أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن العقوبات بحق إيران، التى سيتم التصويت عليها فى مجلس الأمن خلال ساعات ستكون «الأشد حتى الآن».
وصرحت كلينتون. خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الإكوادور رافايل كوريا، «أعتقد أنه من المنصف القول إن هذه العقوبات هى الأشد التى تعرضت لها إيران» حتى الآن.
وتدعو مسودة القرار لاتخاذ إجراءات ضد مصارف إيرانية جديدة فى الخارج إذا اشتبه فى صلتها ببرامج إيران النووية أو الصاروخية، فضلا عن التدقيق فى التحويلات المالية مع أى بنك إيرانى، بما فى ذلك البنك المركزى. كما سيوسع نطاق حظر السلاح، الذى تفرضه الأمم المتحدة على طهران.
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس إن حلفاء الولايات المتحدة مستعدون لفرض عقوبات ضد إيران «تتجاوز بشكل كبير» تلك الواردة فى مشروع قرار الأمم المتحدة، مضيفا أن القرار يمهد السبيل أمام الدول المنفردة والمنظمات مثل الاتحاد الأوروبى لفرض عقوبات «تتجاوز بشكل كبير الواردة فى المشروع نفسه»، مضيفا أن مجال منع إيران من الحصول على أسلحة نووية لم يغلق بعد.
على صعيد متصل، أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن قرار فرض عقوبات جديدة على طهران والذى يستعد مجلس الامن للتصويت عليه سيكون له «تاثير فعلى على إيران»، مشيرة إلى أنه قرار «قوى».
يأتى هذا بينما قال دبلوماسى غربى إن مشروع قرار دوليا بمعاقبة إيران يستهدف ٤١ مؤسسة إيرانية وفردا واحدا بسبب ما يشتبه بأنها صلات تربطهم ببرنامج إيران النووى أو الصاروخى.
وقال عدد من الدبلوماسيين الغربيين طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم إن هناك اسما واحدا على الأقل من الأسماء التى ستضاف للقائمة السوداء الحالية الخاصة بالشركات والأفراد ما زال محل خلاف ويمكن إسقاطه من القائمة.
وقال دبلوماسى غربى إن رئيس مركز تكنولوجى نووى فى مدينة أصفهان ويدعى جواد رحيقى سيدرج فى القائمة السوداء الخاصة بالعقوبات على إيران، التى سيتم التصويت عليها هذا الأسبوع، مشيرا إلى أنه سيواجه حظرا للسفر وسيتم تجميد أرصدته فى الخارج، إذا تم فرض مثل هذا القرار.
على صعيد آخر، أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن إيران استدعت السفير السويسرى لدى طهران وسلمته وثائق تقول إنها تظهر أن العالم النووى الإيرانى المفقود خطفته الولايات المتحدة.
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران وترعى السفارة السويسرية المصالح الأمريكية فى طهران.
واختفى شهرام أميرى، الباحث الجامعى، الذى يعمل لدى هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، خلال أدائه العمرة قبل عام، واتهمت طهران الرياض بتسليمه للولايات المتحدة وتنفى السعودية ذلك. وعرض التليفزيون الحكومى الإيرانى، تسجيلا مصورا لمن قالت إنه أميرى.
وقال أميرى فى التسجيل إنه خطف ونقل إلى الولايات المتحدة حيث جرى تعذيبه، بينما قال أميرى نفسه فى شريط على موقع «يوتيوب» يقال إنه للباحث الإيرانى، إنه يدرس بالفعل فى الولايات المتحدة.
وفيما يعد استمراراً للتوتر الروسى الإيرانى، صرح مصدر روسى بأن الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لن يشارك فى قمة منظمة شنغهاى للتعاون الذى ستفتتح فى أوزبكستان، بينما تشهد العلاقات بين موسكو وطهران توترا حول البرنامج النووى الإيرانى.
وأعلن مصدر دبلوماسى روسى رفيع المستوى أن «الرئيس الإيرانى لن يكون حاضرا» مضيفا أن الإيرانيين سيشاركون بوفد رفيع المستوى، وأنهم لن يذكروا أسباب غياب الرئيس.
وربط غالبية المراقبين بين امتناع نجاد عن المشاركة فى المؤتمر وبين تدهور العلاقات مؤخرا بين روسيا وإيران الحليفين التقليديين، إذ إبدت موسكو نفاد صبرها المتزايد من موقف إيران حول برنامجها النووى المثير للجدل.
وفى محاولة لتهدئة التوترات مع طهران، قال رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين إن أى عقوبات إضافية تقررها الأمم المتحدة بحق إيران بسبب برنامجها النووى يجب ألا تكون «مفرطة».
وقال بوتين خلال مشاركة فى قمة الأمن فى إسطنبول «من وجهة نظرى، لا يجب أن يضع مثل هذا القرار القيادة الإيرانية، أو الشعب الإيرانى، فى موقف صعب.. لا يجب أن تضع هذه (العقوبات) عوائق فى طريق تطوير البرنامج النووى الإيرانى السلمى».