إذا كانت المسؤولية التربوية لها دور في بناء شخصية الفرد والمجتمع الصالح؛ فمما لا ريب فيه أن لها مقومات تساعد على نجاحها وتفعيل دورها التربوي .
ومن هنا على الوالدين أن يدركا أنهما حينما يربّيان أولادهما ويوجّهانهم فإنهما لن يؤديا الرسالة التربوية حقها ويبذرا الآثار الإيجابية في نفس الأبناء ما لم تكن الرسالة مبنية على مقومات شخصيتهما الناجحة ؛ لأن تفعيل العملية التربوية يعتمد – بعد توفيق الله- على أسلوب الوالدين وتعاملهما معه، وطريقة أدائهما له ، بالإضافة إلى تحلّيهما للصفات الحميدة التي يلزم توافرها في شخصيتهما، والتي تكون عونا – بعد الله - على التأثير التربوي الإيجابي في أبنائهما .
وجميل هنا أن نستعرض أهم المقومات التي ينبغي على الوالدين أن يتحلى بها ؛ ليتعرف الوالدان عليها، ويطبقا عند قيامهما بالعملية التربوية؛ حتى يقوما بدور المسؤولية التربوية على أكمل وجه .
ومن تلكم المقومات:
أولاً : القدوة .
تُعدّ القدوة من المقوّمات الأساسية لنجاح عملية الوالدين التربوية، لأن الأبناء أعينهم معقودة على تصرفات والديهم وسلوكهم، فالحسن عندهم ما استحسن الوالدان، والقبح ما استقبحا. ولهذا مهما أوجد الوالدان من السبل والأساليب التربوية المختلفة في تربية الأبناء فإنها لا تجدي ما لم تكن هناك القدوة الصالحة التي تمثل الواقع الحي الذي يغرس الأخلاق والسلوك.
ومن هنا تأتي ضرورة تمثّل الوالدين بالقدوة الحسنة في تصرّفاتهما ، سواء في القيام بأداء العبادات أو التحلي بالأخلاق أو حسن التعامل مع الناس، حتى يترجموا واقع الأقوال والتوجيهات على الصعيد الواقع؛ وهذا مما يحفز الأبناء إلى الاقتداء، ويعطيهم القناعة بسهولة تطبيق التوجيهات في واقع الأمر .
وللحديث بقية ...