بتـــــاريخ : 5/17/2008 9:05:01 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1330 1


    قبل الرحيل

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : د\رقية المحارب | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :

    رحم الله الإمام أحمد بن حنبل لو كان قيل له إنك تموت غداً ما استطاع أن يزيد في عمله شيئاً. هكذا قال عنه أصحابه ذلك أنه كان يستشعر أنه يموت غداّ كل يوم فإذا دعاه الأمل خاف الأجل.

    وهكذا حياة الجادين من العلماء والعابدين والزاهدين ففي حين تعلقت قلوب غيرهم بالدنيا تعلقت قلوبهم بربهم ورجوا ما عنده فتسؤهم السيئة، ويفرحون بالحسنة لأنهم يعلمون أن العمر ثوان بمقياس التاريخ، قد نصبوا أمام أعينهم قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت). وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم كان يقوم حتى تتفطر قدماه حتى إذا نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) وعلم أن الأجل قريب أخذ في أشد ما كان اجتهاداً من أمر الآخرة، حتى إذا خير بين الدنيا بكنوزها أو لقاء الله اختار لقاء الله. قلوب علمت أن هذه الدنيا دار ممر فلم تتخذها دار مقر. وأحدنا إذا كان في لهوه وصحته لم تعرض له الآخره ولو عرضت لما رأى أنه من أصحابها..حتى إذا وقع في الشدة وأدركه المرض أو عاين سكرات الموت عض أصابع الندم وصرخ (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) إنها لحظة لا يعرفها إلا من جربها

    يا غافل القلب عن ذكر المنيات  عما قليل ستثوى بين أموات

    فاذكر محلك قبل الحلول به    وتب إلى الله من لهو ولذات

    إن الحمام له وقت إلى أجل  فأذكر مصائب أيام وساعـات

    لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها    قد حان للموت ياذا اللب أن ياتي

    ونحن نودع رمضان نتساءل هل كتب لنا أو علينا، وهل مرت الساعات في طاعة أو معصية، وهل ازداد تعلقنا بالقرآن والإيمان أم أن بعضنا ينتظر زوال الشهر لينفذ مشروعات وقفت حرمة الشهر لها بالمرصاد. إن أقواماً يفرحون برمضان إذا أقبل ويبكون إذا أدبر لأهل خير وإيمان ويقين، وإن أقواماً يغصون برمضان إذا أقبل ويفرحون إذا أدبر لأهل سوء وشر، وهكذا كل شعائر الإسلام لا يعظمها إلا مؤمن ولا يبغضها إلا منافق ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

     إن العجب أن بعضنا يعظم شعائر الدين في رمضان ولا يعظمها في غيره، فتصلي المرأة وتصوم ولكنها تخرج متكشفة أمام السائق والأجانب في الأسواق فاتنة لعباد الله أو متنمصة في رمضان وبعد رمضان!

    والآخر يصلي ويصوم ويأكل الربا! أو لا يؤدي الزكاة والعياذ بالله. والأعجب ممن تصلي وتصوم ثم تعترض على شرع الله في مقالة تكتبها أو قصة تنسجها أو قصيدة تنظمها. أليس الذي أمر بالصلاة والصيام هو الذي أمر بالزكاة ونهى عن أكل الربا؟ اليس هو الذي أمر بالحجاب ونهى عن النمص، أليس هو الذي أمر عباده أن يقولوا التي هي أحسن ويتركوا مقولات الضالين؟

    إن التناقض الذي تعيشه الشخصية المسلمة في فكرها وسلوكها هذا الزمان هو نتيجة للتناقض الذي تتعرض له في ما تسمع وما تشاهد وما تقرأ. وقبل أن تكون كل مصادر التلقي صافية من الشوائب فإن التناقض سيظل موجوداً. أسأل الله أن يختم شهرنا بخير وأن يجعلنا ممن فاز يوم الجوائز

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()