عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ
قيل رغبوا في بذلها لهم في الدنيا وقيل احتسبوا ثوابها في الدار الآخرة والله أعلم ثم قد ذكر بعض السلف أن هؤلاء قد كانوا من أهل اليمن قال سعيد بن جبير كانوا من قرية يقال لها ضروان على ستة أميال من صنعاء وقيل كانوا من أهل الحبشة وكان أبوهم قد خلف لهم هذه الجنة وكانوا من أهل الكتاب وقد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة فكان ما يستغل منها يرد فيها ما تحتاج إليه ويدخر لعياله قوت سنتهم ويتصدق بالفاضل فلما مات وورثه بنوه قالوا لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئا للفقراء ولو أنا منعناهم لتوفر ذلك علينا فلما عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم فأذهب الله ما بأيديهم بالكلية رأس المال الربح والصدقة فلم يبق لهم شيء .