د. صلاح الدين السرسي .
السعادة الأسرية مفهوم يجب أولا أن نتفق عليه قبل أن نتطرق الى مدى توفره من عدمه فالسعادة الأسرية تبدو للوهلة الأولى وكأن الجميع متفق عليها ، فهل السعادة الأسرية هى فى وفرة المال ؟. ام فى توافر الصحة ؟ أم فى توافر العزوة من بنين وبنات ؟ أم فى توفر المكانة والسلطة ؟ أم فى كل هذه الأمور أم فى بعضها .
عماد السعادة الأسرية هو التوافق ولأن حجر الأساس للأسرة هو الزواج فلابد وأن يكون التوافق الأسرى مرتبط بالتوافق الزواجى ، والتوافق الزواجى هو توافق فى الاختيار المناسب للزوج والاستعداد للحياة الزواجية والدخول فيها والحب المتبادل بين الزوجين والإشباع الجنسى وتحمل مسئوليات الحياة الزواجية والقدرة على حل مشكلاتها والاستقرار الزيجى والرضا والسعادة الزواجية . ويعتمد التوافق الزواجى على تصميم كل من الزوجين على مواجهة المشكلات المادية والاجتماعية والصحية ، والعمل على تحقيق الانسجام والمحبة المتبادلة .
وللتوافق الزواجى خمسة عناصر رئيسية هى :
1-الاختيار الزواجى .
2-التوافق الأسرى.
3-النضج الانفعالى .
4-النضج الاجتماعى.
5-العلاقات الشخصية.
وقبل أن نبحث فى تحقيق السعادة الأسرية ، علينا أن ننظر فى الاختيار وشروطه ، ورغم أن الشرع الحنيف حسم هذه القضية فى حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا،وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
والحديث لا يتضمن أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها.
ولكنه يوصف مادرج عليه البشر عند التفكير فى الزواج ، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال ، ومنهم من يطلب الحسب ، ومنهم من يرغب في المال ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين ، لا أنه أمر بذلك ... وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم " .
و" قال القاضي رحمه الله : من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى الخصال واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون ، لا سيما فيما يدوم أمره ، ويعظم خطره ".
وقد اعتدنا أن نقول بأن المرأة نصف المجتمع لكنها هي المجتمع كلّـه على حـدّ مقولة : المرأة نصف المجتمع ، فهي تلد النصف الآخر وهي نصف الدِّين لمن ظفِـر بها
قال عليه الصلاة والسلام : من تزوّج فقد استكمل نصف الإيمان ، فليتق الله في النصف الباقي . رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان ، وحسّنه الألباني .
وكأن في هذا إشارة إلى العزاب بنقص دينهم بل إشارة إلى الرجال جميعاً أن دينهم وإيمانهم لا يكمل إلا ) بامرأة ( فهم بحاجة إلى النصف الآخـر شرعاً وعقلاً وطبعاً .
وليس مجرّد تحصيل حاصل بل هـو الفـوز والظفـرأي فـوز تعني ؟
أهـو الفـوز فى مباراة رياضية ؟؟؟
أم هـو الفـوز بالنجاح الدراسي ؟؟؟
كلا . لا هذا ولا ذاك بل هـو الفـوز والظّفـر بـ " ذات الدين " بالمرأة المتدينة الصالحة فإذا تعددت وتنوّعت واختلفت مقاصد الناس في الزواج فعليك بالظفر والفـوز بصاحبة الدِّين .
" تُـنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين ترِبَتْ يداك " متفق عليه .ومعنى تَرِبَتْ يداك : أي التصقتا بالتّراب . كناية عن الفقر .
وهذا من باب الدعاء على من نكح وتزوج لمقصد آخر غير الدّين .
لمــاذا ذات الدّين بالذات ؟؟؟
1- لأنها خير متاع الدنيا ." الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " رواه مسلم .
2- لأنها تُعين على الطاعة .
" ليتخذ أحدكم : قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة "
قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سُئل : أي المال نتخذ ؟ رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
3-لأنها من خصال السعادة ؛ فمن السعادة : المرأة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك .
ومن الشقاوة : المرأة تراها فتسوءك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك .
4-لأنها أمان نفسي .
" خير النساء من تسرّ إذا نظر ، وتطيع إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ومالها " رواه الإمام أحمد وغيره ، وحسنه الألباني .
