بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:06:37 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1590 0


    ثاكلتي الأخيرة في الحياة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    ريحانةً للثلج كي أبكيْ على أيقونتيْ‏

    يا طائرَ الصلواتِ!‏

    ناياتٌ لتبسطَ راحتيّ إلى النجومِ‏

    بشهوةٍ بيضاءَ كالريحانِ..‏

    زيتونٌ لأعصرَ دمعتي حزناً‏

    على ضلعِ الفراتِ!‏

    كأنّ كلّ حمامةٍ أختيْ إذا هدَلتْ،‏

    وكلّ إوزةٍ روحي إذا شردت‏

    وكل سحابةٍ سوداءَ ثاكلتي‏

    الأخيرةُ في الحياةِ!!!‏

    أيا فراتَ الدمعِ!‏

    ما ناحتْ على الزيتونِ عاشقةٌ‏

    لنرثيها‏

    ونذْكُرَ أننا صفصافُ!!‏

    ما اتكأتْ على الينبوعِ عذراءَ النبوّةِ‏

    كي نشرّدَ روحنَا في مائها الصافي‏

    ونشعرَ أننا أطيافُ!!‏

    واأسفاهُ يا أشعارُ!!‏

    واأسفي على كلّ المواويلِ التي‏

    كَبُرَتْ على صدري،‏

    وأرضعني حليبَ نواحها المزمارُ!!‏

    واأسفي على رجع الأغاريدِ‏

    التي حملتْ إلى أرواحنا وجعَ السحابِ،‏

    وهدْيَةُ الباكي‏

    فراحتْ كالخيولِ البيضِ‏

    تتبعُ عمرَنَا الأشعارُ!‏

    واأسفاهُ يا أشعارُ..‏

    هل أبكي على جرحِ النواعيرِ‏

    التي انتظرتْ هلالَ القمحِ صيفاً كاملاً؟‏

    كيما أردّ الريحَ عني‏

    حين يثكلها العواءُ!!‏

    وهل أتوبُ إذا اغتسلتُ بضحـوةِ تعبى،‏

    بكاملِ صفرتيْ‏

    في النبعِ كالعذراءِ؟!!..‏

    كي تأتي البلابلَ من جذوعِ الدمعِ‏

    حاملةً قميصَ الموتِ من أجلي‏

    كأشرعةٍ من الحسراتِ!!!‏

    أو تحبو دوالٍ من بكاءاتِ العنبْ‏

    كيما تسرّحَ روحها الثكلى‏

    على شَتْلاتِ حزنيْ،‏

    وتعصرَ دمعهَا حزناً على ضلعِ الفراتِ!!‏

    كأنّ كلّ حمامةٍ أختي إذا هَدَلَتْ‏

    وكل سحابةٍ سوداءَ‏

    ثاكلتي الأخيرةْ في الحياة؟!!‏

    أكلما صفصافة ذرفتْ على جسَديْ‏

    تمائمَ روحها الصفراءِ‏

    جاءتني السنابلُ من هديلِ القمحِ‏

    نحو خريفها المجروحِ‏

    تقتل نفسها ..‏

    كحمائم ثكلى على ضريح الروحِ‏

    وانتصبت ذئابٌ سبعةٌ‏

    تعوي على جبل الحدا العالي،‏

    وتجرح بالعويلِ المرّ منديل الضبابِ! .‏

    أكلما أيقظتْ قافيةً لأجلسَ قربها‏

    فرّتْ فراشاتُ المدى الأعمى‏

    إلى شَمْعِ الرسائلِ‏

    كالشحاريرِ الضريرة‏

    واختفتْ مثل السرابِ؟!.‏

    سأتركُ الأيامَ نائحةً إذن قربيْ‏

    لأبلغَ آخرَ الخمسين‏

    في هذا الخريفِ‏

    أكلما طالَ الغناءُ‏

    وصارَ للعشاقِ وحيٌ خلفَ أهدابِ القرى‏

    صِرْنا سحاباً للسحابِ؟ ..‏

    فنحنُ حزنٌ كلما ناحَ الحمامُ‏

    على السطوحِ‏

    ونحنُ نخلٌ كلما مرّ الحداةُ ..‏

    وسالَ زيتونٌ كدمعِ العينِ مجروحاً‏

    على ضلع الفراتِ‏

    فلا صبيةَ كي نزيّنَ هدبها بالقمحِ‏

    لا امرأة ستأتي من شمال جمالها‏

    لتنامَ كالأشجارِ فوق قبورنا التعبى،‏

    وتشرعَ للخريف- خريفها الباكي-‏

    جدائلَ شعْرها السوداءَ‏

    واأسفي على قمرٍ غسلتُ قميصُهُ بالحزنِ‏

    فامتلأتْ بأحزاني الجرارُ‏

    وصابحتْ وجهي صبايا الماء‏

    يزرعنَ المناديلَ الصغيرة‏

    في دروبِ الصبحِ كالأسرارِ‏

    واأسفاهُ يا أشعارُ.. .‏

    ضَمّ الحزنُ زهرته..‏

    وفوقَ صلاتيَ البيضاءِ هرَّ الجلنارُ!! ..‏

    وسالَ زيتونٌ كدمع العينِ مجروحاً‏

    على ضلع الفراتِ!!‏

    كأنّ كلّ حمامةٍ أختي إذا هدلتْ‏

    وكل سحابةٍ سوداءَ‏

    ثاكلتي الأخيرةُ في الحياةْ!

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()