بتـــــاريخ : 7/21/2008 8:04:46 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1055 0


    إفشاء أسراركِ الزوجية يهدّد استقرار عائلتكِ .

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : محمد عبدالحي | المصدر : www.almostshar.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل امراة المتزوجين


    إفشاء أسراركِ الزوجية يهدّد استقرار عائلتكِ .

     

    القاهرة - أ. محمد عبدالحي . 

     تعشق المرأة الثرثرة ما يدفعها في أحيان كثيرة إلى إفشاء أسرار بيتها حتى تلك الأكثر خصوصية وحميمية، الأمر الذي يعتبره اختصاصيو علم الاجتماع وعلم النفس «قنبلة موقوتة» تهدد الأسرة بالانهيار.


    رصدت «الجريدة» ملامح هذه المشكلة مع من اختبروها، واطلعت على رأي خبراء علم النفس والإجتماع فيها.


    تعترف ميرفت طلعت (موظفة) بافشائها أسرار بيتها وزوجها، مؤكدة انها لا تجد سبيلاً في منع نفسها من الكلام حتى عن المهم والحميمي منها. فتتحدث عنها، كما تقول، بصوت عالٍ أمام جاراتها وأطفالها لأسباب عدة منها: استعراض إمكانياتها وقدراتها على إثبات ذاتها، استدراج جاراتها بدافع الفضول ليعرفن ما في جعبتها، التباهي بما لديها، تعويض نقصٍ ما تعانيه. وتقول في هذا المجال: «من النادر أن يتحدّث الرجل عن خصوصيات بيته، لكن بعضهم يتباهى ويمازح أحيانًا بشأن ما يدور بينه وبين زوجته من مواقف يومية وهو أمر له تأثيرات سلبية ويسبب مشاكل كثيرة بين الزوجين».

     


    من واجب الزوجة أن تستر زوجها، ولا تكشف حالته المادية أو عيوبه. وإذا كانت ثمة ضرورة للحديث عن مشكلة ما بينها وبين زوجها فليكن ذلك لأقرب الأقربين. في هذا السياق تقول إيمان أحمد (صيدلانية): «أتحدث مع صديقاتي في كل أمور حياتي الأسرية صغيرة كانت أم كبيرة، من منطلق المناقشة والبحث عن الحلول، لكني لا أتطرق إلى الأسرار الخاصة؛ فهي لا تخص أحدًا غيري، ولو كنت أريد حلاً لموضوع خاص أو مشكلة زوجية أبحث عنه في الإنترنت أو عبر المنتديات التي تقدم حلولاً لمثل هذه الأمور.

     


    من ناحيتها تعتقد حنين منذر (أم لثلاثة أطفال، معلمة) أن الحديث عن حياتها الخاصة أمام صديقاتها يريح نفسيتها من الضغط الذي تلاقيه في البيت: «كان هذا الموضوع وجبة دسمة نتجاذبها خلال جلساتنا. ذات مرة رويت لإحدى صديقاتي موقفًا مضحكًا خاصًا جدًا حصل بيني وبين زوجي فأخبرته صديقتي بدورها إلى زوجها، وما كان من هذا الأخير إلا أن استغلّ إحدى سهراته مع الأصدقاء وروى لهم الموقف من باب التندر والفكاهة، فأخبر أحد الحاضرين زوجي بالأمر. ومنذ تلك اللحظة أعيش في دوامة من تأنيب الضمير وعتاب زوجي الذي بات لا يأتمنني على سر وأصبح كتومًا معي في معظم الأمور فقررت ألاّ أتحدث عن أي شيء يحصل في بيتي مهما كان».

     


    وتروي مها محمود، (موظفة في إحدى الشركات الاستثمارية) تجربة عانتها من إحدى صديقاتها: «كانت صديقتي تسمعني أمدح زوجي دائمًا وأتحدث عن محاسنه ومعاملته الرقيقة لي، ولأنها تعيش في فراغ عاطفي أعجبت بزوجي من خلال حديثي عنه واستدلت بطريقة ما على رقم هاتفه المحمول وراحت تتصل به لاستمالته وإغوائه، إلا أن زوجي ولكونه ملتزمًا يخاف الله لم يتح لها المجال وأعلمني بذلك وحذرني من مغبة الحديث عن حياتنا الزوجية الخاصة».

     


    غياب الاستقرار .


