التفكير واستشراف المستقبل : هو الوسيلة الأنجع في عالم الأتوقف عن التغيير ضمن منضموة التكتلات والتحولات المتسارعة لما بعد عصر القطب الواحد .
أننا أيه الإخوة الأعزاء كمسلمين ومن خلال نظرتي المتأملة لواقع مناهجنا الدراسية بداية من الروضة ونهاية بمراحل الدكتوراه نفتقد إلى أبسط مقومات التفكير ومناهجه وأساليبه وطرقه ناهيك عن أدواته ووسائله المختلفة والمتعددة .
لقد أمعنا بالتأخر عن ركب الأمم التي تفوقت علينا كثيرا فتحولنا إلى متسولين ومتبضعين لما ينتجه الغرب والشرق من سلع وخدمات ؛ وذلك لجهلنا المركب بالتعليم التفكيري المؤدي إلى الإنتاج الإبداعي في شتى الميادين ولجميع الاحتياجات والحاجات .
إن تعليم التفكير للأطفال منذ الصغر وكذلك إكسابهم مهارات التفكير الإبداعي والحر ؛ ودمج مهارات التفكير في طيات المناهج الدراسية وفي جميع المراحل له كفيل بتغيير جذري لواقعنا المر .
إن هذه وتلك لاتكفي وحدها فالتعليم واستشراف المستقبل ينبغي إن ينبع من إيمان المعلم \ المعلمة بأهمية ذلك وان يعرف مدى قيمة العائد التراكمي المستقبلي على واقع طلابنا \ طالباتنا .
إن الأمم عبر التاريخ الحديث لم تعاني بشكل ملحوظ إلا من خلال هجرة العقول والأدمغة الفذة والمبدعة والنابغة والتي لم تجد من يقدم لها ما تريد في شتى الميادين وعلى كافة الأصعدة ؛ ولهذا كان لزاماً عليها البحث عن المستقبل المأمول المتمثل في شراكات مع بيوت الخبرة والمعرفة عبر الانتقال الفكري ألعنكبوتي أو من خلال الانتقال البدني الدائم أو الزائر المستديم .
لقد ذهلت من تجارب إحدى الدول والتي امتدت لما يقارب 20 سنة ؛ حيث بنت برنامج الكشف عن النابغين والموهوبين قبيل سن الروضة أي بعد الثالثة من العمر ؛ وبعد إن يجتاز الطفل المقاييس المقننة يلتحق بالتعليم التراكمي المبني على التفكير والتحليل الإبداعي ؛ ويظل ذلك الطفل في سلسلة معقدة ومركبة من التعليم حتى يصل إلى مراحل متقدة قرب سن العشرين وبعدها يكون قد أنها درجة الدكتوراه أو كاد يصل إليها ؛ وفي تلك المرحلة يكون الطالب قد بلغ من التجارب والخبرات التعليمية ما لم يبلغه اقرأنه في سن 45 .
إن ما أهدف إليه في هذه الطرح هو : إن يتم دمج تعليم التفكير وأبجدياته وأدواته ووسائله وطرقه ضمن مناهجنا في جميع المراحل التعليمية .