أفصح جيف موريل، مسؤول الإعلام بالبيت الأبيض، عن أجواء اللقاء العاصف الذى جمع الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالجنرال ستانلى ماكريستال، الذى تم استدعاؤه من أفغانستان بعد انتقاداته الحادة للإدارة الأمريكية، التى أدلى بها فى تصريحات لمجلة «رولينج ستون».
وصف موريل، فى لقاء مع الصحفيين عقد عقب إعلان الإقالة أمس الأول، أوباما بأنه كان غاضبا أثناء لقائه بالجنرال، وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التى يوجه فيها ماكريستال مثل هذه الانتقادات العلنية للإدارة الأمريكية، موضحا أن ماكريستال سبق أن انتقد وجهات نظر نائب الرئيس جو بايدن حول السياسة الأمريكية فى أفغانستان واستراتيجية التصدى لتنظيم القاعدة، فقام أوباما باستدعائه على متن الطائرة «إير فورس» فى أبريل الماضى لتذكيره بضرورة التقيد بالقوانين.
وعقب لقاء لم يستمر أكثر من ربع ساعة، خرج أوباما إلى حديقة الزهور بالبيت الأبيض مصطحبا الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الذى عينه ليحل محل ماكريستال فى أفغانستان. وقال أوباما إنه قبل استقالة ماكريستال، واصفا ذلك بالقرار الصحيح للأمن القومى الأمريكى.
وفى الوقت نفسه، حرص أوباما على الإشادة بماكريستال وقال إنه لا يستند فى قراره على الاختلاف فى السياسة أو أى شعور بالإهانة الشخصية، وأوضح أنه معجب بماكريستال، مضيفا أن الحرب أكبر من أى رجل أو امراة، وأن قراره يعنى تغييرا فى الشخصيات وليس تغييرا فى السياسات فى أفغانستان.
ولم يشفع اعتذار الجنرال ماكريستال العلنى عن تصريحاته وإصداره بيانا يؤيد فيه سياسات أوباما فى اتخاذ الأخير قرارا بإقالته. وأوضح موريل أن أوباما استخدم لهجة انتقاد شديدة لماكريستال فى اللقاء، وأشار إلى أنه يقبل الجدل بين أعضاء فريقه واختلاف واجهات النظر لكنه لا يقبل الانقسام.
وقال إن أوباما تحدث إلى الجنرال باتريوس فى وجود ماكريستال، مؤكدا عليه الالتزام بالاستراتيجية التى وضعتها الإدارة الأمريكية فى أفغانستان والتى تعتمد على كسر قوة الدفع لحركة طالبان والضغط بلا هوادة على تنظيم القاعدة وقياداته.
من جانبه، قالت البنتاجون على لسان وزير الدفاع روبرت جيتس إن الجنرال ماكريستال ارتكب خطأ كبيرا يمثل سوء تقدير لا يمكن أن يخرج من شخص فى منصبه، وقال: «إننا نخوض حربا ضد تنظيم القاعدة والمتطرفين الذين يهددون الولايات المتحدة وحلفاءها بشكل مباشر ويهددون أصدقاءنا حول العالم، ولابد من مواصلة مهمتنا حتى النهاية مع وحدة الهدف»، وكرر أن «تركيزنا يجب أن يكون على تحقيق النجاح فى أفغانستان دون انحراف عن هذا الهدف».