    حول موقف علم الإجتماع من هذه القضية تقول د.إنشاد عز الدين (أستاذة علم الاجتماع والعميدة السابقة لكلية الآداب في جامعة المنوفية): «تنتج مشاكل تهدد كيان الأسرة من جراء إفشاء الأسرار الزوجية والتحدث في الخصوصيات، ومن أبرز هذه المشاكل التكلّم في سلبيات الأزواج كالبخل أو الخلق السيء، أو غير ذلك من الصفات، فالسر عندما يباح لا يبقى سرًا وحينما تفكر المرأة

     

    في إفشاء أسرارها، يجب أن تسأل نفسها ثلاثة أسئلة: متى أحكي؟ ولمن أحكي؟ وماذا أحكي؟ في حال إضطرارها إلى ذلك، من الأفضل أن تختار جارة أو صديقة تثق في أمانتها، ذلك أن إفشاء أسرار البيوت والثرثرة في كل صغيرة وكبيرة في المجالس النسائية، يعطي الفرصة للآخرين ليتدخلوا في حياة الأسرة، ما يهدد بعدم استقرارها وإصابة الأطفال بالاضطرابات النفسية والعصبية، الأمر الذي يؤثر على مستقبلهم بشكل سلبي».


    وتضيف عز الدين: «ليست المرأة فحسب هي التي تسارع بإفشاء الأسرار، وإن كانت غالبًا هي التي تفعل ذلك، فلأنها بطبعها تميل إلى كثرة الكلام، عكس الرجل الذي لا يميل إلى الكلام عمّا حدث في البيت ولا عن شيء يخص زوجته أو أهله، بل عن عمله أو التخطيط لمستقبل أسرته».


    من ناحيته يؤكد د. عبدالرحمن حمودة (أستاذ علم النفس في جامعة الأزهر) أن ترويح الزوجة عن نفسها أو ما يعرف بالـ{فضفضة» إلى صديقاتها ونشر أسرار بيتها يجلب القلق والحسد، قائلاً: «ستكون راحة المرأة آنية وعاجلة وسيظهر القلق حتمًا بعد أن تنتشر هذه الأسرار وتجني الزوجة الندم. قديماً حذرت امامة بنت الحارث ابنتها في وصيتها المشهورة قبل زواجها فقالت: «فإن أفشيت سره فلن تأمني غدره».


    كذلك ان أسرار البيوت ليست على درجة واحدة من الأهمية، ومنها أسرار العلاقة الخاصة بين الزوجين التي يجب أن تحتفظ بها الزوجة في بئر عميقة داخل نفسها وكذلك الزوج، والأسرار المتعلقة بالخلافات بين الزوجين. والزوجة القديرة هي التي تحفظ هذه الأسرار وإن احتاجت نصيحة أحد تلجأ الى والدتها أو والدها، لكن ليس إلى صديقاتها أو قريباتها. كما يجب ألا تبادر الزوجة إلى ذلك بمجرد حدوث المشكلة، فما أكثر المشكلات التي لا تحتاج إلى تدخل من أحد بل مجرد حنكة وصبر من الزوجة».


    ويضيف حمودة: «يعدّ إفشاء الأسرار الزوجية في جلسات النساء بمثابة «قنبلة موقوتة» تهدد مستقبل الأسرة لأن في ذلك انتهاكًا للأعراض وتجاوزًا للحدود. يجب أن تربأ المرأة بنفسها وتترفّع عن مثل هذه المجالس التي لا تجد فيها الجاهلات ما يتحدثن به سوى النيل من أعراض أزواجهن وفضح أسرارهم لأنها في هذه الحال لا بد أن تتعرض بدورها إلى زوجها إما بمدح وإما بذم، فإن كان ذمًا تكون نالت من عرضه بالسوء وإن كان مدحًا فإنها تعرض نفسها وزوجها للحسد والكيد.


    ويشير حمودة إلى حالات سمعت فيها بعض النساء أسرار صديقاتهن فأصابتهن الحسرة على واقعهن المرير الأمر الذي دفعهن إلى مهاتفة أزواج صديقاتهن والتقرب منهم وتقويض حياتهم الزوجية، مشددًا على أن لا داعي إلى أن تفشي الزوجة أسرار بيتها إلا إذا كانت ثمة مشكلة تهدد كيانها، عندها لابد من استشارة من تثق في دينه وخلقه ولو كان بعيداً.
     

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل امراة المتزوجين

    تعليقات الزوار ()