بتـــــاريخ : 7/27/2008 10:27:42 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1030 0


    سنة الله

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : www.qassimy.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة قصص منوعة

    يجب أن أسرع حتى أصل في الموعد المحدد "
    هكذا قالت الفتاة لنفسها وهي تمنيها بيوم جميل تقضيه مع صديقاتها الأخوات الثلاثة .
    استقبلت الأخوات الثلاثة صديقتهن بالترحاب ، وإن بدا في عيونهن حزن عميق ، ثم جلسن صامتات على غير عادتهن .. استغربت الصديقة ذلك منهن وقالت :
    - ما بالكن يا صديقاتي العزيزات ، ماذا حدث ؟ هل فقدتن صديقا أو عزيزا ؟
    عندما نطقت تلك الكلمة ترقرق في أعينهن الدمع ، وبدين كأنهن على وشك البكاء ولكن الكبرى تكلمت وقالت : نأسف على استقبالك هكذا ، لكن اليوم مات طير لدينا عزيز علينا غال على قلوبنا ، كان يتكلم كالببغاء ، وكان جميلا كالطاووس ، عاش معنا ثمانية عشر عاما . كنا نعتبره كأنه أخ لنا .
    أكملت الوسطى : كان يبدو و كأنه يفهم ما يقول … في الصباح يحيينا ، وفي المساء يسلينا … كان ذكيا جدا ، وكان يحفظ أسماءنا ويسألنا عن أحوالنا ببضع كلمات بسيطة صغيرة .
    تابعت الصغرى : هل تصدقين … إنه كان يواسينا إذا ما رأى في وجوهنا الكدر ، ويمزح معنا إذا قرأ في أعيننا السعادة … إنني أكاد أجزم أنه ليس حيوانا فقط ، إنه إنسان في صورة طير برئ . لقد كنا نعتبره أخينا وصديقنا وعزيزنا وكل شئ جميل … لكنه…. مات !!!.
    قالت لهن : إنني لا أصدق … لا يمكن أن يكون هناك طير كهذا ، إنكن تبالغن قليلا .
    هززن رؤوسهن نفيا بشدة .. وقالت الكبرى :
    أتذكرين يوم جئتِ إلى هنا مرة .. لقد قلت أن شخصا ما أقرأك السلام من وراء الباب ، ودعاك للدخول والباب مغلق ؟

    قالت : بلى ..ولقد غضبت كثيرا ، وظننته نوعا من المزاح الثقيل .

    قالت الوسطى : لقد كان ذاك الطير .

    وأكملت الصغرى : لو كان يستطيع فتح الباب لفتحه لك!! .

    قالت الفتاة : إنني بدأت أصدقكن ، لكن يا صديقاتي العزيزات … إنكن عاقلات بما فيه الكفاية لتدركن أنه لا داعي لكل هذا الحزن ، وإن كان شيئا محزنا فعلا ، لكن هناك أمور أجل وأعظم تستحق أن نبكي عليها مرارا وتكرارا وما أكثرها … ولتعلمن يا صديقاتي أن هذه سنة الله في الكون : مولود يولد ، وطفل يكبر ، وكهل يموت ، ومريض يشفى ، وصحيح يمرض ، وعزيز يُفقَد .. وأنه لا مرد لسنة الله ، وأنها لابد وأن تمضي في مخلوقاته رغم أنوفهم جميعا . وعلى المسلم الحق أن يرضى بأقدار الله ، وأن يستعيذ به من الشيطان اللعين الذي يحاول دوما الحيد بنا عن طريق الصواب .

    أفنان سمير إسماعيل الحلو

    المدينة المنورة

    كلمات مفتاحية  :
    قصة قصص منوعة

    تعليقات الزوار ()