قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن مألفة. ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)
يبين هذا الحديث العظيم صفة من صفات المؤمن التي يلزمه القيام بها والانتباه إليها، وهو أن يكون (مألفة) أي يتألف الناس ويألفونه، ولا يكون هذا إلا بمحبته للناس وبشاشته معهم، وصدقه وحفظه لحقوقهم وأسرارهم.
ويشتمل الحديث على جانبين تربويين عظيمين، هما :
أولاً : يألف : وهذا فعل يصدر منه، يتطلب المخالطة والتودد للناس.
ثانياً : يؤلف: وهذا متعلق بغيره نتيجة ما يصدر عنه، ويتطلب صدور أقوال وأفعال منه لغيره، بحيث تحفزهم وتدفعهم إلى القرب منه.
ولكن لا يعني هذا مداهنة الناس على ما عندهم من الفساد أو الفسق، ومحاباتهم ومسايرتهم على الباطل لاكتساب تآلفهم عليه. فهذا لا يقوم به الدين ولا تستقيم به المؤآلفة.
ولا تتحقق المؤآلفة بمعاداتهم أيضاً ، ولكن بالتلطف معهم على ما عندهم من الخير، ومناصحتهم فيما عندهم من الشر.
اللهم اجعلني وإخواني المسلمين مألفة: يألف ويؤلف على الوجه الذي يرضى به ربي تبارك وتعالى.
__________________
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .
العطاء العلمي كوكب يضيء للسائرين طريق الحق والخيرأ.د.خالد الحازمي