فأي فوز – بعد تقوى الله – أعظم من الفـوز بامرأة صالحـة ؟؟؟
وها هنا وقفة نفسية مع قوله صلى الله عليه وسلم عن المرأة الصالحة : وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك .
فالرجل – أيّاً كان – بحاجة إلى المرأة المتدينة !والمرأة بحاجة إلى الرجل المتديّن !
لمــاذا ؟؟؟
لأن الدِّين الذي يحمي صاحبه ضرورة من ضرورات الأمن النفسي وذلك في حالة غياب أحدهما عن الآخر يبقى الـودّ محفوظـاً لا لأجل الطرف الآخر فحسب ، بل لأن المتديّن – حقيقة – ُراقب الله ، ويعلم أن الله مُطّلع عليه .
والسؤال هنا هل يتم اختيار الأزواج والزوجات بناء على هذه المعايير ، أم أن هناك معايير أخرى يتم الاختيار وفقا لها ؟!!
يتسى الشاب أو الفتاة أن كلاهما ينتمى الى أسرة مختلفة ، لها ثقافتها وسماتها ، وعاداتها ، وأنه لكى يتم الوفاق الأسرى بعد الزواج يحتاج الأمر الى هذه الروح الدينية المتسامحة التى ترعى الله فى السر وفى العلن ، الأم ربت الإبن ونشأته فى حضنها ، والآن امرأة أخرى ، ظهرت لتستحوز عليه وتأخذه منها ، وتنتابها مشاعر متباينة ما بين السرور والإكتئاب ، فهل تعينها هذه الزوجة على اجتياز هذه المرحلة الصعبة فى حياتها ؟ نعم اذا كانت ذات دين وعلى خلق ، التسامح ، والاحترام واظهار المودة قادرة على محو الأثر النفسى ، بل تستطيع أن تعكس هذا الأثر وتجعلها تستشعر بالغبطة والسرور ، لانضمام عضو جديد لهذه الأسرة ، عضو يشارك الأفراح ،
ويتحمل بعض العناء عنها ، ويتطلب هذا الى جانب التدين النضج النفسى ، هذا النضج الذى يعنى أن الفتاة ، والشاب متوافق مع نفسه ، متصالحا معها ، لا يحمل صراعات أو عقد ، وأنه فى نفس الوقت متوافق مع قيم المجتمع وعقائده ، ومثله ، ومعاييره ، هذا النضج الذى يفتقده الكثير من شبابنا وفتياتنا ، لأننا لم نساعدهم على الوصول اليه ، تحملنا عنهم مسئوليات الدراسة ووفرنا لهم المدرس الخاص ، وزوجناهم ، فلم نتح لهم فرصة التدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية ، وأضحى نفسهم قصير يستشعرون الإحباط عند أول عقبة ، ويثورون وينفعلون ، و و .
وفى تخبط الأبناء قد يلجأون الى الأصدقاء ، لاستشارتهم أو لمقارنة حال كل منهم بالآخرين ، ونتيجة عدم النضج ، وانعدام أو لنقل انخفاض الوازع الدينى والأخلاقى ، ولإنعدام النضج تأتى النصائح مغرضة ، وتزيد الخلافات ، وتتحول ساحة الأسرة التى يفترض أن تكون وارفة بالحب والحنان والزهور الى ساحة حرب واقتتال ، فتدب الغيرة بين السيدات والحقد بين الشباب ، وبدلا من أن يكون الزواج ، وحدة أسرتين وائتلاف عائلتين تنقلب الأوضاع الى عداوة ، وشقاء.
السعادة الأسرية ليست معطيا ثابتاً، وإنما تزيد وتنقص حسب ما يبذله الزوجان من جهد لتحقيقها؛ ولذا فهي تحتاج إلى سعي دؤوب وجهد متواصل، ليس فقط لتحقيقها، بل والمحافظة عليها أيضاً.
