهم ؛ فأرسل مروان جيشًا أحلَّ بهم الهزيمة وقتل يزيد؛ فخلصت له دمشق ، وحذت اليمنية حذوهم في فلسطين، فأرسل إليهم مروان جيشًا قضى عليهم..
     
    ولم يكد الأمر يستتب لمروان في بلاد الشام حتى خرج عليه بها سليمان بن هشام بن عبد الملك، ودعا أهلها إلى خلعه فانضمت إليه اليمنية فسار إليه مروان وهزمه بعد حروب طويلة، وفرَّ سليمان إلى العراق وانضم إلى الخوارج لمناوأة مروان، كما انضم إليه عبد الله بن عمر بن عبد العزيز..
     
    هذه هي حال العصبية في الشام وقد ساعد على قيام الثورة فيها أن أكثر أهلها كانوا من العنصر اليمني، وربما كان ذلك هو السبب الذي حدا مروان إلى عدم اتخاذها مقرًا لملكه، والانتقال إلى الجزيرة حيث أقامت القيسية الذين كانوا عماد دولته..
     
    وأما بلاد العراق فإن الحالة لم تكن فيها أحسن مما كانت عليه في بلاد الشام ، فقد اشتعلت نار العصبية في هذه البلاد حتى ظهر الضحاك بن قيس الخارجي الذي استولى عليها، كما استولى فريق من الخوارج على بلاد اليمن والحجاز بقيادة المختار بن أبي عبيدة..
     
    وهكذا أصبحت البلاد مرتعًا للفتن والاضطرابات، وشغل إخمادُ هذه الفتن مروانَ، فلم يلتفت إلى خراسان وما كان يجري فيها من بثِّّ الدعوة العباسية التي اشتد أمرها وعظم خطرها، ولم يلبث أن باغتته الرايات السود من خراسان ، وطاردته وقضت على جيشه ؛ ففر إلى مصر حيث أدركه عبد الله بن علي العباسي ثم أخوه صالح بن علي الذي قتله 132 هـ، ويعتبر القضاء على بني أمية قضاء على نفوذ العرب الذين كان الأمويون يعتمدون عليهم دون سواهم..
     
    انغماس بعض الخلفاء في الترف:
     
    كان لانصراف بعض خلفاء بني أمية إلى حياة البذخ الترف اللذين أخذوهما عن البلاط البيزنطي أثر كبير في سقوط دولتهم، فقد اشتهر يزيد بن معاوية بحبه للّهو..
     
    أما يزيد بن عبد الملك فإنه لم يكن أحسن حالاً من يزيد بن معاوية ، فقد كان كما ذكر البلخي صاحب كتاب "البدء والتاريخ" صاحب لهو فقد شغف بجارية تسمى حبابة واشتهر بذكرها، كذلك اشتهر ابنه الوليد باللهو والمجون وكان شاعرًا مجيدًا له أشعار كثيرة في العتاب والغزل..
     
    تعصب الأمويين للعرب:
     
    كانت الدولة الأموية دولة عربية لحمًا ودمً، ومن ثَمَّ تعصب الأمويون للعرب والعروبة، وأخذوا ينظرون إلى الموالي نظرة الاحتقار والازدراء، بما أيقظ الفتنة بين المسلمين ، وبعث روح الشعوبية في الدولة الإسلامية، وكان منشأ تلك الحركة اعتقاد العرب أنهم أفضل الأمم ، وأن لغتهم أرقى اللغات..
     
    وإذا نظرنا إلى حركة الشعوبية ألفيناها حربًا سلمية اشتبكت فيها الألسنة والأقلام اشتباكًا لا يقل أثرًا عن اشتباك الأسنة والرماح، وترجع هذه الحركة ـ على ما يظهر ـ إلى الوقت الذي دخل فيه العرب بلاد الفرس وغيرها من بلاد الأعاجم، ولما جاء الأمويون حملوا لواء هذه الحركة طوال خلافتهم، وانحازوا إلى العرب ولم يساووا بينهم وبين الموالي، فأجمع هؤلاء أمرهم وثاروا على الأمويين في عهد عبد الملك بن مروان، فأرسل إليهم الحجاج بن يوسف الثقفي ليقضي على حركاتهم..
     
    ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أمر عماله بوضع الجزية عمن أسلم سواء كان عربيًا أو غير عربي، ولقد نجحت سياسته في حياته، ثم تبدلت الحال بعد وفاته، فعاد الأمويون يفرقون في المعاملة بين العرب والموالي.
     
    فلا عجب إذا أثارت هذه المعاملة حنق الموالي وسخطهم على الأمويين، وأخذوا يتلمسون الفرص للإيقاع بهم، فانضموا إلى المختار ثم إلى الخوارج ، واشتركوا في فتنة عبد الرحمن بن الأشعث ، كما ثاروا مع يزيد بن المهلب للقضاء على هذه الدولة، فلما نشط دعاة العباسين انضموا إلى الدعوة العباسية لينالوا حقوقهم المهضومة، وقد فطن العباسيون إلى ما كان يضمره الموالي لبني أمية ودولتهم من كراهة فاستعانوا بهم في نشر الدعوة لهم..
     
    انقلاب الخلافة الإسلامية إلى الملك العضوض:
     
    فبعد أن كان الخليفة يُختار من مجموع المسلمين أو من أهل الحل والعقد بعد توافر عدة كفاءات به، وعلى رأسها الجانب الديني من التقي والصلاح، أصبحت الخلافة ملكًا يرثه الابن من أبيه، والأخ من أخيه، ومن استطاع الغلبة..
     
    تخلِّي خلفاء بني أمية عن القيادة الدينية:
     
    كان من صميم عمل الخليفة الحج بالناس والإمامة في الأعياد والجمع والصلوات إلا إذا طرأت له الأعذار من مرض أو نحوه..
     
    وهذه القيادة الدينية كانت تقرب الخليفة من الرعية، وتشعرهم بقربه منهم، وحرصه على سلامة دينهم، وتقرب طائفة العلماء والزُّهَّاد من الخليفة فتصلح الدنيا والدين معًا..
     
    فكان خلفاء بني أمية في بدء عهدهم يَؤُمُّون الناس، فخلف من بعدهم من أخَّر في إقامة الصلوات، ثم ازداد الأمر سوءًا عندما تخلى الخلفاء عن القيادة الدينية وأنابوا عنهم الولاة والأمراء..
     
    ويتمثل المنصب الديني ـ أيضًا ـ في القيام بدور القضاء، والفصل بين الناس في الخصومات، وكان خلفاء بني أمية يباشرونه بأنفسهم في بدء خلافتهم، ولا يجعلونه إلى أحد سواهم ، إلا إذا شغلوا بجهاد أو نحوه من الأمور العظام..
     
    فلما طال الزمان ترك الخلفاء القضاء للأمراء، والذين بدورهم أنابوا غيرهم، مما أضعف من شخصية الخليفة في أعين الرأي العام..
     
    بغض الكثيرين من الرعية لبني أمية:
     
    وقع بعض خلفاء بني أمية في بعض الأخطاء القاتلة التي جلبت لهم سخط الكثيرين من الرعية من أمثلة ذلك: موقف يزيد بن معاوية من الحسين ـ رضي الله عنه ـ وما نشأ عنه من قتل الحسين، وموقف عبد الملك بن مروان من آل الزبير، وقتاله لعبد الله ومصعب ابني الزبير حتى قتلا..
     
    فقد ظهرت الشيعة وغيرها واجتمعوا على مناوأة الأمويين، والكيد لهم، وليس خروج المختار وتتبعه لقَتَلَة الحسين ـ رضي الله عنه ـ وقتلهم شر قلة إلا مثلاً من تلك الأمثلة على تغلغل الشعور بالبغض والسخط في قلوب الكثيرين من الرعية..
     
    تأخر رواتب الجند في بعض الأحيان:
     
    الجندي ما هو إلا سلاح الحاكم ضد الخارجين على الشريعة، والدرع الواقي للدولة الإسلامية ضد أعدائها فإن أُعطِيَ ما له من عطاء كانت طاعته حاضرة، وإذا العطاء مُنِعَ تذمر وتخاذل، وتواطأ وتأمر..
     
