القدس (CNN)-- ذكرت مصادر إسرائيلية في وزارة الخارجية، مساء السبت، أن إسرائيل لا تنوي الاعتذار لتركيا، عن الهجوم الذي نفذته قوة كوماندوز إسرائيلية على "أسطول الحرية"، ولقي فيها عدد من الناشطين مصرعهم على متن السفينة التركية "مرمرة."
وفي الغضون، تناقش الحكومة الإسرائيلية الأحد، تشكيل لجنة لتقصي حقائق الأحداث التي واكبت عملية مهاجمة قافلة المساعدات الإنسانية، التي راح ضحيتها تسعة من المتضامنين الأتراك.
لا اعتذار لتركيا
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول بارز بوزارة الخارجية، رفض كشف هويته، قوله إن الحكومة الإسرائيلية لن تتقدم باعتذار إلى تركيا عن اقتحام "أسطول الحرية."
وتأتي هذه التصريحات على خلفية التهديدات التركية بأنه في حال لم تعتذر إسرائيل عن المس بالمواطنين الأتراك خلال حملة أسطول الحرية، فإن أنقرة سوف تقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن المسؤول تقديراته أن مطلب تركيا تقديم الاعتذار، من المرجح أنه دلالة على أن أردوغان يبحث عن ذريعة لقطع العلاقات بشكل تام.
وبحسب الخارجية الإسرائيلية فإنها فوجئت بتصريحات السفير التركي في الولايات المتحدة، والتي طالب فيها إسرائيل بالاعتذار، من جهة أنه لم يتم نقل هذا المطلب عبر أي قناة دبلوماسية بين إسرائيل وتركيا.
وفي المقابل، قالت المصادر ذاتها إن السفير التركي في واشنطن، كان في السابق سفيراً لتركيا في إسرائيل، ويعتبر صديقاً لإسرائيل، وتربطه علاقات حسنة مع اليهود في الولايات المتحدة، ومن هنا فإنه يجب أخذ تصريحاته بمنتهى الجدية، على اعتبار أن مصدرها تعليمات من المستويات العليا في أنقرة.
وقال المصدر نفسه: "يبدو أن التدهور في العلاقات سوف يستمر، وأن قطع العلاقات بين البلدين هو مسألة وقت."
الحكومة الإسرائيلية تناقش تشكيل لجنة تقصي
إلى ذلك، يترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد جلسة للمنتدى الوزاري السباعي، لبحث طلبات تقدمت بها العديد من الدول لتشكيل لجنة لتقصي حقائق الاحداث التي واكبت عملية الاستيلاء على القافلة الإنسانية.
وأكدت مصادر سياسية استعداد إسرائيل للنظر في إمكانية أن تشكل الأمم المتحدة والولايات المتحدة لجنة من هذا القبيل، شريطة مشاركة إسرائيلية في سير تقصي الحقائق، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وذكرت أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع، إيهود باراك، يعارضان فكرة التحقيق مع جنود الجيش الإسرائيلي، إلا أنهما على استعداد لإجراء التحقيقات حول العملية التي استنكرها المجتمع الدولي بقوة.
مسؤول عسكري إسرائيلي بارز يؤكد ضرورة مواصلة حصار غزة
من جانب آخر، أكد مسؤول عسكري كبير ضرورة مواصلة فرض الحصار البحري على قطاع غزة، وزعم أنه بات في حكم المؤكد وجود مجموعة، بين المتضامنين على متن السفينة مرمرة، "على علاقة وثيقة بمنظمات ارهابية دولية ومحلية"، وأن "الهدف من رحلتها كان القتل."أردوغان: هل يتوجه لغزة لكسر الحصار؟
في الغضون، كشفت مصادر تركية مطلعة أن رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، يفكر في التوجه بنفسه إلى غزة، لكسر الحصار الإسرائيلي، فيما طلبت منه الإدارة الأمريكية التريّث في مسألة إرسال سفن حربية تركية لمواكبة أسطول جديد يتم الإعداد لإرساله إلى القطاع، بحسب صحيفة "العالم" التركية.