شَقَّت ستار الليل
شقّّـــتْ ستــارَ اللَّيــلِ فــي الظَّلمــــاءِ
وكسَــــتْ سنــاهــا بــردةَ الخُيَــلاءِ
أرخَتْ ذُيــولَ الحُســنِ يجلو برقهـــا
ليـــلَ الظَّــلامِ بثَغــرِها الوضَّـــــاءِ
رَسمَتْ هلالَ الـحُـسْـنِ فـوقَ جبينهــا
وبصــدرهــا بدريــنِ كـا لجَـــوزاءِ
عَجَبَــاً لذاكَ السِّتــرِ يبــرزُ وجههـــا
كالمـاءِ ضِمْـنَ زُجَـاجَــةِ الصَّمَّـــاءِ
تــزْهـــو بقـــدٍّ لا ستـــورَ تزينــــــهُ
والخَصْـــرُ شُــــدَّ بـمِـئْـــزَرٍ ورِدَاءِ
شبَّهْتُ ذاكَ الوجهِ في وسَـطِ الدُّجــى
كَشُعَــاعِ شَمْـس ٍفـي لُجَـيْـنِ ِالـمَــاءِ
نــاديتُهـــا لمَّـــا تــوسَّـــطَ لـيْـلُـهــــا
ونُجـومُها تـرمــي الشّــرارَ إزائــي
ماهكــذا وصـــلُ الأَحبَّــةِ فـارفقــي
وتكـرَّمــي حتَّــى ببـعـضِ وفـــــاءِ
فتــوجَّهتْ نحــوي تـَشـُـقُّ رِدَائََهـــا
لـتـزيــحَ إحــلاكَ الـظَّـــلامِ ِلــــراءِ
فـرأيــتُ منهـــا ماأُحــبُّ وأشتهــي
وســمعــتُ منهــا مـا يـبــدِّدُ دائِـــي
لمَّـــا اطمـأَنَّتْ لا أبــوحُ بوصلِهـــا
طـالبتُهـــا شـيـئــا بِبَعْـــضِ ِحَيــــاءِ
قالتْ : تموتُ منَ الوصالِ بحسـرةٍ
بـلْ كيـفَ تصبـرُعِـندَ ذي الإِغــراءِ
قْد شقَّ قلبـي ما تُبيــحُ مـنَ الهــوى
أَفَـشَــرعُـهــا أمْ عــادةُ الـكُـرمــاءِ ؟
ما كنتُ أصبرُ لو دَعتني في الصِّبى
والعنــقُ مـثــلَ زجــاجــةِ الـّـَلألاَءِ
والخصـرُ شـِبْــهَ أســاورٍ مصـفوفـةٍ
تمشــي بـِـرِفـْـقٍ مشــيـةَ العــذراءِ
مــدَّتْ إلــيَّ بكــأسِهــا فــرددّتُـهـــا
فتـذرَّعــتْ بشـــرائــعِ الـنّـُبـــــلاءِ
فغضَضْتُ مثلَ المستحي منْ قولِها
والـقـلــبُ ذابَ بحـســرةِ الحســـناءِ
حتَّــى إذا ثمِلَـــتْ وكـلَّ لســانهــــا
غـنَّـتْ بِبـَعْــضِ مَنـَـاشــدِ الـقـدمــاءِ
ماكلُّ ما ألـفَ الفــؤادُ مِــنَ الهــوى
فـالحــبُّ بـعــض مناقــبِ الحكمــاءِ
*** *** ***