ولا شك أن الحياة لا تستقيم ولا تستمر مع الشك أو الغيرة. فالثقة لا بد أن تكون متبادلة ومطلقة لا تشوبها شائبة، فكل ذرة شك ينهار أمامها ذرة حب يختل التماسك ويبدأ البناء في الانهيار تدريجياً. فأي مشكلة يمكن علاجها ومداواتها في الزواج، إلا الشك، فإذا انزرعت جرثومته الأولى فإنها لا تغادر هذه العلاقة أبداً، وتتكاثر الشكوك وتتضاعف ولا يصبح هناك أمل. وقد يلعب أحد الطرفين لعبة الشك، فقد تتصور الزوجة – مخطئة – أنها بتحريك شكوك زوجها فإنها تحرك عواطفه تجاهها وتجعله أكثر تشبثاً بها، أو لعله يعرف قيمتها وأنها مرغوبة من آخرين! فيقدرها حق قدرها ويقبل عليها، فتدعي مثلاً إعجاب الآخرين بها، أو قد تدعى استحساناً أو إعجاباً برجل، أو قد تتعمد أشياء من شأنها إثارة غيرته ثم إثارة شكوكه، وهذه لعبة في غاية الخطورة.. إنها كالطفل الذي يلهو بقنبلة عنقودية قد تنفجر في وجهه في أي لحظة.
وكذلك قد يفعل الزوج فينقل لزوجته مدى إعجاب النساء به والتفافهن حوله، أو قد يبدي هو إعجابه بسيدة أو يظهر استحسانه لامرأة ممتدحاً صفاتها، وهو بذلك يحرق أعصاب زوجته، وقد يحرق عواطفها تجاهه شيئاً فشيئاً.
وقد تبدي الزوجة غيرتها فعلاً فتبدي اهتماماً بزوجها، الا أنها قد تزرع فى نفسها الشك ، وتتعامل مع الوهم وكأنه حقيقة ، وتستشعر طعم العلقم الذى تتذوقه بعواطفها.
وقد يبدي الزوج غيرته الفعلية ويبدي اهتماماً بزوجته التي يتهافت عليها الرجال ولكن تذهب من قلبه براءة الحب وطهارة العلاقة، وتتشوه صورة زوجته في ضميره وتختلف نظرته لها، فتتبدل الصورة تماماً وتفسد العلاقة الزوجية.
و الإنسان الذي يلعب لعبة الشك ليس فعلاً أهلاً للثقة، وفي داخله عدوان، وأنه من الممكن أن يخون فعلاً، لأنه استطاع أن يلعب هذه اللعبة على مستوى التخيل وصمم سيناريو الخيانة.
وقد تندفع المرأة إلى استخدام سلاح الغيرة والشك بسبب زوج يهملها، وقد يندفع الرجل إلى هذا الأسلوب بسبب زوجة تهمله، ولكن مهما كانت الأسباب فإنه لا ينبغي تفجير قنبلة الشك، لأنها إذا انفجرت أطاحت بكل شيء. فالزواج علاقة يجب أن تقوم على أساس من الثقة المتبادلة لتحقيق الاستقرار والسعادة.
قد تحظي بإعجاب كل الناس، ولكن إذا افتقدت إعجاب رفيق حياتك فإنك ستفقد إعجابك بنفسك، فأنت لا يهمك إلا إعجاب هذا الرفيق، وهو فقط الذي يهمك أن تظهر له مواطن جمالك وقوتك وإبداعك وتفوقك ونجاحك، وهو الذي يهمك أن تسمع منه كلمة مدح، وهي ليست ككلمات الآخرين، وإنما هي كلمة تعبر عن فهمه لك وعن سعادته، لأنه معك وأنك تستحق الحب والتقدير، ولذلك يجب أن تسمو وترقى كلمات الإعجاب فلا تكون تقليدية تتناول الشكل والجمال الخارجي والأناقة والإمكانات المادية فقط، وإنما تمتد لتشمل الذكاء والفكر والنجاح والتفوق.
فالمدح بين الزوجين يدخل الفرح على النفس، وهو حاجة نفسية يحتاجها كلا الطرفين. وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم السيد خديجة حين قال: "آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها"، كما أنه صلى الله عليه وسلم مدح السيدة عائشة فقال: "فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه عاتب إحدى الزوجات التي صرحت لزوجها بأنها تكرهه، فالبيوت تقوم على العشرة والمودة والرحمة، ويجوز لكلا الزوجين أن يجامل أحدهما الآخر، فحديث الرجل لزوجته، وحديث المرأة لزوجها، لا يعد ذلك من الكذب أو النفاق.
الإنسان مع أقرب الناس إليه يتحاور أحياناً بصمته، صمت تشم فيه رائحة طيبة، صمت تنقله الأنفاس ونظرات الأعين وتعبيرات الوجه، وأي حوار في الحياة الزوجية لا بد أن يكون ودوداً يعكس روحاً طيبة سمحة سهلة سلسلة بسيطة، حتى في أشد الأوقات عصبية وثورة وغضباً. فالعداء أمر مقيت ويفسد تدريجياً ـ وبدون أن تدريا ـ حياتكما الزوجية.
