ما الذي يمكن أن تفعله مصر والسودان لمواجهة التهديد الخطير حول مياه النيل والذي ستزداد خطورته مع الانفصال المتوقع لجنوب السودان.
وتشكيله لدولة إفريقية جديدة وغير منضمة لجامعة الدول العربية وذات علاقات استراتيجية متميزة مع كل من إثيوبيا وكينيا وأوغندا والولايات المتحدة وإسرائيل والغرب عموما, خاصة أن انشطار جنوب السودان تم بتخطيط وتسليح من هذه الدول والتي ستطالب بكل تأكيد بحصتها من مياه النيل. لو كنت في مكان صانع القرار السياسي مدركا للدور الاستراتيجي لنهر النيل في حياة المصريين لتحركت في عدة أوجه ولاستخدمت المكيافيلية أحيانا إذا اقتضت الضرورة ذلك, مع التركيز علي ما تتبعه مصر حاليا وبالتنسيق مع السودان من إجراءات القوة الناعمة ودبلوماسية الحوار والتنمية سواء في مجال تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وخاصة الاستثمارية والتجارية والفنية والعلمية والتعليمية وغيرها مع هذه الدول والتحرك لإقناعها باستمرار التفاوض لحل الإشكالات المعلقة, خاصة أن مصر لديها أوراق لم تستغلها حتي الآن بالفاعلية المطلوبة ومنها تفعيل اتفاقات التعاون الثلاثي مع الصين وإيطاليا وألمانيا وتركيا واليابان والتي وقعتها مصر فعليا لخدمة أغراض التنمية في إفريقيا بالإضافة إلي الدور العربي فضلا عن الإمكانات العلمية والفنية المصرية وإعادة هيكلة التجارة الخارجية المصرية للاستفادة من الفرص التي تطرحها أسواق دول حوض النيل. وهذه الإجراءات ستزيد ما يسمي بالاعتماد المتبادل بين مصر ودول حوض النيل بما يفرض عليها التفكير جديا في عدم الاضرار بمصالح مصر في نهر النيل. كل هذا ممكن ولكي يؤدي إلي نتيجة نريدها يجب أن تستخدم مصر ما لديها من إمكانات أخري ومنها أن تلجأ مصر والسودان إلي مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار ملزم لهذه الدول استنادا للاتفاقيات الموقعة بين هذه الدول ومصر والسودان في ضوء القانون الدولي والمعاهدات الدولية المنظمة للأنهار الدولية ومنها نهر النيل.وتحضير مصر لملف الاتفاقيات الخاصة بالنيل أسوة بما فعلته من قبل مع قضية طابا.