بتـــــاريخ : 7/24/2010 2:49:19 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1231 0


    أحبه . . ولكني لستُ ضحية

    الناقل : SunSet | العمر :36 | المصدر : saaid.net

    كلمات مفتاحية  :


    كثيرةٌ هي القصص و الحكايات التي نقرأها عن ما يحصل في ذلك العالم الإفتراضي ( النت ) .
    لا تخلو من مصيبة أو نائبةً . . . كلها تنمُّّّ عن عالمٍ مظلمٍ موحش . . . يسوده الغدر . . . تلفهُ الفتن . . . وتحيط به من كل ناحية إغراءات و شهواتٌ و زخارف .
    فهذا الشيخ أصبح من عشاق المواقع الإباحية . .

    وهذه الداعية وقعت ضحيةً شاب ذئب . .
    وتلك الفتاة أدمنت الشات . .
    وهذا الشاب أصبح فاسداً . .
    وذاك و تلك وهم وأؤلئك . . . . كلهم سقطوا
    و انحرفوا . . و ضلّوا .

    هذا ما نسمعه عن عالم النت دائماً ،

    و ها أنا الآن . . لأقص لكم أيضاً قصتي مع الشبكة العنكبوتية !

    فلستُ أقلّ حظاً ممن سنحت لهم الفرصة لينشروا قصصهم ويعبروا عن مآلهم
    سأحكي لكم ما حصل لي . . وما حلَّ بي ، منذ أن بدأت استخدام النت و أنا في عمر الخامسة عشرة .

    دخلتُ هذا العالم الجديد بكل سعادةً به . .
    مواقع مما تشتهيها نفسي .
    موادٌ و مواضيع هي التي أريدُها بعينها

    فما أجمل هذا العالم !
    بدأتُ أخطو معه خطواتٍ جادةً في حياتي . . مع المواقع الإسلامية ، مع المنتديات ، حتى مع المسنجر .
    تعرفتُ أكثر عن ديني . . و عرفتُ حقاً ما هو الإلتزام . . وكيف يكون التقرب لله . .
    التقيتُ بأخواتٍ لم أكن لألتقيهنَّ في حياتي العادية .
    أحببتُهنَّ في الله و جلسنا طويلاً نتحادث ، نبدي رأينا ، نخفف همَّنا ، نخطط و ننفذ ، وتشدُّ إحدانا على يد الأخرى .

    هناكْ ! عرفتُ الطريقَ الحقّ . .
    هناك! كانت أول خطوات بدأتُ بها حفظ القرآن بِجِدّ ، وكانت أيضاً أولى الخطوات لتطبيق سنن كثيراً ما ضاعت من حياتنا .
    تعلمتُ أساليب للدعوة . . سمعتُ دروساُ لشيوخٍ أفاضل . .
    تعلمتُ عن البدعة و أشكالها و آثرها
    عرفتُ أحكاماً شرعية . .
    بكيتُ و ضحكت ، و سعادتُ أناساً و أفدتهم فكم طلبَ مني أحدهم طلباً فأنجزته له من خلال شبكة الأنترنت .
    زرتُ مواقع أخرى : فتعلمتُ التصميم على برنامج الفتوشوب و برامج ترفيهية و تعليمية أخرى ، و تصفحتُ مواقع حَوَتْ معلوماتٍ عامةً مفيدة .
    ولقد ساعدتني الشبكة في دراستي مساعدة جليلة ، فكانت مصدر جميع أبحاثي المدرسية ، ونشاطاتي الإذاعية و اللامنهجية .
    لقد كان بحراً واسعاً خضتُ غماره و أخذتُ منه الآليء و الأصداف و احتفظتُ بها معي .
    بالمعنى الآخر . . عشتُ حياتي سعيدةً وسط ذاك العالم ، فرحةً بما أنجزتُ على صعيدي الشخصي
    مع من أحبُّ و بالطريقةِ التي أحب .
    لا أنكر أنّ هناكَ أخطاءً و زلاتٍ ترتكب ، ولكنَّ هذا لا يعني أن شبكة الأنترنت عالم محفوف بالفواحش .
    فإننا أيضاً في دنيانا خارج النت نخطيء و نذنب .
    وفي كلا الموضعين علينا الحذر ، واتخاذ الإحتياطات ، ، ومراقبة النفس ، و استحضار النية .
    لكن الفرقَ الوحيد الأكبر.
    هو أن الشبكة العنكبوتية هذه ، توفر لكً ما تريدُ من أجواء ، و تلفكَ بما تطلبهُ من مطالب ؛ من غير تعبٍ ولا عناء .
    من خلال ذاك العالم ، استطعتُ حقاً أن أصل لحياتي التي أريد ، و التي انعكست بالطبع على حياتي الإعتيادية خارج محيط الشبكة .
    فأفٍّ لمن شوّه صورةَ هذه الشبكة بناءً على أفعاله التي أملتها عليه شهواته وزلاته ، و بناءً على تجربته الخاطئة الفاشلة مع الشبكة العنكبوتية .
    فأصبحت هذه هي الصورة العامة عنها ، [ بيت حفّ بالمصائب و حُشِيَ بالنوائب ، واكتسى بثوب ا لضياع و التيه و الحيار ] .
    حتى لا أقابل أحداً و يعرفْ أنني أدخل الشبكة ، إلا ويستغرب و يستعجب !! وتبدأ الإستفسارات : عن طبيعة دخولي للشبكة و ماهيةِ تصرفاتي فيها ، وأين أهلي عندما أدخلها ، وكيف سمحو لي . . . الخ من الأسئلة التي تنبؤُ عن فكرة مسبقة تقول بأن مستخدم النت هو في الغالب : مضياع لوقته ، فاسد في خلقه ، فاشل في حياته .

    أرجوكم لا تظلموا النت . . و لا تلقوا بوزركم عليه . . فأنتم من ظلمتم أنفسكم و جنيتم عليها .
    وما هذا العالم . . سوى نسخة أخرى عن عالمنا الحقيقي ، تمارس فيه حياتك هي هي كما تمارسها في الحقيقة ؛

    لكنّ توفر جوّ من السرّية و البعد عن الآخرين هو ما يطلق العنان للنفس لتخرِجَ ما كان مخفياً من عيوب و آفات و تنشر ما بها من شهوات و نزوات ولتتحكم و تلقي بأوامرها و بالتالي . . . إلى الهلاك .

    إذن فقد كان

    هذا من أحبُّ ، ولم أكن يوماً ضحيةً له افترسها و استفرد بها ، بل كنت أنا دائماً صاحبة الموقف ، والممسكةَ بزمام الأمور ، حتى لو كانت هناك أخطاء و زلات . . . . فإنه جلَّ من لا يسهو .

    أختكم مستخدمة النت منذ سنتين . .
    17 سنة

    حرر في 5/6/2006 . .
     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()