    وهذا ما حدث بالفعل في عهد بعض خلفاء بني أمية، وعلى الخصوص في أواخر عهدهم في خلافة مروان بن محمد حيث قلَّت الأموال، وتوقف الكثير من الأقاليم عن إرسال الأموال إلى دار الخلافة لسقوط تلك الأقاليم تحت راية الخوارج، وقد سُئِلَ شيخ من شيوخ بني أمية بعد زوال دولتهم عن أسباب زوال ملكهم فقال:.... وتأخر عطاء جندنا فزالت طاعتهم لنا، واستدعاهم عدونا فظاهروه على حربنا"..
     
    النزاع بين أبناء البيت الأموي:
     
    كان الملك موضع حديث بين أبناء البيت الأموي منذ زمن طويل، فقد شكت رملة بنت معاوية بن أبي سفيان إلى أبيها ما دار من حديث بين مروان بن الحكم وزوجها عمرو بن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ عندما جاء مروان يعوده من مرض ألمَّ به، ومنه أن مروان قال لعمرو: "إنما ولي معاوية الخلافة بذكر أبيك، فما يمنعك من النهوض لطلب حقك فنحن أكثر من آل حرب عددًا".. وما زال مروان يَعُدُّ فضلَ (كثرة وزيادة) رجال بني أبي العاص-قوم مروان وعمرو-على بني حرب-قوم معاوية-حتى تمنت رملة أن ولديها عثمان وخالدًا من عمرو بن عثمان ماتا..
     
    فكان معاوية ـ رضي الله عنه ـ يستعين بمروان بن الحكم وسعيد بن العاص في الولاية على الحجاز دون غيرها لما يراه من طموحهما وتطلعهما إلى الخلافة، يداول ويغري بينهما في الولاية ليأمن مكرهما، ولم يحتج معاوية ـ رضي الله عنه ـ في مدافعته إياهم عن الملك إلى امتشاق السيف وظل بنو حرب يتقدمون بني أمية في قيادة الأمة حتى خلا منصب الخلافة منهم عام 64هـ، فاختار أهل الحل والعقد من أهل الشام مروان بن الحكم خليفة بإزاء عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ الذي بويع له بالخلافة خارج الشام، وقدموا مروان على خالد بن يزيد بن معاوية الذي كان صغيرًا، وهكذا خرجت الخلافة من آل أبي سفيان بن حرب إلى بني مروان بن الحكم من غير أن تُراقَ قطرة دم، ولم يقم آل أبي سفيان بمغالبة المروانيين على الملك، ولعلهم رضوا من الخلافة بحظهم الفائت منها بعد ما رأوا تحول أهل الشام عنهم إلى المروانيين..
     
    وثار عمرو بن سعيد بن العاص الملقب بالأشدق، وأغلق دمشق في وجه عبد الملك بن مروان ، ولكن عبد الملك نجح في السيطرة على الثورة بقتل عمرو بن سعيد ، واستغل خطر عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ في تجاوز هذه الفتنة..
     
    ولم يُهج آل عبد الملك -أثناء حكمهم- أحدًا من بني أمية إلا ما كان من أمر ولاية العهد فقد روي أن عبد الملك بن مروان همّ أن يخلع أخاه عبد العزيز بن مروان ويعقد لابنيه الوليد وسليمان وتردد في ذلك، وكان هناك من ينهاه ومن يشجعه، ولكن موت عبد العزيز أغلق باب الشر..
     
    كما حاول الوليد بن عبد الملك أن يعزل أخاه وولي عهده سليمان ويجعل ابنه عبد العزيز مكانه، وأطاعه بعض رجال دولته، ولكنه لم ينجح..
     
    وحاول هشام بن عبد الملك أن يعزل ابن أخيه الوليد بن يزيد بتهمة الفسق والمجون ويولي ابنه مكان،ه ولكنه لم يفلح في ذلك أيضًا وحتى عام 125هـ وهو العام الذي توفي فيه هشام بن عبد الملك لا نجد المروانيين يبلغ لهم الخلاف على الملك حدَّ النزاع الدموي..
     
