توبة فتاة متبرجة
إن الفرق بين المرأة المتحجبة الطاهرة , والمرأة المتبرجة السافرة
كالفرق بين الجوهرة الثمينة المصونة وبين الوردة التي في قارعة الطريق .
فالمرأة المحجبة مصونة في حجابها, محفوظة من أيدي العابثين وأعينهم .
أما المرأة المتبرجة السافرة, فإنها كالوردة على جانب الطريق
ليس لها من يحفظها أو يصونها
فسرعان ما تمتد إليها أيدي العابثين , فيعبثون بها , ويستمتعون بجمالها بلا ثمن
حتى إذا ذبلت وماتت , ألقوها على الأرض , ووطئها الناس بأقدامهم .
فماذا تختارين أختي المسلمة ؟ أن تكوني جوهرة ثمينة مصونة
أو وردة على قارعة الطريق ؟
إليك أختي المسلمة هذه القصة
لفتاة كانت من المتبرجات فتابت إلى الله وعادت إليه
فها هي تروي قصتها فتقول :
نشأت في بيت مترف وفي عائلة مترفة , ولما كبرت قليلا بدأت أرتدي الحجاب
وكنت أرتديه على أنه من العادات والتقاليد لا على أن من التكاليف الشرعية
الواجبة التي يثاب فاعلها , ويعاقب تاركها
فكنت أرتديه بطريقة تجعلني أكثر جمالا وفتنة .
أما معظم وقتي فكنت أقضيه في سماع لهو الحديث الذي يزيدني بعدا عن الله وغفلة .
أما الإجازات الصيفية فكنا نقضيها خارج البلاد
وكنت هناك ألقي بالحجاب جانبا وأنطلق سافرة متبرجة , وكأن لا يراني الله
إلا في بلدي , وكأنه لا يراقبني إلا هناك .
وفي إحدى الإجازات سافرنا إلى الخارج , وقدر الله علينا بحادث توفي فيه أخي الأكبر
وأصيب بعض الأهل بكسور وألام , ثم عدنا إلى بلدنا .
كان هذا الحادث هو بداية اليقظة , كنت كلما تذكرته أشعر بخوف شديد ورهبة
إلا أن ذلك لم يغير من سلوكي شيئا , فما زلت أتساهل بالحجاب , وألبس
الملابس الضيقة , وأستمع إلى مالا ينفع من لهو الحديث .
والتحقت بالجامعة , وفيها تعرفت على أخوات صالحات فكن ينصحنني
ويحرصن على هدايتي .
وفي ليلة من الليالي ألقيت بنفسي على فراشي
وبدأت أستعرض سجل حياتي الحافل باللهو واللغو والسفور والبعد عن الله سبحانه وتعالى
فدعوت ربي والدموع تملأ عيني أن يهديني وأن يتوب علي .
وفي الصباح ولدت من جديد
وقررت أن أواظب على حضور الندوات والمحاضرات والدروس
التي تقام في مصلى الجامعة وبدأت فعلا بالحضور
وفي إحدى المرات ألقت إحدى الأخوات محاضرة عن الحجاب
وكررت الموضوع نفسه في يوم آخر فكان له الأثر الأكبر في نفسي
وبعدها ولله الحمد تبت إلى الله
والتزمت بالحجاب الشرعي الذي أشعر بسعادة كبيرة وأنا أرتديه.
لا تنسونا من صالح دعائكم
مع تحياتي
محبتكم في الله
درة الفداء