بتـــــاريخ : 7/21/2008 6:16:30 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 821 0


    هل تصبح دور المسنين ظاهرة ؟

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : عبدالرحمن الشلاش | المصدر : www.almostshar.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة المسنين


    هل تصبح دور المسنين ظاهرة ؟

     

    د. عبدالرحمن الشلاش .

     كبار السن من الآباء والأمهات نعمة من الله عز وجل منحنا إياها.. ولن نعرف قدر هذه النعمة حتى يرحلوا عن دنيانا.. عندها لن يفيد الندم.. ولا اجترار الذكريات.. ولا الحزن على ما فات. فالآباء والأمهات شموع مضيئة في منازلنا وبركة من العزيز الحكيم.. وقد حدد الله عز وجل طريقة التعامل معهم وقرنها بعبادته .قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا).


    كبار السن يحتاجون إلى الرعاية والحب والعطف والحنان من أبنائهم وذويهم في مرحلة من العمر ينتظرون فيها جزاء ما قدموه طيلة حياتهم.. لا أن يقابلوا بالعقوق والجحود والنكران.. والمعاملة السيئة من الأبناء والأحفاد.. أو الوصول معهم لمرحلة لا إنسانية بتسليمهم لدور المسنين تحت أي ذريعة.


    دور المسنين والتي بدأت بالانتشار في مدن المملكة حتى بلغت عشر دور لم تكن تمثل هذا الرقم في الماضي وحسب إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية في المملكة العربية السعودية فان إجمالي المسنين والمسنات في السعودية قد وصل إلى ما يقارب 665شخصا موزعين على عشر دور إيوائية، 9منها مخصصة للذكور وواحدة فقط للإناث واللواتي تبلغ أعدادهن قرابة إل 245مسنة.


    ويقبع 138مسنا ومسنة في تلك الدور منذ أكثر من عشرين عاما،ويعاني 326مسنا ومسنة من المسجلين في الدور الإيوائية من الشيخوخة والعجز الكلي،كما أن 452مسنا ومسنة من نزلاء تلك الدور لديهم أقارب سواء أبناء وبنات أو أخوة وأخوات أو خلافهم.. ويعاني معظمهم من الجحود وقلة الزيارات بل وانقطاعها منذ زمن بعيد.


    وترجع دراسة سعودية عن رعاية المسنين الأسباب الحقيقية لانتشار تلك الدور وازدياد أعداد المسنين فيها إلى جملة المتغيرات التي طرأت على الأسرة، وأضعفت دورها في احتضان المسنين وهي:التحضر والتعليم وتغير التركيب الأسري وزيادة الأسرة النووية،وتغير دور المرأة، وخروج معظم أفراد الأسرة من المنزل لساعات طويلة للدراسة أو العمل،والميل المتزايد للاستقلالية بين المسنين،وتفكك وضعف الترابط والتعاطف في بعض الأسر.


    وفي جملة من التحقيقات الصحفية أفصح عدد غير قليل من كبار السن عن حقائق مرة يعانونها وهم يقطنون مع أسرهم.. فهم على حد قولهم يعيشون كالغرباء في بيوت أبنائهم نتيجة لموجة العقوق الجارفة التي اجتاحت بعض القلوب الصلدة مع تذوقهم لمرارة الإهمال والتخلي والنسيان.


    وكأنما أبقت هذه الأسر على كبارها كودائع ثقيلة لم يضطرهم لحملها والصبر عليها سوى الخشية من كلام الناس.. وإلا كيف نفسر سوء تعامل بعض الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم المسنين والتي كشفت عنها وسائل الإعلام في أكثر من مناسبة.. وخروج بعض المسنين من المنازل هائمين على وجوههم مما يجعلهم عرضة للضياع والفقد.. أو الموت لا قدر الله نتيجة لغياب دور الأسرة التام عنهم.. وتركهم وحيدين يعانون الأمرين مما يؤدي بهم إلى الملل والكآبة والسأم.


    آباء وأمهات ربوا وتعبوا وبنوا وأسسوا فهل تأتي مكافأتهم على هذا النحو؟.. والأسوأ من ذلك تفكير بعض الأبناء بإيداع هؤلاء الكبار "بركة البيوت.. وشموعها" في دور المسنين بحجة أن ما يقدم في تلك الدور أفضل وأشمل من الرعاية التي تقدم في المنزل متناسين حاجة هؤلاء الكبار للحب والعطف والحنان وبما يخفف عنهم ما يعانونه من عجز أو مرض.. وكم حزنت وذرفت دموعي على ذاك الذي ترك والدته في دار المسنين ولم يعد لتلك الدار إلا لاستلام جثمانها رغم توسلاتها والى الرمق الأخير من أجل رؤية ابنها أو أحد أحفادها.. ولكن هيهات!.


    بلوغ عدد دور المسنين هذا الرقم والنزلاء إلى أكثر من ستمائة ينذر بتحول تلك الدور إلى ظاهرة مع الوقت نتيجة المتغيرات السريعة .. وأخشى أن يأتي اليوم الذي يتزايد فيه العدد إلى رقم كبير.. ومعه نجد النزلاء بالآلاف.. وذلك متى ما تخلينا عن كبارنا.. واستسهلنا إيداعهم بتلك المؤسسات كحل مثالي من وجهة نظرنا للتخلص منهم.. اللهم أنر بصائرنا.. وافتح على قلوبنا.. وارزقنا برهم والوفاء لهم.. إنك نعم المجيب.

     

     


    المصدر: صحيفة الريا ض ، العدد 14276 .
     

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة المسنين

    تعليقات الزوار ()