    فلما قام الوليد بن يزيد بالخلافة لم يستعمل أحدًا من آل الوليد بن عبد الملك وجفاهم ، واشتد عليهم وعلى بعض بني عمه، ثم جعل الخلافة من بعده في ولديه الحكم وعثمان، فقام آل الوليد بن عبد الملك بالعمل ضده وكان رأسهم في هذا الوجه يزيد بن الوليد بن عبد الملك، ومعه منهم ثلاثة عشرة رجلاً، ولما بلغ جمع يزيد عسكر الولاية دعوهم إلى الكتاب والسنة وجعل الأمر شورى، وأخذوا يستميلونهم بالمال والولايات، فضعف أمر الوليد وقتل..
     
    فثار أهل حمص والأردن وفلسطين الذين دعوا إلى الطلب بدمه وثروا على يزيد رغم إظهار يزيد التنسك وتذرعه بالدين في قتل الوليد..
     
    ولكن قيام يزيد بقتل ابن عمه الوليد وجلوسه مجلسه في الخلافة، وضع سلطان بني أمية في قفص الاتهام ورفع عنه أستار المهابة، ودفع بهم إلى السقوط ، وبعد أن كانت الخلافة تؤخذ بعهد من الخليفة القائم وبيعة الأمة أخذت هذه المرة بالقوة، وتحركت في مروان بن محمد أمير الجزيرة وأرمينيا وأذربيجان وقائد جيوش ثغورها أحاسيس الملك والسلطان ، وصار يرنو بنظره إلى دمشق.. فسار مروان بن محمد من الثغور إلى دمشق، وأظهر أنه يأخذ بثأر الوليد بن يزيد، ويعيد الخلافة في ولده فآزره أهل حمص ثم استوى على كرسي الخلافة، وأبعد بني عبد الملك الذين مضت الخلافة فيهم قرابة ستين عامًا، وهو ما لم يرضه أكثر الناس الذين كانوا حتى مقتل الوليد بن يزيد يوالون بني أمية..
     
    ففي الشام عارض أهل الغوطة وتدمر وحمص وفلسطين وغيرهم مروان بن محمد، واضطر مروان لإخضاع من ثار منهم أن يخوض معهم حروبًا قاسية سالت فيها الدماء وقتل الكثير، وقاد بعض فصولها ضده بعض بني عبد الملك بن مروان مثل: سليمان بن هشام بن عبد الملك، وبعد صراع مرير امتد نحو ثلاث سنين خرج مروان منه منتصرًا على خصومه ومخالفيه وبدت الأمور منقادة له، كشفت معركة الزاب أن صف مروان في هذه المعركة لم يكن موحدًا فقد ظهر التردد والتواكل بين جند مروان ، وبدا السيف وإن صنع الخضوع والانقياد عاجزًا أن يزرع المحبة والولاء في النفوس، والتضحية والوفاء والإخلاص في القتال، فهُزِمَ مروان بن محمد وفَرَّ إلى مصر؛ فتتبعه العباسيون وقتلوه في قرية بوصير بمصر وانتهت بمقتله الخلافة الأموية عام 132 هـ / 750 م وقامت الدولة العباسية..
     
    الخلافات المذهبية:
     
    كان الخلاف حول موضوع الخلافة أحد الأسباب التي أدت إلى إضعاف الدولة الأموية ومن ثَمَّ زوالها، والمعرف أنه وجدت في العصر الأموي أربع جماعات في الميدان السياسي:
     
    الأول: أنصار بني أمية وأغلبيتهم من السنة..
     
    الثانية: أنصار العلويين من الشيعة الذين حصروا الخلافة في نسل علي بن أبي طالب ، وقد حملوا لواء المعارضة طيلة العصر الأموي إلا أنهم مُنُوا بالفشل، وقد أدى فشلهم هذا إلى تحويل حركتهم إلى عقيدة دينية عاطفية شبه باطنية، وأن يختفوا في المناطق البعيدة عن مركز الخلافة حتى تسنح لهم فرصة الظهور..
     
