زياراتــــ
1-
كَانَتْ تَأْتِيني بَعْـضَ مَسَاء
وَعَلَى شَفَتَيْهَـا سَيْلُ رُؤَى
أَوْ طُوفَانُ قُبَل ،
تَنْثُرُهَا بَيْنَ يَديَّ
بَيَاضَ قَصِيدَة
مُتْرَعَةً
بِالْحَرْفِ الْمُثْقَلِ بِالتَّمْرِ
وَبِالْجَمْرِ ...
وَتَرَْحَل .
كَانَتْ تَأْتِينِي فِـي شَغَبِ الْيَقَظَة
مُوحِشَةً ،
في عَيْنَيْهـَـا أَلَقُ اْلَحْقلِ ،
خَبَايَا الْغَابَاتِ
وَعُمْقُ الْبَحْرِ ...
وَتَجْلِسُ فِي أَبْهَاءِ الْحَرْفِ
تُغَافِلُنِـي
تُشْعِلُ قِنْدِيلَ الْحُبِّ
وَتَخْطِفُ أَحْزَانَ الصَّدْرِ...
وَفِي طَرْفَةِ عَيْنٍ
تَرْحَل .
3-
مُيرْبَلَةً بِالنَّزَوَاتِ
وَبِالطَّيْشِ
وَبِالدِّفْءِ ...
فَتُبَعْثِرُها
بَيْنَ الصَّمْتِ الْمُلْتَفِّ
هَمْـاً
آهـاً
أَوْ بَعْـضَ غُبَارَ اللَّحْنِ...
وَتَرْحَل .
4-
كَانَتْ تَأْتِينِي قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ
تَجْلِسُ فِي كَفِّي
َوْ بَيْنَ جِرَاحِي
تَسْبُلُ جَفْنَيْهَا
وَتُلَمْلِمُ أَوْرَاقَ التُّوتِ
تَفُـكُّ إِزَارَ قَصِيدَة ،
في غَفْلَـه
تَسْلكُ دِرْباً بَيْنَ الأَحْرُفِ
مُثْقَلَةً بِاللَّحنِ الْمَكْنُونِ
وَبِالزَّادِ
وَبِاَلفَرَحِ...
تَنْشدَ أَخْبَارَ الشُّعَـرَاءِ
وَأَخْبَارَ الْعُشَّاقِ
وَأَخْبَارَ الْحُلْمِ الْمُوغِلِ
فِي أَحْضَانِ الْغَيْمِ
وَبَيْنَ الْمَاءَيْـنِ ،
وَحِينَ يَمُـسُّ النُّـورُ الْوَاعِدُ
دَاخِلَيْنَا ...
تَرْحَـل .
5-
كَانَتْ تَأْتِينِي فِي غَيْرِ مَوَاعِدِهَا
تَمْتَطِي مُهْراً
سُنْبُلَةُ الْحُبِ
لِتُورِقَ فِي أَعْطَافِ الْقَلْبِ
تَوَاشِيحَ
وَأَشْعَاراً...
تَتَفَيَّأُهَا النَّبَضَاتُ الشَارِدَةُ
وَالنَّوْرَسُ
وَالْحُلْمُ...
وَحِينَ أَمِيلُ إلِى عَيْنَيْهَا
لأُِعَانِقَهَا
وَأُبَارِكُ فِعْلَتَهَا
تُسرِجُ خَيْلَ الْبَرْقِ
وَتَرْحَل.
لأُِعَانِقَهَـا
وَأُبَـارِكُ فِعْلَتَهَـا
تُسْـرِجُ خَيْـلَ الْبَـرْقِ
وَتَرْحَـل