هل كان يمكن لأي شخص من المرشحين لرئاسة الجمهورية ، مع التقدير لهم ، أن يستلم قيادة مصر في هذا الظرف الحرج من التحول ، الذي يتطلع فيه الشعب المصري إلى تحول شامل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها .. وأن ينجز ما أنجزه الرئيس محمد مرسي في فترة وجيزة ، وأيام قلائل ، وما يعمل على إنجازه ، وما يؤمل أن ينجزه ، من إعادة هيكلة للأجهزة المدنية والعسكرية ، والانطلاق نحو عملية إصلاح وتنمية شاملة ، والعودة بمصر إلى القيام بدورها الرائد على المستوى العربي والإقليمي والدولي ؟
لا أظن أن أحدا غيره – من المرشحين - كان بمقدوره أن يقوم بذلك ، لسبب بسيط ، يعود بالدرجة الأولى إلى انبثاق الرئيس محمد مرسي عن حزب سياسي ، هو أقوى الأحزاب السياسية على الساحة ، ويتمتع بثقة جماهيرية ، وفقا للأصل الذي انبثق عنه ، ويشكل سياجا حاميا لسلطته ، ومعينا له في توجهاته الإصلاحية الشاملة ، وقاعدة لانطلاقه ، ويمكنه من رسم سياسته الداخلية والخارجية ، على أسس منهجية واضحة ، ويعينه على تنفيذ هذه السياسة ، دون الخضوع للضغوط المتنوعة ، ويرد عنه سهام المغرضين ، وكيد الكائدين ، وانتقام الفاسدين ، المتضررين من تطبيق العدالة والإصلاح ، لأنهم أرادوا أن يجعلوا من الفساد والظلم قدرا لا انفكاك عنه لشعب مصر ، ولن يسرهم أبدا أن يروا أن العدالة والإنصاف ، هي قدر ممكن ، وواجب ، وضروري لهذا الشعب ، ولكل شعوب الأرض ، والذين لا يريدون لمصر أن تنمو وتزدهر على يدي حاكم عادل نزيه مشفق على شعبه .. ولأن هذا الحزب الذي انفك الرئيس محمد مرسي من إساره التنظيمي ، ليكون رئيسا لكل المصريين ، ويحقق الأهداف والغايات السامية ، لسائر المواطنين ، والأحزاب الوطنية ، ويقف على مسافة واحدة منهم جميعا ، سيحرص أشد الحرص على نجاحه في قيادة مصر ، لأن هذا النجاح ، هو في المحصلة النهائية ، نجاح للحزب في تحقيق أهدافه وطموحاته ، وأهداف وطموحات الشعب المصري ، في قيادة مصر إلى حياة الحرية والعدالة والتنمية ، والعزة والكرامة لكل أبنائه .. فضلا عن الشخصية المتزنة المستقيمة ، والخبرة السياسية ، والهمة العالية ، والشجاعة التي يتمتع بها الرئيس محمد مرسي .
وهذا ما يفسر المواقف والإجراءات الحاسمة التي اتخذها هذا الرئيس ، دون تردد أو وجل .. والتي جعلت العالم – كل العالم – يقف مذهولا من الجرأة على اتخاذ قرارها ، والإقدام – دون تردد - على تنفيذها ..
ولقد وفق الله تعالى شعب مصر إلى هذا الاختيار ، وبات يحمد الله تعالى على ما وفقه الله إليه ، وما اختاره الله الرحمن الرحيم لهذا الشعب المؤمن الكريم العزيز .. ولو كان الفائز منافسه ، لأصبح أسيرا للقوى والجهات التي دعمته ، وأوصلته إلى السلطة ، وهي القوى التي استجار منها الشعب المصري ، وصمم على الخلاص منها .. ولعاد الأمر إلى ما كان عليه . ولو استلم الحكم من لا قاعدة منظمة له ، حتى لو كانت واسعة ، ومن لا خبرة ، ولا قدرة له على العراك السياسي .. لما استطاع أن يتخذ مثل هذه القرارات ، ويطمح إلى تنفيذ هذه السياسات والإصلاحات المستحقة ، ليضع مصر على الطريق الصحيح ، بعد أن تفرقت بها السبل ..
نأمل أن يحقق الله تعالى على يدي هذا الرجل الصالح – كما نظن – المخلص - كما يظهر من عمله ، الغيور على شعبه وأمته ، كما تلوح تباشيره .. أن يحقق الله تعالى على يديه آمال وطموحات الشعب المصري العزيز ، وآمال وطموحات أمة العرب والإسلام .. والله المستعان!