    الثالثة: جماعة الخوارج الذين لا يؤمنون بالوراثة كأساس لنظام الحكم ، ولا يرون حصر الخلافة في جنس معين أو بيت معين، بل يعتقدون أن الخلافة للأمة يكون الاختيار فيها هو الأساس، كما أعلنوا غضبهم واشمئزازهم من شرور الحكام ومطامعهم، لهذا كانت هذه الجماعة معارضة للخط الأموي، وقد اشترك أفرادها في الفتن التي قامت ضد الدولة الأموية، كما انتشر عدد كبير منهم في المناطق البعيدة عن مركز الخلافة بدمشق..
     
    الرابعة: جماعة العباسيين الذين دخلوا ميدان السياسة في أواخر العصر الأموي لينافسوا الأمويين والشيعة معًا، ويبدو أن هؤلاء كانوا أكثر براعة في دعوتهم وأساليبهم من الشيعة؛ فأقاموا تنظيمًا سريًا انتشر بسرعة في النصف الشرقي من دولة الخلافة الأموية عن طريق خلاياه السرية..
     
    وقد أدَّى هذا الخلاف إلى اصطدامات دامية، شغلت جانبًا كبيرًا من نشاطات الأمويين وأنهكتهم، وكانت تعبيرًا عن استياء أكثر من فئة في المجتمع الإسلامي من حكمهم، وغدت بعد ذلك عنصرًا مهماً من عناصر المعارضة، استُغِلَّ اسمُها ليكون الواجهة الدينية للشعارات التي طرحها دعاة بني العباس..
     
    انتشار الدعوة العباسية:
     
    في الواقع أن انهماك مروان بن محمد في إخماد الثورات والفتن شغله عن الاهتمام بما كان يجري في المشرق ، خاصة في خُرَاسان التي كانت مركزًا للدعوة العباسية، وقد انتشرت في المنطقة انتشارًا واسعًا، واستقامت الأمور فيها لبني العباس، مما أدى إلى اقتناع الدعاة العباسيين بأن الوقت قد حان للجهر بها، وفعلاً حصل هؤلاء الدعاة على موافقة إبراهيم الإمام الذي كان يعيش في الحميمة على الجهر بالدعوة والخروج على الأمويين، وقد تولى أبو مسلم الخراساني الذي أضحى رئيسًا للدعوة في خراسان أخذ البيعة تحت شعار "البيعة على الرضا من آل محمد"..
     
    فالتف الناس حول الدعوة العباسية ، وسيطر أبو مسلم الخراساني على خُراسَان سيطرة تامة، ثم دخلت القوات العباسية مدينة الكوفة بقيادة حميد بن قحطبة في شهر ربيع الأول عام 132 هـ وسلَّم الأمر إلى أبي سلمة الخلال الذي أضحى وزير آل محمد..
     
    وبويع في الكوفة لعبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس المعروف بأبي العباس، وقد كان أخوه إبراهيم الإمام قد عَهِدَ إليه بأمر الدعوة عندما قضى عليه مروان بن محمد بعدما افتضح أمره ليصبح أول خليفة عباسي..
     
    وبعد أن تم له الأمر في العراق أرسل جيشًا بقيادة عمه عبد الله بن علي التقى بجيش مروان بن محمد علي نهر الزاب - وهو أحد فروع نهر دجلة - ودارت بين الجيشين الأموي والعباسي رحى معركة عنيفة في شهر جمادى الآخرة عام 132 هـ / 750م استمرت أحدَ عشرَ يومًا، وانتهت بهزيمة مروان وفراره إلى قرية بوصير في منطقة الفيوم بمصر، وهناك داهمته في الليل قوة عسكرية عباسية فقاوم مروان حتى خَرَّ صريعًا ، وانتهت بمقتله أيام دولة الخلافة الأموية ، وكان ذلك في عام 132 هـ / 750 م وقامت على أنقاضها دولة الخلافة العباسية.
    المصدر : موقع قصه الإسلام

    كلمات مفتاحية  :
    أسباب سقوط الدولة الأموية تاريخ

    تعليقات الزوار ()