بتـــــاريخ : 6/11/2010 5:02:00 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 956 0


    مصر تتقدم للخلف

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أكرم السعدني | المصدر : dostor.org

    كلمات مفتاحية  :
    مصر تقدم للخلف مقالات اراء

    .. لو أنني مسئول في الحزب الوطني الديمقراطي لقمت بالفعل بتزوير الانتخابات.. ليس لمصلحة مرشحي الحزب الوطني ولكن لمصالح التيارات الموجودة علي الساحة السياسية، صحيح أن بعض هذه الأحزاب تحول إلي أحزاب ورقية تصدر صحفاً أسبوعية وتحول تأثيرها في الشارع المصري إلي شيء غير محسوس ولا محسوب ولكنها في نهاية المطاف أحزاب لها تاريخ ولها اسم ومجرد وجودها في البرلمان سواء مجلس الشوري أو مجلس الشعب يحقق نوعاً من التوازن والتنوع والتلون في العملية السياسية.. فليس من المعقول أن يستحوذ الحزب الوطني الديمقراطي علي معظم المجالس النيابية دون سواه متحججاً بأنه حزب الأغلبية، فتجد أن نسبة نجاح الحزب مثلاً في انتخابات مجلس الشوري بلغت أكثر من 99%، وهذا أمر يعود بنا إلي تلك الأيام التي كانت فيها نتائج الانتخابات كلها تسعات في تسعات فأقل انتخابات جرت في مصر أيام العهد الناصري مثلاً كانت هناك الخمس تسعات الشهيرة ونسبة نجاح الرئيس كانت 999،99 يعني هناك مواطن وحيد فريد من نوعه إما لم يحضر إلي الانتخابات لعذر طارئ أو أنه توفي إلي رحمة الله أثناء توجهه ليدلي بصوته وإذا كان مثل هكذا أمر ممكن حدوثه أيام الثورة المباركة في ستينيات القرن الماضي فما هو المبرر ونحن نعيش زمان العولمة نُصر علي أن نعود إلي زمان العوالم والملاعيب إياها فنعري أنفسنا أمام العالمين وتكون فضيحتنا بجلاجل، فبالله عليكم كيف تمكن الإخوة في أفريقيا من الوصول إلي هذه المكانة السامية التي جعلت منهم وهم من الدول العدمانة الصدمانة.. محط أنظار العالم ومحل احترام وتقدير الأوساط الدولية؟.. فالديمقراطية عندهم لم تشمل المجالس النيابية فقط ولكنها طالت حتي المنصب السامي وهو منصب رئيس الجمهورية ونحن حتي هذه اللحظة نضرب أخماساً في أسداس وربما نوشوش الودع أو نفتح المندل لكي نتعرف علي شخص رئيس جمهوريتنا القادم ومن أجل هذا فإنني وغيري ندعو للرئيس مبارك بطول البقاء والصحة العامرة لأننا نخاف المجهول ونخشي عواقبه.. ولا أدري بصريح العبارة لماذا استبعد جهابذة الحزب الوطني الديمقراطي التيار المحظور من دخول المجالس النيابية؟! إن في مصر حكومة قادرة علي حفظ أمن البلاد من أي هزة أو أي مغامرة ولا أعتقد أن في قدرة الإخوان المسشلمين عمل شيء يمكن أن يكدر الأمن أو الصفو العام ووجودهم داخل المجالس النيابية أفضل ألف مرة من لجوئهم إلي العمل السري تحت الأرض وتصوير وتضخيم حجمهم علي غير الحقيقة ليس في صالح العملية السياسية علي الإطلاق، فوجود الإخوان مرتبط بعملية تنظيمية وبقدرة علي تحريك عناصر هذا التيار بشكل مدهش أما غير ذلك فلا أساس له من الصحة.. وأنا هنا أعبر عن أسفي البالغ لكون مجلس الشوري المصري أصبح وبأغلبية مطلقة مكوناً من أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي السعيد وهو الأمر الذي سيعيد هذا البلد إلي ذكريات أليمة عندما كان الاتحاد الاشتراكي العربي هو الحزب الوحيد والأوحد المتحكم في مصائر البلاد والعباد وهو ما يعني أننا بلد عنده تعدد أحزاب صحيح ولكن علي الورق وفي الجرائد ولكن في واقع الأمر نحن لا نزال أسري لفكر الحزب الواحد وسيطرة الحزب الواحد وسيادة الحزب الواحد.. ويا أيها الحزب الوطني الديمقراطي كُنت تستطيع أن تتحكم في مجلس الشوري بأغلبية 60% من المقاعد وتعطي مثلاً ونموذجاً عظيماً لقدرة الحياة السياسية في مصر علي احتواء جميع التيارات السياسية وفتح منافذ لها لكي تعبر عن نفسها وتزيل حالة الاحتقان في الشارع المصري وتمنح مصر مكانة تستحقها بين ديمقراطيات العالم ولكن قادة الحزب والمتحكمين في الأمور داخله كانت ومع شديد الأسف نظرتهم ضيقة ربما أضيق من «خرم الإبرة» فأصروا وعاندوا حقائق الأشياء وصمموا علي أن تكون الغلبة لهم والسيادة في أيديهم وليذهب الجميع إلي الجحيم.. إنها بداية لا تبشر بأي خير وتدعو للأسف.. الأسف علي أحوال مصر التي تسير من سييء إلي أسوأ فالعالم من حولنا يتقدم ونحن أيضاً وبفضل الحزب الوطني الديمقراطي السعيد الفرحان بنجاحه الساحق.. نتقدم.. ولكن إلي الخلف!!

    كلمات مفتاحية  :
    مصر تقدم للخلف مقالات اراء

    تعليقات الزوار ()