نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ
وقوله جل وعلا" نحن أعلم بما يقولون " أي نحن علمنا محيط بما يقول لك المشركون من التكذيب فلا يهولنك ذلك كقوله " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " وقوله تبارك وتعالى " وما أنت عليهم بجبار " أي ولست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى وليس ذلك ما كلفت به قال مجاهد وقتادة والضحاك " وما أنت عليهم بجبار " أي لا تتجبر عليهم والقول الأول أولى ولو أراد ما قالوه لقال ولا تكن جبارا عليهم وإنما قال " وما أنت عليهم بجبار " بمعنى وما أنت بمجبرهم على الإيمان إنما أنت مبلغ . قال الفراء سمعت العرب تقول جبر فلان فلانا على كذا بمعنى أجبره ثم قال عز وجل " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد" أي بلغ أنت رسالة ربك فإنما يتذكر من يخاف الله ووعيده ويرجو وعده كقوله تعالى " فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " وقوله جل جلاله " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر " " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " ولهذا قال تعالى ههنا " وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " كان قتادة يقول اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك ويرجو موعودك يا بار يا رحيم . آخر تفسير سورة ق والحمد لله وحده , وحسبنا الله ونعم الوكيل .