تحاور بلطف.. استخدم أرق الألفاظ، حتى وإن أردت أن تعبر عن أصعب المعاني وأشقاها.. أنت لست نداً لست عدواً منافساً.. ورفيق حياتك ليس طرفاً غريبـاً.. أنه هو أنت وبينكما الزواج والعشرة والمودة والرحمة.
تحاشى الانتقاد بكل أشكاله.. واياك والتجريح.. احذر اللوم.. وليكن تعبير وجهك سمحاً.. ولتكن نظرات عينيك حانية.. ولتكن نبرات صوتك ودودة، ولتكن كلماتك طيبة.
اغضب.. تشاجر.. انفعل.. ثر.. عاتب.. ولكن كن ودوداً رحيماً كما أمرك اللـــه.
تتعدد أدوار الزوجة في حياة زوجها، فهي أم وصديقة وأخت وابنة وحبيبة، فكوني كل النساء في حياة زوجك. فهو يحتاج منك أحياناً إلى عناية الأم واحتوائها ورعايتها وقدرتها على التوجيه، كما يحتاج إلى أن يعبر عن الطفل بداخله. والطفل في حاجة إلى أم وليس زوجة. وهذا لقاء مهم يجدد ذكريات الطفولة ويثير مشاعر كانت موجودة وأساسية ومهمة بين الابن والأم، ويحرك بين الزوجين فيضاً من الأحاسيس الثرية الدافئــة.
وتتعدد أدوار الزوج في حياة زوجته، فهو الأب والأخ والابن والحبيب، فلتكن أيضاً الأب الذي يحرك طفولة زوجته، والأب ـ بتوفيق الله عز وجل ـ هو الحماية ـ القوة - الرأي السديد ـ الحزم ـ المسئولية ـ فتأوي بداخلك وتنتصر بك.
تختلف علاقة الزواج عن غيرها من العلاقات الأخرى، فأي علاقة تقوم على شروط مكتوبة أو غير مكتوبة، وتقوم أيضاً على الندية والتكافؤ والتوزيع العادل للمسؤولية إلا في الزواج، ففي هذه العلاقة المباركة قد يكون أحد الطرفين ضعيفاً أو عاجزاً أو سلبياً أو يعاني قصوراً معيناً أو نقصاً في أمر ما، وهنا يقوم الطرف الآخر وعن طيب خاطر بتعويض هذا العجز أو النقص أو القصور. وهي علاقة بين زوج وزوجته والرجل له طبيعة ومواصفات خاصة وكذلك المرأة، ولكل دوره في الحياة حسب إمكاناته وقدراته وطبيعته وتكوينه.
فعلى كلا الطرفين ألا ينازع الآخر في مسؤولياته، وألا يطالبه بتحمل المسؤوليات التي من شأنه القيام بها. فدعوة المساواة هي دعوة تخلو من أي فهم لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، فلا ينبغي أن ينظر كل طرف للآخر على أنه ند. إنها علاقة خالية من أي شبهة تحدٍّ أو ندية، فلا يمكن أن يكون هناك تطابق في طبيعة المرأة والرجل، فهما مختلفان تشريحياً وفسيولوجياً ونفسياً.
والرجل يهتدي لمسؤولياته كرجل بفطرته السوية، وكذلك المرأة؛ امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
فليتحمل كل منكما مسؤولياتـه، وليحمل أي منكما الآخر على كتفيه إذا كان هذا الآخر عاجزاً عن تحمل قدر من مسؤولياته. فالزواج ليس شركة وليس مؤسسة وليس تجارة، وإنما هو حب وتعاون وتكامل وحياة مشتركة.
بهذا الأسلوب السمح والتدين المنفتح والخلق الطيب ، يتسلح كلا الزوجين بالسلاح الفعال الحاسم للقضاء على الوباء الذى ينتشر ليعيث فى رباط الزوجية المقدس الفساد ، ويقطع أواصر المحبة ، ويلوث الرحمة والتراحم الأسرى ، بهذه الأسلحة نحمى سعادتنا الأسرية ونقيها من ميكروبات انتشرت وتلوث بها جو العلاقات الاجتماعية بفعل متغيرات دخيلة ، وعادات غريبة ونزعات استهلاكية تغذيها آلة اعلامية خطيرة .
المصدر : معا لبر الأمان .
|