لا تزال أصداء جريمة مقتل عجوز علي يد نجله داخل مسجد في قرية الميمون ببني سويف تلقي بظلالها الكئيبة علي القرية الهادئة التي نادراً ما تشهد مثل هذه الجرائم ولا تزال الدهشة الممزوجة بالألم والفزع تسكن أعين الأهالي.
«الدستور» التقت زوجة القتيل وتدعي راضية جابر «50 سنة» التي قالت إن نجل زوجها سيد عبدالحميد «30 سنة» أكد لهم في يوم الحادث أنه يعد لهم مفاجأة رغم أنه كان طبيعياً جداً، كما هددها بقتل أولادها، وقال لها سوف أحرق قلبك عليهم جميعاً.
وأضافت: إن والده لم يحصل منه علي أي أموال، وأنه كان ينفق أمواله علي نفسه وكان دائماً يردد أنه عايش دون هدف «مستبيع» ولا ندري إن كان عاقلاً أم لا. وتابعت: أن سيد «القاتل» ولد وحيداً بين 4 إخوة غير أشقاء وتزوجت أمه من رجل آخر وكان يجلس في منزل أبيه بمفرده.
وتحكي عن ليلة الحادث فتقول إنها اعتادت الجلوس علي ترعة الإبراهيمية لبيع الخضار، حيث كان زوجها غير قادر علي العمل لكبر سنه وكان يجلس بجوارها قبل الحادث بدقائق وعندما ذهب لأداء صلاة المغرب فوجئت بأنهم يقولون إن سيد ضرب والده فقلت جائز أنه ضربه بعصا أو غيره ولكن المفاجأة أنه ذبحه بسكين. وتؤكد أن والده عرض عليه الزواج أكثر من مرة إلا أنه كان متأثراً منذ فرح شقيقه الأصغر وكان يقول لوالده أنا هاشرب من دمك.
في حين أكد راضي عبدالمنعم «40 سنة» ـ مدرس وأحد شهود العيان علي الجريمة ـ أن المتهم ليلة حدوث الجريمة سهر حتي الصباح وقال لأصدقائه إنه يخبئ مفاجأة ففاجأ الناس بقتل أبيه، وأضاف: الغريب في الأمر أن الشاب قام بتمثيل الجريمة أمام النيابة، وكان طبيعياً جداً ولم يبد أي ندم علي قتل والده. وأكد محمد حازم «30 سنة» أن الشاب عندما قتل أباه قال له والده حرام عليك هتقتل أبوك، فقال له هاقتلك وأسلم نفسي ولم يهرب، وإنما حمل السكين التي نفذ به الجريمة ودار علي أهل القرية، وهو في حالة هيستيرية وهو يهتف «قتلت أبويا.. قتلت أبويا» وتوجه إلي «النقطة» بالقرية ليسلم نفسه فلم يصدقوه حينما أخبرهم لأنه كان مضطرباً فذهب إلي مركز شرطة الواسطي وسلم نفسه هناك واعترف بجريمته.
وأضاف: أن والدته كانت تعاني منه بسبب عقوقه لها حيث قام بحرق ملابسها قبل ذلك وكان علي خلاف دائم معها حيث تركته وعمره 5 سنوات وتزوجت من غيره ومنذ ذلك الحين وهو يعيش بمفرده دون أن يرعاه أحد فهو يعيش في عزلة.
وأدلي القاتل باعترافاته أمام خالد حسن ـ مدير نيابة مركز الواسطي ـ تحت إشراف المستشار حمدي فاروق ـ المحامي العام لنيابات بني سويف ـ وبرر جريمته بأن والده كان يميز أشقاءه عنه ويأخذ منه نقوده بدعوي أنه يخشي ضياعها منه ويقوم بادخارها له حتي يتزوج.
وأضاف المتهم في تحقيقات النيابة أن والده زوج أشقاءه الثلاثة الأصغر منه، وأنه رفض تزويجه بحجة أنه مريض نفسي، وفجر المتهم مفاجأة بقولة إن والده تقدم ببلاغ إلي مركز شرطة الواسطي، مطالباً بإيداعه مستشفي الأمراض العقلية، وأن الشرطة ألقت القبض عليه وتم عرضه العام الماضي علي أطباء مستشفي الأمراض العقلية، وأن المستشفي أكد أنه لا يعاني أي مرض نفسي.