دار البلاء
دارَ الــبَــــــلاءِ تَـهَــيَّــئــي يـــا دار
نَزَلَـتْ بـأرضِــكِ تِــلْــكُــمُ الأقْــــدارُ
كَتََبَ الزَّمانُ عَلى طُروسِـكِ أَسْطُراً
قُـرِئـَـتْ لَـنــا في طَـيِّـهـا الأَسْـفـــارُ
تَمْضي الحَـيـاةُ فـلا بَقـاءَ لِعَـيْـشِـنـا
إنَّ الـمَـنـــايــا إذْ تَــــزورُ تُــــــزارُ
هـوِّنْ عَلـيْـكَ فـمـا يَـزالُ نَعـيـمُهــا
يَـمْضي وَتَـمْـضي خَـلْـفَـهُ الأَعْـمـارُ
احْـذَرْ هَواها لَـوْ صَفـا لَـكَ طَعْـمُـهُ
فـالـسُّــمُّ في كَـأسٍ عَـلـَـيْــكَ يُــــدارُ
لا تُخْــدَعَـنَّ بِـنـاعِـمٍ مِـنْ جِـلْـدِهــا
فَـهِـيَ الـغَــواني خَـصَّـهـا الأشْــرارُ
فَلِـمَ الـبُـكـاءُ عَلى مرابِعَ قَـدْ رَثَـتْ
وَتَـنـاثَـرَتْ مِـنْ بَـيْـنِهــا الأَحْجـارُ؟!
يا صاحِ لَمْ نَهْـنَـأ وَنَـحْـنُ بِـدَارِهــا
فَــكَــأنَّــنـــا فــي رَوضِــهــا زُوّارُ
الــّلـهُ يــا دُنْـيــا لَــكَـمْ أَذْلَــلْــتِـنـا !
سَــيَّــانَ عِـنْــدَكِ تَـغْــلِــبٌ وَنـــِزارُ
غَـيَّبْـتِ مَنْ يَحْـلُ الزَّمانُ بِـذِكْرهِمْ
وَتَـطِـيْــبُ فـي نَجْـواهُِـمِ الأسْــرارُ
صُدِّي وَجوري في القَضاءِ فَإنَّـنا
ماضـونَ حَـتْـمـاً مـا بِــذاكَ خَـيـارُ
دارٌ لَـهـا فـي كُــلِّ يَــومٍ لــعْــنَـةٌ
واللّعْـنَةُ الكُبرى عـلى مَـنْ جاروا
مَنْ يَـتَّعِـظْ بـِنَـعِـيـمِ عَـيْـشٍ نـالَــهُ
سُـخْـطُ الـبَــلاءِ فَـأيُّـهُــمْ نَخْـتـارُ؟
لا تَدْفَعِ الحِيَـلُ الصُّروفَ وإنَّـمـا
طَـوقُ الـقَـضـاءِ تُـعِـيْــدُهُ الأدْوارُ
يا دَهْرُ مالَـكَ ؟ ماتَرَكْـتَ مُصِيْبَةً
إلاّ إلَــيْـهــا بـالـبَـنـــانِ يُــشــــارُ
لَمْ نَجْنِ خَيْراً مِنْ هَوى مَحْـبـوبَةٍ
بُذِلَتْ لِبَعْضِ هَشِـيْـمِها الأَعْـمـارُ
فاحْـنِ الجَبينَ إذا نَظَـرْتَ مُفَكِّـراً
مِنْ أَيِّهـا لا تَـشْـخَـصِ الأبْـصـارُ
ما نَفْعُ هاتيكَ السِّـنيـنَ وَزَهْـوُهـا
مَهْـمـا تَغَـنَّـتْ لَـحْـنَهـا الأطـيــارُ
بَلْ مُكْرَهونَ عَلى ألـيـمِ قَضاءِها
والصَّـبْـرُ جَــنَّـةُ صابِرٍ والـنّـــارُ
وَتَظَـلُّ دارَ الـبـائِـسيـنَ وَعُـذْرُنا
لَو كـانَ فـيـهـا تُـقْــبَــلُ الأعْــذارُ
لَسِمِـعْـتَ أَصْـداءَ الزَّمانِِ مُرَدّداً
دارَ الـــبَــــلاءِ تَـهَــيَّـئـي يــا دارُ
* * * * * *