أبدي عدد كبير من شباب جمعية التغيير استياءهم من المشاركة الضعيفة لجماعة الإخوان المسلمين في مظاهرة الإسكندرية الاحتجاجية علي قتل وتعذيب خالد سعيد ومناهضة قانون الطوارئ ، حيث شاركت الجماعة بثلاثة من رموزها فقط هم: الدكتور حمدي حسن وصابر أبو الفتوح -عضوا مجلس الشعب -وعلي عبدالفتاح -القيادي بالجماعة - وعشرات من قواعد الإخوان في الإسكندرية.
وهو ما أثار غضاضة القوي السياسية التي شاركت في المظاهرة التي حضرها 5000 سكندري بينهم الدكتور محمد البرادعي وأيمن نور وحمدين صباحي وعدد من رموز القوي الوطنية، حيث كانت الجماعة قد أعلنت دعمها لبيان التغيير الذي دعا له البرادعي ومن ضمن بنوده السبعة مناهضة قانون الطوارئ الذي احتج المتظاهرون علي استمراره.
وقال شباب في جمعية التغيير: فوجئنا بضعف مشاركة الإخوان ورفضهم المشاركة في تنظيم العدد الكبير المشارك في المظاهرة كما رفضوا مساعدتنا في جلب الصوتيات المناسبة للتفاعل مع الآلاف التي شاركت في المظاهرة.
وقال مصطفي النجار- أحد قيادات حملة البرادعي-إنهم لم يكونوا يتوقعون هذه المشاركة الضعيفة من الإخوان وقال: «كنت أتوقع وأتمني أن تكون مشاركة الإخوان أكبر من هذا الشكل الرمزي وكنت أتمني من شباب الجماعة أن يكونوا مثل باقي شباب مصر وأن تكون حركتهم الوطنية وتفاعلهم مع الأحداث بشكل ذاتي دون انتظار تكليف الجماعة بالحضور أو الغياب».
وأضاف النجار: «حاولنا سؤال أحد قيادات الجماعة المشاركين عن سبب رمزية مشاركتهم فكانت إجابته أن الإخوان لا يريدون وصف الاحتجاج بأنه إخواني وإننا قفزنا علي الحدث». صابر أبو الفتوح -عضو مجلس الشعب وأحد رموز الجماعة الثلاثة الذين شاركو في الوقفة - قال: «لم نتفق مع جمعية التغيير علي حشد أصلا حتي يشتكي أحد من أننا لم نحشد أعضاءنا، كنا متفقين علي أنها وقفة صامتة دون كلمات ونحن طالما نشارك مع القوي الوطنية الأخري في أي من الأحداث لا نقوم بعمل حشد لقواعد الجماعة وإلا كنا نظمنا المظاهرة نحن ووجهنا الدعوة للقوي السياسية أن تشارك في مظاهرة الإخوان». وأضاف أبو الفتوح: عندما طلب مني أحد المنظمين مساعدة في الصوتيات قلت له إنه لا حاجة لها لأنها وقفة صامتة كما أننا لبينا دعوتهم في المشاركة في تنظيم المظاهرة ولبس شبابنا شارة جمعية التغيير وشاركنا بـ 500 من أعضاء الجماعة في هذه المظاهرة. سألت أبو الفتوح: لماذا لا تشاركون في هذه التظاهرة كما تشاركون في مظاهرات غزة وخاصة أنكم أكثر القوي التي تتعرض للتعذيب والانتهاكات علي يد النظام؟!.. كرر مرة أخري أن الإخوان لم يقوموا بحشد أعضائهم في تظاهرات القوي السياسية المشتركة، مبررا ذلك بأن أي تجاوز في مثل هذه المظاهرات لا يدفع ثمنه إلا الإخوان.. ولهذا أكد أنهم يحشدون أعضاء الجماعة في الأحداث التي ينظمها الإخوان تنظيمًا كاملا حتي يتحملوا كل العبء الذي سيقع عليهم.
سألت أبو الفتوح: أنت عضو بمجلس الشعب فلماذا لا تدعو الجماهير من غير الإخوان للمشاركة؟.. فقال وضعنا خبرًا عن المظاهرة علي موقع الجماعة بالإسكندرية لكنه ورفض التعليق أن يكون هذا الخبر كافيا من عدمه.
وعندما سألته: ولماذا لم ينظم الإخوان مظاهرة خاصة بهم للاعتراض والاحتجاج علي مقتل خالد سعيد وقضايا التعذيب والانتهاكات بشكل عام؟! فقال: «في دي عندك حق واحنا في الفترة القادمة سنري كيف تتحرك الجماعة في القضايا الحقوقية بشكل عام ولا قدر الله لو حدث أي حالة تعذيب في الفترة القادمة سنتولي الاحتجاج عليها بشكل كامل».
موقف الإخوان من المظاهرة أثار تساؤلاً: لماذا باع الإخوان البرادعي وجمعية التغيير في أول تحرك جماهيري كبير تنظمه الحركة وهل الإخوان جادون في دعم حركة التغيير وجمع التوقيعات علي بيان التغيير.؟
الإجابة ربما تكون محبطة من واقع فعل الجماعة وردود قياداتها في كونها لا تحشد أعضاءها بشكل كامل أو حتي كبير في الفعاليات المشتركة بين القوي السياسية لأنها لا تستطيع أن تتحمل عواقب تجاوزات المشاركين.
وهو نفس تبرير وزارة الداخلية الدائم علي المظاهرات السلمية التي تنظمها حركات الاحتجاج وهو أن الوزارة تخشي من تجاوزات الأفراد المندسين.
الحقيقة - كما أوضحها صابر أبو الفتوح في طيات كلامه- أن الجماعة لن ترفع شارة أحد، إذ لماذا تحشد الجماعة أعضاءها في مظاهرة مشتركة وهي قادرة علي تنظيمها ودعوة القوي السياسية للمشاركة فيها، الجماعة لن تدعوا أعضاءها الذين يصلون لمئات الآلاف في القري والمحافظات إلي أن ينزلوا الشوارع لجمع التوقيعات علي بيان جمعية التغيير كما تفعل في الدعاية لأعضائها في انتخابات مجلس الشعب.
موقف الإخوان من مظاهرة الإسكندرية يؤكد عدم جديتها في المشاركة في التغيير بمنطق أنهم ليسوا «مقاولين أنفار» وعندهم حق في ذلك، ولكن لماذا لا يتحركون هم وفق هذه الأجندة الوطنية؟!.. الإجابة بسيطة حيث تعليمات الأمن وإرهابه واستبداده وتخويفه للجماعة ، إذ تكفي مكالمة واحدة من ضابط أمن الدولة لمسئول الإخوان: «لو نزلتوا معاهم حنقبض عليكوا انتوا»!.. لماذا لا تتحرر الجماعة من هذه المكالمة، لماذا تصر علي أن تكون خاضعة لترهيب الأمن رغم أنهم يدفعون الثمن حتي ولو لم يتحرك منهم أحد .. متي يتحرك الإخوان أم أن علينا أن نفقد الأمل تماما في هذه الجماعة وننسي أنها موجودة علي الساحة من الأساس ونسعي لزيادة الحركة الشعبية الجديدة التي رأيناها في مظاهرات خالد سعيد من الشباب والأسر الكاملة التي لم تنتم في يوم من الأيام لحزب سياسي ولكنها ضجت من ظلم هذا النظام؟ أعتقد أنه هذا هو الرهان الراجح لا الرهان علي عدد الإخوان .