البنك الدولي:تزايد نفوذ النساء في عالم
كشفت بيانات للبنك الدولي عن تنامي دور النساء في عالم "البزنس" ، وذكرت أن 14 % من المؤسسات العربية تملكها سيدات الأعمال، وتشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي حجم ما تملكه سيدات الأعمال في المملكة العربية السعودية يتجاوز 45 مليار ريال في البنوك السعودية، فيما تبلغ قيمة الاستثمارات العقارية باسم السعوديات نحو 120 مليار ريال (الدولار=3.75 ريال)، كما أن 20 % من السجلات التجارية في السعودية بأسماء نساء. وفي دولة الإمارات هناك ما يزيد على تسعة آلاف سيدة أعمال، ووصلت مشاركة المرأة في القطاع الخاص إلى نحو 18 %. أما في قطر فيقدر حجم استثمارات سيدات الأعمال بما يعادل 1.6 مليار دولار . برامج استثمارية خاصة للخليجيات وبحسب تقرير للزميلة جيهان المصري نشرته جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة 9-2-2007 فإن العديد من البنوك والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية باتت تسعى الى طرح برامج خاصة لاستثمار أموال سيدات الأعمال العرب وباتت تستهدف هذه الفئة بالتحديد في إعلاناتها وفي أماكن وجودها أيضا بحيث تكون على تماس مباشر معهن، انه بالطبع اهتمام تقوده مجموعة عوامل، في مقدمتها حجم الثروة والرغبة في الاستثمار ودخول عالم الأعمال عند المرأة. وتشير سيدة الأعمال العمانية ورئيسة لجنة الاستثمار في غرفة التجارة والصناعة، لجينة بنت محسن الزعابي، إلى "افتقار سيدات الأعمال الخليجيات إلى منظومة عمل موحدة تؤطر لمناقشة هموم وعقبات وخطط المستقبل أمامهن، ما من شأنه أن يساعد المرأة ويعزز من دورها في الحياة الاقتصادية". لكن المتابع للاتجاه الذي يأخذه توجه سيدات الأعمال في اختيار أعمالهن واستثمار أموالهن يلاحظ دخول المرأة في السنوات القليلة الماضية على خط الاستثمار في أسواق المال والعقار، وتقول الدكتورة هناء الاعسم مدير عام قطاع تطوير الأعمال في شركة الاستثمارات العقارية السعودية البريطانية، إن إقبال السيدات على الاستثمار في العقار تزايد بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ولعله يعود في جزء أساسي منه إلى الانخفاضات التي حدثت مؤخرا في أسواق المال، والى تفضيل السيدات بالتالي للاستثمار في قطاعات مضمونة أكثر ويأتي في مقدمتها العقار. يفضلن العقار عن الأسهم وتضيف الاعسم "المرأة بطبيعتها تميل للابتعاد عن المخاطر قدر المستطاع والبحث عن الاستثمار الأضمن. فبعض النساء يعتبرن أن الاستثمار في الأسهم غير ثابت، فهو قد يهد البيوت بتقلباته أما الأراضي فهي مضمونة أكثر". ومن هذا المنطلق كشفت "الأعسم" عن طرح شركتها في عام 2006 لبرنامج خاص للنساء للاستثمار في العقار وتقول: "الشركة تستثمر في الأراضي في بريطانيا، وكذلك في دول أخرى من الخليج العربي والشرق الأوسط عامة. وقد أطلقنا البرنامج الخاص للمرأة لمعرفتنا برغبة النساء وإقبالهن الملحوظ على الاستثمار في العقار، ونعمل على التسويق له في مختلف الدول العربية". وتوضح "الاعسم" بأن هذا البرنامج لا يختلف عما تقدمه الشركة من خدمات أخرى لكنه موجه بالتحديد إلى النساء وفي هذا المجال تقول الاعسم: "من خلال تعاطينا واحتكاكنا المباشر مع السيدات استطيع أن أقول إن النساء السعوديات ممتازات في الاستثمار، فهن يمتلكن المال ويردن القيام بالعمل والاستثمار بأنفسهن وفي نفس الوقت المرأة في مدينة جدة نشيطة جدا ويقوم مركز خديجة بنت خويلد بعمل كبير للتعريف ومساعدة السيدات على الاستثمار. ونلاحظ أيضا أن النساء في دبي وابوظبي يأخذن قراراتهن بسرعة وثقة. ولكن يبقى أن مستوى الوعي عامة حول أمور الاستثمار ما تزال اقل عند النساء من الرجال كما أننا نلحظ ترددا في كثير من الأحيان عند المرأة في اتخاذ القرار النهائي، وربما يعود ذلك في جزء منه إلى عامل النقد أو الانتقاد الذي ما تزال المرأة تواجهه ولو كانت في ميدان الأعمال". ويتحدث وليد صقر احمد مدير العلاقات العامة في مجموعة شركات تبارك العقارية المصرية، عن ازدياد كبير في الفترة الأخيرة في عدد السيدات اللواتي يرغبن في الاستثمار في العقار، وقال: "ليس الأمر مقتصرا على سيدات الأعمال فقط، بل نلاحظ أيضا اهتماما من قبل الموظفات بصورة عامة على استثمار أموالهن في العقار، خاصة أن هذا النوع من الاستثمار مفتوح على ميزانيات مختلفة قد تستطيع المرأة الموظفة أن تؤمنها من دخلها الشهري". من هذا المنطلق تشدد سيدة الأعمال لجينة الزعابي على ضرورة تعبئة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتقديم الدعم الفني والمالي لسيدات الأعمال وللراغبات في دخول المجالات الاستثمارية المختلفة، خاصة أن الرغبة موجودة عند السيدات وكذلك المؤهل العلمي، ومع الوقت سيعي المجتمع هذا الدور لسيدات الأعمال وسيفتح أبوابه من دون قيود، الأمر الذي سيؤدي إلى إسهامهن في دفع عجلة الاقتصاد الوطني في دولهن.